في مشهد يعكس الانفتاح الثقافي والتنوع، تواصل حديقة السويدي في الرياض فعاليات "أيام بنغلاديش"، ضمن مبادرة "تعزيز التواصل مع المقيمين" التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار "انسجام عالمي"، إذ استطاعت هذه المبادرة أن تجمع ثقافات متنوعة وأفرادًا من خلفيات متعددة في أجواء احتفالية ترمز إلى غنى وتنوع المملكة الثقافي. وتحولت حديقة السويدي إلى مهرجان ثقافي يعرض روائع الثقافة البنغلاديشية، حيث غمرت الألوان الزاهية المكان، واصطحب الزوار في رحلة تجمع بين التقاليد والحداثة، وعلى خشبة المسرح الرئيسي، أبدعت الفرق الفنية البنغلاديشية في تقديم عروض مبهرة دمجت بين الرقصات التقليدية والموسيقى الحية، كل رقصة كانت لوحة فنية تعكس تاريخًا عريقًا يمتد عبر قرون من الحضارة البنغلاديشية، حيث استلهمت الإيقاعات والرقصات من قصص وأساطير شعبية، ما أضفى حيوية وجاذبية على الأجواء، واجتذبت هذه العروض جمهورًا واسعًا، وأتاحت للكبار والصغار فرصة التفاعل المباشر مع التراث البنغلاديشي. وخصصت الفعاليات مساحة للأطفال من خلال "مسرح الطفل"، الذي ضم عروضًا ترفيهية وورش عمل مبتكرة تجمع بين الترفيه والتعليم، وأضفت هذه الفعاليات جوًا من المرح والإبداع للأطفال، حيث شاركوا في الأنشطة التفاعلية التي جمعت بين الثقافة البنغلاديشية وتجربة اللعب والتعليم بأسلوب ممتع. وكانت زاوية الحرف اليدوية واحدة من أبرز محطات الفعاليات، حيث استعرض الحرفيون البنغلاديشيون مواهبهم في صنع المنتجات التقليدية أمام الجمهور من المنسوجات المطرزة بعناية إلى المصوغات اليدوية والأقمشة المزينة بألوان زاهية، وتمكن الزوار من استكشاف الإبداع الذي يميز التراث الحرفي البنغلاديشي. ولم تكن الفعاليات لتكتمل دون منطقة الأطعمة، حيث قدمت أكشاك الطعام تجربة غنية لعشاق المطبخ البنغلاديشي، إذ امتلأت الأجواء بروائح التوابل الغنية مثل الكركم والكمون والفلفل الحار، وجذب الزوار تذوق أطباق تقليدية مثل البرياني البنغلاديشي والهيلشا (طبق السمك الوطني)، إلى جانب الحلويات البنغلاديشية الشهيرة مثل الروشا غولا. وأشاد الزوار بتنوع الفعاليات وجمالها، حيث قالت فريال عبد الرحمن، مقيمة من اليمن: "استمتعت كثيرًا بالأجواء الثقافية، خاصةً أن أطفالي أحبوا ورش العمل على مسرح الطفل، كانت تجربة تجمع بين التعليم والمرح، وهذا أكثر ما يميزها". أما محمد أمان، مقيم من بنغلاديش، فقد أعرب عن فخره قائلًا: "شعرت بالاعتزاز وأنا أرى ثقافتنا تعرض بهذه الاحترافية، الفعاليات كانت مذهلة وأظهرت للعالم جمال تراثنا." من جانبها، علقت عبير محمد ، زائرة سعودية: "أحببت زاوية الحرف اليدوية والأزياء التقليدية التي تعكس تفاصيل تراث بنغلاديش، هذه الفعالية كانت فرصة لاكتشاف ثقافة جديدة والتفاعل معها". ختاما، جمعت أيام بنغلاديش زوارًا من جنسيات وثقافات متعددةوأظهرت روح الانفتاح والتعايش التي تعكس رؤية المملكة 2030، مقدمةً نموذجًا حقيقيًا للتفاعل الثقافي والانفتاح على العالم، وكل ذلك في قلب مدينة الرياض النابض بالحياة.