لم تكد قضية الكليات العالمية التي أوقفتها وزارة التعليم العالي عن العمل، تهدأ، حتى بدأت المشاكل في أخرى، إذ ارتفعت وتيرة الخلاف بين طالبات كلية الفارابي بجدة، وإدارة الكلية، حتى بلغ الأمر مستوى الأخذ والرد بين الطرفين. ففي الوقت الذي أكد فيه عميد الكلية بطلان ادعاءاتهن، واجهت طالبات كلية الفارابي بجدة، صوت عميد الكلية باستيائهن من الوضع الذي تعيشه كليتهن والمتمثل في الحاجة لبعض المستلزمات الدراسية، من كراسي وضروريات أخرى، إضافة إلى سوء المعامل وحاجتها المستمرة للصيانة، وتساءلن في الوقت عينه عن الصلاحية التي تخول الكلية بعدم إعادة المبالغ المالية المدفوعة قبل القبول في منح الدولة. واعتبرت طالبة من طالبات الكلية، هدف الكلية الأساسي مادياً، حتى أصبحت ك"شركةٍ" تجارية وليست تعليمية. وقالت: "هناك طلبات من الضروري أن توفرها الكليات، الكتب التي لا تباع إلا في الكلية تباع بأسعار مرتفعة جداً، ويمنع نسخها. وأشارت طالبة أخرى إلى عدم اكتمال مبنى الكلية وكمالياته من معامل وغيرها، وهو الوضع الذي بقيت عليه الكلية منذ عام من الزمان. وأوضحت ثالثة: "هناك علامات استفهام لدينا عن اعتماد الكلية سواء في الدول العربية أو الأجنبية، ودائماً ما يأتينا الرد بأجوبة مبهمة غير واضحة، نطالب بتوحيد المناهج مع كلية الفارابي الموجودة في الرياض باعتبارهما فرعين لكلية واحدة وعدم السماح للمحاضرين بوضع منهجهم بطريقة شخصية". إضافة لضيق المبنى رغم الكم الهائل من الطلاب. وهناك فوضى بسبب وجود العمال، والمصاعد معطلة في غالب الوقت. فيما تساءلت أخرى إن كانت وزارة التعليم العالي على علم ورضا عن وضع الكلية بوقتها الراهن. من جانبه، عدّ عميد كلية الفارابي الدكتور أحمد محمد مختار شكوى الطالبات "ادعاء باطلا" وأن الطلاب والطالبات اعتادوا على التعليم العام وعادة التلقين، فلا رغبة لهم سوى الحفظ والاختبار، مشيرا إلى أن طلاب وطالبات كلية الفارابي لا يعون مدى أهمية دراسة طب الأسنان. وقال: "الكلية لم يتخرج منها إلا الكفاءات، والمعامل غير المجهزة التي قال عنها البعض، جميعها مجهزة رغم أن كلية الفارابي في جدة كلية فتية لم تكمل حتى هذه اللحظة الثلاث سنوات". وأضاف: "هناك طالبات يحببن الشكوى فقط، عمال الصيانة كانوا موجودين قبل بدء الفصل الدراسي، والكلية لا تحتوي على أي عمالة الآن، وبالنسبة لتغيير الجداول فهناك بعض التغييرات في بداية الفصل الدراسي بسبب قدوم أساتذة محاضرين من الرياض، فضلاً عن عدم اكتمال الجداول، الوضع الآن مختلف، فالجداول الآن مكتملة مع وجود 200 أستاذ محاضر في الكلية. أما شكوى الطالبات في موضوع قلة عدد الكراسي فهي في غير محلها، بدليل أن كراسي الكلية مكتملة. وبالنسبة لأولويات المواد ومتطلباتها أكد مختار أن الطالبات لا يستطعن تحديد ذلك لقلة خبرتهن، وفيما يتعلق بشكواهن حول عدم إلزامهن بدفع مصاريف أخرى قال: "التكاليف بسيطة والدولة تتكفل بالمنح الخاصة للأقساط الدراسية.