أجرى الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق أمس، على أمل التوصل إلى هدنة، فيما تم الكشف عن مجزرة جماعية لكتائب بشار الأسد في دير الزور. وذكر بيان للخارجية السورية أن مباحثات المعلم والإبراهيمي تناولت "ما تقدمه سورية لتسهيل مهمة الإبراهيمي، إضافة لما هو مطلوب من قبل باقي الأطراف". ويفترض أن يلتقي الإبراهيمي الرئيس السوري بشار الأسد في موعد لم يحدد بعد. وحضت الدبلوماسية الأميركية أيضا الأطراف المتنازعة في سورية، على وقف المعارك خلال عيد الأضحى الأسبوع المقبل، بناء على مطالبة الأممالمتحدة والجامعة العربية وموفدهما. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند: "نحث الحكومة السورية على وقف العمليات العسكرية، وندعو قوى المعارضة إلى أن تحذو حذوها". كما دعت الجزائر أمس جميع الأطراف المتنازعة في سورية، إلى الاستجابة لدعوة الإبراهيمي. وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني: "ندعو جميع الأطراف الفاعلة في سورية للاستجابة لدعوات الموفد المشترك من أجل التزام هدنة بمناسبة عيد الأضحى، وإذا أمكن أبعد من ذلك". ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة معرة النعمان تعرضت لقصف جوي من القوات النظامية، بينما يواصل الثوار هجماتهم على قوافل ومراكز عسكرية لهذه القوات في المنطقة. وسيطر المقاتلون المعارضون خلال الأيام الماضية على جزء من هذه الطريق، ما بات يعيق وصول إمدادات لقوات النظام إلى المنطقة، وإلى مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ويأتي ذلك غداة يوم دام قتل فيه 133 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، في حين تم العثور على عشرات الجثث في مناطق متفرقة بينها 37 في مدينة دير الزور. وقال المرصد: إنه تم العثور "على 37 جثة على الأقل في مقبرة حي الموظفين في مدينة دير الزور بعضها متفسخ وبعضها عليه آثار حروق تم التعرف على هوية 12 منها". ووصف المجلس الوطني السوري المعارض في بيان العثور على الجثث بأنه "مشهد مروع قل نظيره في البشاعة". واتهم قوات هذا "النظام المجرم" بإلقاء "جثث المدنيين في مقبرة قبل أيام"، مشيرا إلى أن المدنيين القتلى "تعرضوا للحرق والتعذيب الوحشي والتنكيل اللا إنساني قبل قتلهم وجمع جثثهم". وعبر المجلس "عن عميق استنكاره وصدمته من هذا السلوك الوحشي لجنود النظام المجرم"، متعهدا بتقديم كل الدعم لثوار دير الزور، ومطالبا جميع السوريين بنجدة دير الزور وثوارها بكل ما يستطيعون. وقتل ثلاثة أشخاص أمس في قصف على عدد من أحياء حلب، بينما تشهد أحياء أخرى فيها اشتباكات. ووفقا للمرصد فقد وقعت اشتباكات في حي جوبر في شرق مدينة دمشق، وعلى طريق المتحلق الجنوبي قرب منطقة الدويلعة رافقها أصوات انفجارات ناتجة عن قصف هذه المناطق. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي القابون في جنوب العاصمة يتعرض لقصف بالمدفعية والهاون وسط إطلاق نار كثيف. كما أفاد المرصد وناشطون عن عمليات عسكرية واعتقالات في ريف دمشق.