تشكّل المواد العضوية النسبة الكبيرة من النفايات التي ترمى من قبل السكان في المملكة، وتشمل النفايات العضوية النفايات المنزلية والتجارية، وتتكون بشكل رئيسي من بقايا الطعام والمواد الغذائية وعبوات وحافظات الأطعمة، إلى جانب أكياس «البلاستيك» و»الكرتون» والورق والزجاج والخشب، إضافة إلى النفايات الخضراء من الحدائق. يقول «م.أحمد البسام» -مدير عام الإدارة العامة للنظافة بأمانة مدينة الرياض-: إن مدفن النفايات البلدية في الرياض، استقبل خلال العام المنصرم حوالي (2.2) مليون طن نفايات منزلية وتجارية، أي بمعدل بلغ (5799) طناً في اليوم، مضيفاً أنه تطلب نقل هذه النفايات القيام بأكثر من (400) ألف رحلة على مدار العام، مشيراً إلى أن المدفن استقبل مخلفات بناء وحفريات ونحوها، حيث بلغت حوالي (3.8) ملايين طن. ووقعت أمانة منطقة الرياض مع بعض المستثمرين للإستفادة من المواد التي يمكن إعادة تصنيعها من النفايات على النحو التالي: الاستثمار في إعادة تدوير الورق والكرتون، والاستفادة في جمع وفرز النفايات القابلة لإعادة التدوير ك»الألمنيوم» و»البلاستيك» و»النحاس»، من خلال محطة فرز النفايات في مدفن النفايات بالسلي، وسيتم قريباً إضافةً خطوط فرز جديدة للنفايات الخضراء؛ لإنتاج الأسمدة وكذلك خطوط فرز وإعادة تدوير نفايات مخلفات الهدم والبناء، إلى جانب الاستفادة من استخدام وتدوير الاطارات والكفرات التالفة. وحرصت وزارة شؤون البلديات على إعداد دراسات من قبل استشاريين دوليين، للتحقق من مأمونية الاستثمار في فرز واعادة تدوير النفايات بمختلف أنواعها وعلى مستوى المملكة، حيث خلصت تلك الدراسات بوجوب وجود دعم حكومي لمثل هذه الأنواع من الاستثمارات، وذلك عن طريق إنشاء شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص للاستثمار في فرز وإعادة تدوير النفايات على مستوى المملكة، وجار الآن إعداد اللازم لذلك من قبل الوزارة. وهناك الكثير من الأبحاث والدراسات العالمية حول سبل اعادة تدوير النفايات، إما لإنتاج مواد أولية تستخدم من قبل المصانع لانتاج الكرتون والورق والبلاستيك، أو إمكانية حرق هذه النفايات لانتاج الطاقة الخضراء. وتقوم الإدارة العامة للنظافة وبناء على توجيهات الأمين بالتشارور مع عدد من الشركات العالمية حول امكانية تنفيذ مشروعات آلية التنمية النظيفة (CDM) في مجال إدارة النفايات البلدية الصلبة، عن طريق الإستثمار في تجميع غاز «الميثان» لحرقه؛ لتوليد الطاقة الكهربائية، والتقليل من الانبعاثات «الكربونية»، للمساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري حسب «اتفاقية كيوتو» التابعة للامم المتحدة، حيث إن المملكة هي من أولى الدول التي وقعت على هذه الإتفاقية. ولا تقتصر المخلفات على الأشياء السابق ذكرها، ولكن هناك أيضاً المخلفات الخطرة الطبية والصناعية، وهناك أيضا بقايا الطعام في المناسبات الكبرى، وحول هذه المخلفات يخبرنا «م.البسام» أنه بالنسبة للنفايات الخطرة من نفايات صناعية وطبية، فيتم التعامل معها جمعاً ونقلاً وتخلصاً من قبل الجهات المعنية، مضيفاً أن دور إدارة النظافة يقتصر على التعامل مع نفايات البلدية الصلبة، سواء كانت منزلية أو تجارية بكافة مراحلها من الجمع والنقل والتخلص، مشيراً إلى أن أمانة الرياض ممثلة في الإدارة العامة للنظافة تحرص على المحافظة على بقايا الأطعمة، من خلال وضع بعض الحاويات الخاصة ببقايا الخبز والتمور في بعض أحياء مدينة الرياض، وتحديداً بالقرب من المساجد والجوامع والأماكن الحيوية الهامة، مشدداً على أن تعاون سكان مدينة الرياض في المحافظة على نظافة عاصمتنا الحبيبة، لهو رديف أساسي وهام لجهود الإدارة العامة للنظافة، وحرصاً منا على تفعيل المشاركة الشعبية لسكان الرياض، فقد تم تنظيم أكثر من حملة لتنظيف المتنزهات البرية من مختلف فئات المجتمع المحلي، كالطلبة وموظفي القطاع الخاص والعام، إضافةً إلى قيام إدارة النظافة باصدار العديد من «البروشورات» واللوحات التوعوية حول أهمية المحافظة على أعمال النظافة وعدم إلقاء النفايات إلا في الأماكن المخصصة لها.