عقب التحقيقات المكثفة التي أجرتها الجهات الأمنية اللبنانية في حادثة فرار 3 سجناء يتبعون لتنظيم "فتح الإسلام" في سجن رومية المركزي، أصدر قاضي المحكمة العسكرية داني الزعني قراراً بتوقيف 65 عسكرياً من مختلف الرتب، بعد أن تبين من التحقيقات الأولية أن السجناء الفارين وهم الفلسطيني محمد عوض فلاح، والسوري عمر محمود عثمان، والجزائري فيصل داود عقلة، تمكنوا من الهرب منذ فترة طويلة قدرتها التحقيقات الأولية بأنها تفوق الشهر. وكشفت التحقيقات أن سجناء "فتح الإسلام" في السجن يفرضون بعض الشروط على العناصر المكلفة بمراقبتهم، حيث لا يسمحون لهم بالدخول إلى العنابر إلا برفقة سجين يكنى بأبي الوليد، فيقف الرقيب على باب النظارة، ويخبره أبو الوليد بأن جميع السجناء موجودون. وكانت الجهات المعنية قد أثارت موضوع الامتيازات التي يتمتع بها عناصر فتح الإسلام وطالبت بتصحيح الوضع. وعن طريقة الهروب أفادت مصادر مطلعة بأنها تمت عبر تزوير بطاقات الهوية التي يضعها الزوار عند مدخل السجن، حيث ترك بعضهم بطاقات هوية مزيفة تحمل صور الثلاثة الفارين الذين خرجوا على أساس أنهم زوار. كما لم تستبعد المصادر وجود عدة احتمالات أخرى منها التواطؤ والتهديد والرشوة. وقالت "ستتم مراجعة السجلات ليصار إلى التأكد من الزوار الذين زاروا سجناء فتح الإسلام خلال الفترة الأخيرة". وكشفت المصادر عن مفاجأة مدوية هي أن كاميرات المراقبة الموجودة في السجن متوقفة عن العمل بسبب خلاف مع الشركة التي قامت بتركيبها، وأن الخلاف على مبلغ لا يتجاوز ألفي دولار، وأن السجناء أنفسهم يعلمون أن هذه الكاميرات لا تعمل. وأضافت "من الغريب أن العنبر الواحد يضم بين جدرانه 185 موقوفاً يتمتعون بالهواتف الجوالة وأجهزة الكومبيوتر المحمولة القادرة على الدخول للإنترنت، بالإضافة إلى الأموال النقدية، والأسلحة البيضاء". إلى ذلك وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان هروب السجناء بأنه "غير مقبول على الإطلاق، لاسيما أنه تم في وقت بدأت فيه القوى العسكريّة والأمنيّة في ضبط الانفلات في معظم المناطق". وأعرب عن "استيائه البالغ" مما حدث، وطالب خلال استقباله المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي بإجراء التحقيقات اللازمة، واتخاذ التدابير الصارمة بنتيجتها". كما ناشد وزارة الداخليّة والقضاء العسكري بالقيام بمسؤولياتهم كاملة، وأضاف "لا مبرر لحدوث أعمال فرار لا يتم اكتشافها إلا بعد فترة طويلة، ولا بد من محاسبة المسؤولين عن هذا التقصير". يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي ينجح فيها عناصر من فتح الإسلام في الفرار من سجن رومية الذي يعتبر الأكبر والأكثر اكتظاظاً بالنزلاء. وفي معظم المرات السابقة نجحت قوى الأمن الداخلي في القبض على الفارين بعد أيام أو أسابيع من فرارهم. وكانت آخر عملية فرار في أغسطس من العام الماضي عندما هرب 5 سجناء بينهم 3 من فتح الإسلام.