دعا الموفد الدولي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي أمس إلى وقف لإطلاق النار بسورية خلال عيد الأضحى، محذرا من أن "الأزمة تزداد سوءا كل يوم"، ومشددا على أهمية وقف نزف الدم. ومع وصول الإبراهيمي إلى بغداد أمس قادما من طهران، كشف المتحدث باسمه أحمد فوزي أن الإبراهيمي دعا السلطات الإيرانية "للمساعدة على إنجاز وقف لإطلاق النار بسورية خلال عيد الأضحى". وقال بحسب بيان، إن "وقفا لإطلاق النار سيساعد في ايجاد مناخ من شأنه أن يسمح للعملية السياسية بأن تتقدم". وقال فوزي إن الإبراهيمي أبلغ محاوريه في طهران بأن "هناك حاجة في سورية إلى تغيير حقيقي". لكن طهران كشفت أمس أنها اقترحت على الإبراهيمي "فترة انتقالية" في سورية تحت إشراف الرئيس بشار الأسد. وقال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان "نقترح وقف العنف ووقف إطلاق النار ووقف إرسال الأسلحة وإجراء حوار وطني بين المعارضة والحكومة". وأضاف أن طهران تقترح "فترة انتقالية تفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية ونيابية تحت إشراف الأسد"، موضحا أن سورية "وافقت على هذا الاقتراح". وأشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي سلم الإبراهيمي هذا "الاقتراح غير الرسمي" أول من أمس. وفي بغداد، التي شكلت المحطة الرابعة ضمن جولة في المنطقة بدأت بالسعودية فتركيا ثم طهران، بحث الإبراهيمي أمس مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ملف الأزمة السورية والسبل الكفيلة بإيجاد حل لإنهائها. وطالب المالكي بالتحرك بسرعة لحل الأزمة حفاظا على "وحدة سورية" وأمن المنطقة، داعيا الدول المعنية إلى "إدراك خطورة" الوضع. ووفقا لبيان عراقي قدم الإبراهيمي "رؤية أولية للحل كانت متفقة مع رؤية العراق التي طرحها منذ البداية، وتعتمد على وقف شامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية تحقق حلا مقبولا للشعب السوري". وختم البيان أنه تم في اللقاء "الاتفاق على جملة خطوات يمكن أن تشكل خارطة طريق للخروج من الأزمة بأسرع وقت". وعقب اللقاء مع المالكي، نفى الإبراهيمي أن يكون اقترح إرسال قوة لحفظ السلام إلى سورية. وقال في مؤتمر صحفي "لم أفعل ذلك، لا أعرف من أين أتت هذه التقارير، لكنها حتما لم تصدر عني". إلا أن رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أعلن في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي في الدوحة أمس، أن أي بعثة لسورية يجب أن تكون وافية العدد والتسليح لتنجح في وقف إطلاق النار، معتبرا أن هناك توافقا بين مقترح قطري بإرسال قوة عربية وفكرة الإبراهيمي بإرسال قوة أممية. وتابع بأنه ينتظر "قرارا شجاعا من السلطة السورية لوقف حمام الدم والاستجابة لرغبات الشعب السوري. نحن نحث بشار ومن معه على إيجاد طريقة للخروج من هذه المشكلة ولجمع السوريين مع بعضهم بعض".