جاءت القمة العربية الإسلامية غير العادية التي احتضنتها الرياض للعام الثاني على التوالي، وسط متغيرات اقليمية وعالمية، حيث بدأت القمة بكلمة مركزة ومقتضبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز كانت هي البداية والنهاية للقمة، فما بعدها كان مجرد تأكيد على ما احتوته من مضامين مهمة، وما حملته من رسائل للمجتمع الدولي، اتسمت بالوضوح والصرامة وتأكيد على نهج المملكة في الوقوف إلى جانب أشقائها وفي مقدمتهم الشعبين الفلسطيني واللبناني. حيث أكدت على الهدف الأساسي للقمة هو دعم حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، وعدم السماح بانتقاص سيادتها، وحشد الجهود لتحقيقها. كما أكدت على ضرورة إيقاف إطلاق النار وحماية المدنيين وضرورة إيصال المساعدات للمهجرين وإعادتهم إلى منازلهم، كما حملت تأكيد المملكة على حفظ سيادة الدول ومنها إيران ،وإيقاف جميع الصراعات والتركيز على التنمية. هذه القمة جاءت بعد متغيرات جوهرية ، أبرزها عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض، أيضا ما شهدتها العلاقات السعودية الإيرانية من تطور مستمر، والتنسيق بين البلدين في العديد من المجالات ،ووصول الحرب الروسية الاوكرانية إلى نقطة النهاية. لذلك حان الوقت لوضع حد لحالة الضعف والشتات والتشرذم في بعض الدول العربية، والتخلص من سيطرة المليشيات عليها، وهو ما جعلها فريسة سهلة للعدوان الإسرائيلي الذي اشاع فيها الفوضى والدمار وسفك الدماء دون رادع دولي، تحت ذريعة حماية أمنه القومي. وفي الختام نجد أن كل هذا القناعات التي وصل اليها المجتمع الدولى أخيرا تأتى متوافقة تماما مع كل ما كانت قد حذرت منه المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة، وما نادت به من حلول، حيث سبقت العالم في تحديد مواطن الخطر، وطالبت بالتعاطي معها بحكمة، حرصا على توفير حياة كريمة لهذه الشعوب.