استبعد مصدر أمني رفيع أن يكون لدى سرية السجون التابعة للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي نية في نقل الموقوفين المنتمين الى تنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي من سجن رومية الى سجن آخر بعد ضبط عملية الفرار التي قادها بعضهم وتوقيف سبعة منهم في باحة سجن رومية أثناء محاولتهم الهرب، ثم توقيف آخر تمكن من الفرار وأُلقي القبض عليه في حرج بصاليم القريب من السجن. وأكد المصدر نفسه أن فكرة نقل بعض المساجين من رومية الى سجن آخر تطرح مع حصول حالات تمرد داخل السجن أو محاولات للهروب منه، كاشفاً أن لا قدرة للسجون الأخرى على استيعاب الموقوفين المنتمين الى «فتح الإسلام»، إضافة الى صعوبة نقلهم الى مراكز التوقيف التابعة للاستخبارات في الجيش اللبناني نظراً لعدم قدرتها على استيعابهم. ولفت المصدر عينه الى ان معظم دول العالم أنشأت سجوناً خاصة لاستيعاب الحالات الخاصة لعدد من المساجين أو الموقوفين على غرار المنتمين الى «فتح الإسلام» المتهمين بالاعتداء على الجيش اللبناني وتهديد الأمن العام للبلد والمس باستقراره. واعتبر ان حل المشكلة التي تعاني منها السجون في لبنان وأكبرها سجن رومية يكمن في إسراع القضاء اللبناني في النظر في ملفات أكثر من ألفي موقوف في رومية بعضهم مضى على توقيفهم عامين بتهمة ارتكابهم جرائم عادية غير سياسية. وأضاف المصدر ان هناك حوالى 3500 شخصاً بين موقوف ومحكوم في سجن رومية غير القادر على استيعابهم، مشيراً الى ان عدد الموقوفين في السجون اللبنانية اقترب الآن من 5300 سجيناً بينهم 250 امرأة. ورداً على سؤال أكد المصدر أن السجون كانت تتبع في الماضي الى وزارة العدل لكنها أُلحقت موقتاً بوزارة الداخلية بعد عملية الفرار التي حصلت عام 1949. ورأى انه لا بد من إلحاق هذه السجون مجدداً بوزارة العدل من خلال مصلحة السجون التابعة لها والتي لم يعد فيها منذ سنوات أي موظف. وبالنسبة الى التحقيقات الجارية مع الموقوفين السبعة الذين أُلقي القبض عليهم في باحة سجن رومية وهم يستعدون للفرار للحاق بأحد المنتمين الى «فتح الإسلام»، بعدما تمكن من الفرار ويدعى طه الحاج سليمان وهو سوري الجنسية وأُلقي القبض عليه لاحقاً بالتعاون بين فوج المغاوير في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، كشف المصدر الأمني ل «الحياة» بأن سليمان لا يزال موقوفاً لدى الاستخبارات في الجيش اللبناني وهو يخضع حالياً للتحقيق لجلاء كافة التفاصيل المتعلقة بتنظيم محاولة الفرار من رومية. وأضافت: «أما بخصوص الموقوفين السبعة الآخرين، فقد تأكد أنهم كانوا على تواصل مع موقوفين من «فتح الإسلام» أُفرج عنهم سابقاً لتأمين إيجاد مأوى لهم فور تمكنهم من الفرار من رومية. وأكدت أن الموقوفين السبعة، إضافة الى سليمان بحثوا في عدة خيارات لإيجاد مأوى لهم ومن بينها الفرار الى بلدة مجدل عنجر البقاعية أو الى طرابلس ومنها الى منطقة عكار وإلا فإن خيارهم الأخير والوحيد يكون في اللجوء الى المخيمات الفلسطينية وتحديداً عين الحلوة. إلا ان الموقوفين وبحسب المصدر نفسه استبعدوا جميع هذه الخيارات بذريعة ان البيئة اللبنانية ترفضهم وأن هناك من سيسعى الى تسليمهم الى الأجهزة الأمنية فور تحديد المأوى الذي سيلجأون إليه، إضافة الى ان التواصل غير المباشر مع جهات فلسطينية لم يثمر عن نتيجة بسبب إصرار جميع الفصائل أو الفاعلة منها على الأقل على رفض استقبالهم خوفاً من الانجرار الى صدام مع الجيش اللبناني، هذا في حال لم يتمكن من توقيفهم على تخوم المخيمات في ضوء التدابير المفروضة منه والتي ستتكشف فور انتشار نبأ فرارهم من رومية. وأكد المصدر ان الناطق الرسمي باسم «فتح الإسلام» المدعو أبو سليم طه الذي كان من بين السبعة الذين أوقفوا في باحة سجن رومية اقترح عليهم الهرب باتجاه الأراضي السورية عبر الحدود اللبنانية المتاخمة له في منطقة الشمال. وعزا طه سبب اقتراحه كما يقول المصدر الى صعوبة ايجاد مأوى لهم في مكان آخر، وأن لا حل أمامهم في حال تمكنهم من الفرار إلا الاختباء طوال النهار والسير ليلاً على الأقدام إنما بحذر شديد خوفاً من وقوعهم بين ايدي القوى الأمنية التي تطاردهم. كما أوعز إليهم طه بضرورة الاقتداء بزعيم «فتح الإسلام» شاكر العبسي عندما تمكن من الفرار من مخيم نهر البارد بعد ان أوشك على السقوط والتوجه الى مكان آخر، نجح في الاختباء فيه بعض الوقت قبل ان يتسلل الى داخل الأراضي السورية. وخطط طه للاقتداء بالعبسي ليكون على رأس أكبر عملية فرار من رومية، لكنه وقع في الفخ فيما لا يزال مصير العبسي مجهولاً مع انه تردد اخيراً بأنه قُتل في صدام مع الاستخبارات السورية.