دفعت متابعة بعض المديرين لصفحات موظفيهم بمواقع التواصل الاجتماعي كال "فيسبوك" و"تويتر" بعض الموظفين للتوقف عن متابعة صفحاتهم خلال الدوام، فيما اضطر آخرون إلى تغيير أسمائهم إلى أخرى مستعارة، للتخفي، بينما اضطرت فئة إلى تجاهل طلبات الصداقة التي يرسلها هؤلاء المديرين، ليصبح الوضع أشبه بالكر والفر بين الموظفين ومديريهم. وفي ظل ازدياد شعبية هذه المواقع، ومتابعة الكثيرين لها خلال العمل، لجأ البعض إلى حظر مديريهم تلافيا للمواقف المحرجة التي قد تحدث معهم حال معرفتهم بوجود الموظف على الموقع أثناء وقت الدوام الرسمي، وانشغاله عن العمل بتحديث معلوماته ونشر مشاركاته وتعليقاته. يقول محمد علي "أعمل بقطاع حكومي في إدارة لا يوجد بها ضغط عمل، وذلك يمنحني متسعا كبيرا من الوقت أستغله في تصفح مواقع الإنترنت، وصفحتيّ على "فيس بوك و"تويتر". وأشار إلى أنه سجل حسابيه باسمه الحقيقي، وأن مديره بالعمل أرسل له طلب إضافة بال "فيس بوك" إلاّ أنه تجاهله"، وقال إن تجاهل الإضافة لم ينقذه من متابعته ب "تويتر" حيث وجد اسمه ضمن قائمة المتتبعين له. وأوضح محمد أن مديره يتميز بشخصيته الخلوقة والمرنة في التعامل، ولكن حتى يتلافي الوقوع معه في حرج، واحتراماً لمكانته، توقف عن الكتابة في "تويتر" أثناء الدوام الرسمي. أما أبو ثامر فأشار إلى أن مديره في العمل استدعى زميلا له، وطلب منه عدم تبديد وقت العمل بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، والتعليق بها، محذراً إياه من اتخاذ إجراءات صارمة في حال تكرر منه ذلك، وقال المدير إن وقت العمل مقدس يجب الإلتزام به، وإعطاء العمل حقه من الوقت، وتأجيل الدخول للإنترنت لوقت راحته بالمنزل. وأضاف أبو ثامر "ما حدث لزميلي دفعني إلى أخذ الحيطة والحذر، فعندما وجدت اسم مديري متتبعاً لي قمت بحظره، واستمررت في الكتابة"، مضيفاً أنه لا يستطيع التوقف عن ذلك؛ حيث أصبحت الكتابة في "تويتر" تمثل جزءا هاما من حياته اليومية. أما شادن فقالت إن مديرتها تتواصل مع الآخرين بمواقع التواصل الاجتماعي أثناء وقت الدوام، بينما تمنع الموظفات من ذلك، وتضيف "كنت أتتبع مديرتي في "تويتر"، وبالمثل هي تتابعني، ولكن حرصا على عدم تلقي نقد منها لمتابعتي الموقع أثناء العمل، وصدور قرار يمنع ذلك، لجأت إلى وضع " unfollow " لها وتغيير معرفي لاسم مستعار، وكتابته باللغة الإنجليزية وإضافة تغريدات جديدة، مما يضمن عدم انتباه مديرتي لوجودي". من جانبها ذكرت الاختصاصية بمستشفى الصحة النفسية بالمدينة المنورة الدكتورة أمل الكفراوي أن "بعض الموظفين يكون لديه الرغبة في التفريغ عما بداخله من مشاعر مكبوتة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يعتبرها منفذاً له يعبر من خلالها عما بداخله من مشاكل قد تكون مرتبطة بعمله الأساسي، وعندما توجه لهم دعوة إضافة من قبل مديريهم يعيشون تحت ضغط نفسي كبير". وأضافت أن "البعض يقع في حيرة من أمرهم حول الإجراء المناسب الذي يتخذونه حيال ذلك؛ حيث يلجأ بعضهم لحجب مديره من مشاهدة صفحته الخاصة، وآخرون يلجؤون إلى الاسم المستعار، وآخرون يكتبون ما يجول بخاطرهم غير مبالين بما يعود عليهم من مشاكل إثر ذلك، فيما يفضل البعض التوقف عن الكتابة وقت الدوام الرسمي تلافياً للوقوع في حرج أو خلاف مع المدير، خاصة أنه قد يصادف وجوده في الموقع بذات الوقت". وقالت الكفراوي إن القرار يعتمد على شخصية الموظف، ومقدار ثقته بنفسه، وأدائه الوظيفي، فقد يدخل إلى المواقع بعد استكمال واجباته تجاه العمل، وقد يدخلها هرباً من المسؤوليات". ونصحت الاختصاصية بعدم الدخول إلى هذه المواقع أثناء العمل، وتأجيل ذلك لحين العودة إلى المنزل، وأوضحت أن "موقف المدير قد يختلف من مؤسسة إلى أخرى، فقد يتسامح مع الموظف لإنجازه للعمل في وقته وبكفاءة تامة، أو يوقع عليه اللوم إذا كان ذلك يؤثر سلبا على العمل، وفي كل الأحوال للمدير أن يوقع عليه العقوبات اللازمة في حال كان الموظف مقصراً بالعمل وموجوداً أثناء وقت الدوام في مواقع التواصل الاجتماعي".