لم تفلح الحملات التوعوية في الرياض بأهمية النظافة كمظهر حضاري لأي مجتمع في منع استمرار ظاهرة رمي بقايا الطعام وقوارير المياه الفارغة والأكياس وعلب الدخان من فوق المركبات على أرصفة الشوارع أو حتى في قلبها، دون أي اهتمام من بعض السائقين لكل ما يبذل بشأن تنظيف المدينة وتجميلها، ما دفع بعض المواطنين إلى المطالبة بوضع ضوابط أكثر تشدداً لردع المهملين وزيادة الوعي، واصفين الظاهرة بأنها لا تقل خطورة عن الرمي العشوائي للنفايات المنزلية ومخلفات البناء. ولم يسع المواطن ياسر الزهراني، أن يصف هذه الظاهرة إلا بأنها سلوك غير حضاري من شباب مهملين لا يعيرون اهتماماً بالنظافة التي هي من صفات المؤمن، ويجب أن يتحلى بها كل فرد في المجتمع ويتربى عليها، وزاد بأن قلة البرامج التوعوية تسهم في غياب ثقافة الاهتمام، ويدفع ذلك الكثيرين إلى الاستمرار في رمي مخلفاتهم من مركباتهم من مأكل أو مشرب أو علب دخان، مشيراً إلى أن الظاهرة لا يمكن فصلها عن الرمي العشوائي للنفايات المنزلية والأنقاض. ولكن المواطن خالد الروقي، كان له رأي آخر، حينما أرجع ظاهرة رمي النفايات من المركبات إلى غياب الرقابة وعدم وجود أنظمة تتيح فرض عقوبات رادعة على المهملين الذين يلقون المخلفات من مركباتهم وأمام أعين المارة، واستشهد بموقف حدث له أثناء تجوله مع بعض أصدقائه بالمركبة، وقال: أنهم توقفوا عند أحد مطاعم شمال الرياض واستلموا طلباتهم، ثم انطلقوا إلى طريقهم بأحد شوارع الرياض، وأنهم بعد أن فرغوا من تناول الطعام داخل المركبة رفض صاحبها وضع بقايا الطعام بداخلها حتى لا تتسخ، مما دفعهم إلى رميها من النافذة على قارعة الطريق، مشيراً إلى أن غياب التوعية يعد أهم الأسباب، إضافة إلى غياب الرقابة. واكتفى عبدالله المغنم، بمطالبة الجهات المختصة والمسؤولة عن النظافة بعدم الاكتفاء بإصدار القرارات فقط، بل يجب متابعة تطبيقها ومعاقبة المخالفين، وتابع "يجب تكثيف البرامج التوعوية وبثها بشكل دوري ومتواصل؛ لزيادة الوعي كي يعرف المهمل أن هذا الأمر مهم، ويعبر عن مدى ثقافته، ويعكس الوجه الحضاري للناس"، داعياً إلى أن تكون العقوبات رادعة تصل إلى حد السجن في حال تكرار المخالفة. في المقابل، أكد مدير عام النظافة في أمانة العاصمة المهندس أحمد البسام، أن الأمانة تتجه حالياً نحو تأهيل شركات خاصة للنظافة لخدمة القطاع التجاري، مشيرا إلى وجود 65 شركة مؤهلة تخدم أكثر من 4000 محل متعاقد معها فيما يتعلق بمراقبة الأراضي الفضاء، وضبط مخالفات الرمي العشوائي للنفايات والأنقاض، قال: إن هناك مشروعا لإزالة المخلفات من مدينة الرياض عن طريق تقسيم العاصمة إلى خمس مناطق. وأضاف، أن الإدارة تعتزم تطبيق مشروع حي بلا حاويات، والهادف للتخلص من النفايات المنزلية عن طريق تنظيم وقت رمي المخلفات، بالتزامن مع مرور آليات النظافة، مشيراً إلى أن تطبيق المشروع سيبدأ في أحد أحياء الروضة، ثم ينتقل ليطبق في حي واحد في كل بلدية، حتى يتم تعميم التجربة. وحول ما يتعلق بمدافن النفايات، لفت مدير عام النظافة إلى مشروع إنشاء مدفن جديد خارج مدينة الرياض، إضافة إلى مدفن آخر خاص بالأنقاض، مبيناً أن المدافن القديمة سيتم إعادة تأهليها على غرار ما تم تنفيذه في مدفن عكاظ، حيث استكملت الأمانة مشروع تحويله إلى متنزهات جميلة بعد أن تمت السيطرة على ما ينتج عنه من غازات وروائح.