أعلن مسؤول ايراني كبير أن ايران اقترحت على الوسيط الدولي العربي للازمة السورية الأخضر الإبراهيمي «فترة انتقالية» في سورية تحت اشراف الرئيس بشار الاسد. يأتي ذلك فيما دعا الإبراهيمي طهران إلى المساعدة لاقناع سورية بهدنة خلال «عيد الأضحى»، بينما نفى أن يكون اقترح ارسال قوة لحفظ السلام الى سورية. وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي في بغداد رداً على سؤال حول ما اذا كان تقدم باقتراح ارسال قوات حفظ سلام «لم افعل ذلك، لا اعرف من اين اتت هذه التقارير، لكنها حتماً لم تصدر عني». وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان في تصريح بثه «تلفزيون العالم» الإيراني الناطق باللغة العربية أمس: «نقترح وقف العنف ووقف اطلاق النار ووقف ارسال الاسلحة ودعم المجموعات الارهابية واجراء حوار وطني بين المعارضة والحكومة». وأضاف أن طهران تقترح «فترة انتقالية تفضي إلى اجراء انتخابات رئاسية ونيابية ... وكل ذلك تحت اشراف الرئيس الاسد». وأوضح ان سورية «وافقت على هذا الاقتراح». وقد سلم وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي الابراهيمي خلال زيارته الى طهران هذا «الاقتراح غير الرسمي» الرامي إلى انهاء النزاع السوري. وقال صالحي بعد المحادثات مع المبعوث الدولي إن طهران «سلمت اقتراحها المفصل المكتوب وغير الرسمي بهدف حل الازمة السورية، من دون ان يكشف عن تفاصيل الاقتراح. بدوره، رحب الابراهيمي بالمبادرة الايرانية، قائلاً في مؤتمر صحافي مشترك مع صالحي: «اشكركم على هذه المقترحات، وكما قلت لكم، توجد بعض الافكار في مقترحاتكم يمكن ان تساعد بالاضافة الى اقتراحات تقدمت بها دول اخرى هي كذلك مهمة بالنسبة للوضع السوري». وأضاف: «نأمل في جمع جميع هذه الافكار في مشروع لتخليص الشعب السوري من الكابوس الذي يعيشه». وعقد الابراهيمي ليل أول من امس لقاء مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي كرر اقتراح الحكومة الايرانية للمساعدة في حل الازمة. كما بحث الأزمة مع سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي. وذكر موقع الرئاسة الإيراني ان أحمدي نجاد أكد «استعداد ايران للتعاون وتقديم مساعدة حتى يستعيد الشعب السوري الهدوء والأمان». ودعا الإبراهيمي الى وقف لإطلاق النار في سورية لمناسبة عيد الاضحى الذي يصادف نهاية الاسبوع المقبل، بحسب ما افاد الناطق باسمه احمد فوزي في بيان صدر أمس. وقال البيان إن «الابراهيمي دعا السلطات الايرانية الى المساعدة على انجاز وقف لاطلاق النار في سورية خلال عيد الاضحى القادم». وأشار الابراهيمي الى ان «الازمة في سورية تزداد سوءاً كل يوم»، مشدداً على اهمية وقف نزف الدم. وجدد الموفد الدولي دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «الى وقف النار ووقف تدفق الاسلحة الى الجانبين» في سورية. وقال وفق البيان، إن «وقفاً لاطلاق النار سيساعد في ايجاد مناخ من شأنه ان يسمح للعملية السياسية بأن تتقدم». وقال فوزي ان موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة ابلغ محاوريه بأن «هناك حاجة في سورية الى تغيير حقيقي»، مضيفاً ان «هدفنا الاول رفاهية وسلامة الشعب السوري ومساعدته على بناء مستقبل يحقق تطلعاته المشروعة». ونفى فوزي أن يكون الإبراهيمي يضع خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية قوامها 3 آلاف عنصر في سورية. وكانت صحيفة «صانداي تلغراف» البريطانية قد ذكرت أن الابراهيمي يبحث امكانية المشاركة في هذه القوة من قبل الدول التي تساهم حالياً في قوات «اليونفيل» بين لبنان واسرائيل، والتي تشمل ايرلندا والمانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا. وقال فوزي رداً على سؤال حول ما إذا كان تقرير الصحيفة صحيحاً: «لا»، مضيفاً إن «مصادرهم سيئة». إلى ذلك، طالب العراق الابراهيمي بالتحرك بسرعة حفاظاً على «وحدة سورية» وأمن المنطقة، فيما حذر المبعوث العربي الدولي من ان الازمة فيها تشكل خطراً على «شعبها وجيرانها والسلم العالمي». وأوضح بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء العراقية ان رئيس الوزراء نوري المالكي، اجرى في بغداد مع الابراهيمي الذي سيتوجه الى القاهرة بحثاً «معمقاً للازمة السورية والسبل الكفيلة بايجاد حل سياسي لإنهاء الازمة». ونقل البيان عن المالكي قوله «نحن معكم بكل ما نستطيع ونجاحكم سيكون نجاحاً لسورية وللمنطقة اجمع»، مضيفاً ان «العراق يدعم بشكل كامل جهود الموفد الاممي والعربي المشترك الى سورية من اجل التوصل الى حل سياسي للازمة المتفاقمة». واعتبرت الحكومة العراقية رؤية الابراهيمي في شأن الازمة السورية متطابقة مع رؤيتها، وأبدت دعمها الكامل للجهود الديبلوماسية «من اجل الوصول الى حل سياسي في سورية» فيما توقعت الوصول الى «خريطة طريق للخروج من الازمة». وكان الابراهيمي وصل امس الى بغداد قادماً من طهران والتقى المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري. وحذر المالكي من «استمرار القتال في سورية، داعياً الى التحرك بسرعة حفاظاً على ارواح الشعب السوري الشقيق، فضلاً عن الحفاظ على مستقبل سورية ووحدتها، وامن المنطقة واستقرارها. ودعا رئيس الحكومة «جميع الدول المؤثرة في الشأن السوري الى ادراك خطورة تطورات الازمة السورية والى ضرورة التعامل معها بمسؤولية عالية». وقدم الابراهيمي رؤية اولية للحل كانت متفقة مع رؤية العراق التي طرحها منذ البداية، مبيناً حسب البيان انها «تعتمد على وقف شامل لاطلاق النار واطلاق عملية سياسية تحقق حلاً مقبولاً للشعب السوري يحفظ حقوقه وطموحاته المشروعة». وذكر البيان الصادر من مكتب رئيس الوزراء أن «الطرفين اتفقا خلال اللقاء على جملة الخطوات التي يمكن ان تشكل خريطة طريق للخروج من الأزمة السورية بأسرع وقت». وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي ل «الحياة» ان «اجواء اللقاء بالابراهيمي كانت ايجابية وان رئيس الوزراء اكد للابراهيمي ان العراق مستعد لدعمه بشكل كامل لحل الأزمة السورية وإنهاء مأساة الشعب السوري بشكل سلمي». الى ذلك قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان همام حمودي ان «الأوضاع الحالية التي تشهدها الأزمة السورية والخيارات العسكرية وغيرها لحل تلك الأزمة جميعها باءت بالفشل بعد ان بدأ العالم يفكر بمخاطر تغيير الوضع السوري ما دفعه باتجاه الاستماع الى الطرح العراقي في شأنها». وأعرب عن امله «بالمزيد من التبلور للافكار العراقية والوضوح لتحمي المنطقة من الصراع والتدخلات الخارجية التي كانت سيئة على المواطن والوطن ومصالح البلد».