اتهم مقاتلو المعارضة السورية الطيران الحربي السوري، الذي استأنف أمس الجمعة قصف مدينة معرة النعمان المتمردة، باستخدام قنابل عنقودية مع وصول الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق لمحاولة التوصل إلى هدنة. ويسعى الإبراهيمي إلى تأمين وقف لإطلاق النار خلال الأيام الأربعة لعيد الأضحى، بدءاً من 26 أكتوبر، وهو يأمل بأن تؤدي الهدنة إلى وقف أطول لإطلاق النار الذي أودى بحياة أكثر من 34 ألف شخص خلال النزاع المستمر منذ 19 شهراً، حسب منظمة حقوقية. وقال الإبراهيمي للصحفيين بمطار دمشق إن «المحادثات حول الأوضاع في سوريا ستشمل الحكومة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني». وأضاف «سنتحدث عن الحاجة إلى وقف العنف الجاري وحول ما إذا كان ممكناً وقف إطلاق النار في عيد الأضحي». ومن المقرر أن يلتقي اليوم السبت وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ورغم القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري في حق شعبه تظاهر آلاف السوريين أمس في أنحاء البلاد مطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد. وتواصل العنف على الأرض بين الثوار والقوات الموالية للأسد حول السيطرة على مدينة معرة النعمان الشمالية التي تربط بين أكبر مدينتين في سوريا. وقصفت قوات الأسد، التي تحتفظ بتفوق جوي، مجدداً المدينة بهجمات على مناطق سكنية، وقتلت العشرات، نصفهم تقريباً من الأطفال، حسبما ذكر ناجون. وألقى سلاح الجو السوري قنابل عنقودية على معرة النعمان، حسبما أعلن مقاتلو المعارضة في المكان أمس. وعرض المقاتلون على مراسل لوكالة فرانس برس بقايا إحدى هذه القنابل التي أُلقيت على مناطق سكنية والخطوط الأمامية، إضافة إلى عشرات القنابل الصغيرة التي لم تنفجر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أهداف الضربة الجوية شملت معسكرات للثوار قرب وادي ضيف، وهي تشكِّل مخزناً كبيراً أيضاً للمعدات الثقيلة والوقود. ونشر المرصد أمس صوراً لما قال إنها أدلة بشأن استخدام الحكومة قنابل عنقودية في إقليم إدلب قرب الحدود التركية. وفي حلب، أفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس بين القوات النظامية السورية والثوار في حي «الصاخور». وذكر المرصد أن حي «الصاخور» يتعرض للقصف العنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على الحي. وأضاف المرصد بأن اشتباكات دارت على أطراف حيي الميدان وسليمان الحلبي فجر أمس، كما تعرضت الأحياء الشرقية لمدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية، وتعرض حي الميدان للقصف بقذائف الهاون من قبل الثوار؛ حيث سقطت قذائف عدة على الحي أمس. وعلى الحدود التركية السورية أطلق الجيش التركي النيران على سوريا أمس بعد سقوط قذيفتين أطلقتا من الأراضي السورية على الأراضي التركية؛ ما يلقي الضوء على تصاعد التوترات بين البلدين على نحو خطير. ونفذت تركيا سلسلة من الضربات الانتقامية ضد قوات الأسد التي تقاتل قوات المعارضة على طول الحدود منذ أن قتل قصف سوري خمسة مدنيين أتراك في بلدة حدودية تركية في بداية أكتوبر. بدورهم، أكد قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم في بروكسل أمس دعمهم لتركيا في نزاعها مع سوريا. وجاء في بيان من المنتظر إقراره في ختام القمة أمس «المجلس الأوروبي يدين بشدة القذائف التي أطلقتها القوات المسلحة السورية على الأراضي التركية». وفي الوقت نفسه طالبت القمة «الأطراف كافة» بالحيلولة دون تصاعد الأزمة.