قمة البحرين جاءت مختلفة واستثنائية بكل مخرجاتها، وعقدت في توقيت مهم لبيان الموقف العربي الموحد، تمحورت نقاشاتها حول ملفات مهمة، وتؤكد أننا مقبلون على مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك الفاعل، وتمتاز باستشراف المستقبل برؤية ثاقبة، وحكمة متوازنة وهادئة، إلى جانب العمل على تعزيز التعاون والتنمية الاقتصادية التي تنعكس على رفاهية شعوب المنطقة، وكذلك تضع مصالح الأمة العربية وتنميتها المستدامة بالتعاون المشترك الذي جاء على رأس الأولويات للمرحلة المستقبلية. مسودة البيان الختامي لقمة البحرين اجتماع الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والذي خلالها وجه الرفض الكامل وبشدة لأي دعم للجماعات المسلحة أو الميليشيات التي تعمل خارج نطاق سيادة الدول وتتبع أو تنفذ أجندات خارجية تتعارض مع المصالح العليا للدول العربية، مع التأكيد على تضامن الدول العربية كافة في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها وحماية مؤسساتها الوطنية ضد أي محاولات خارجية للاعتداء، أو فرض النفوذ، أو تقويض السيادة، أو المساس بالمصالح العربية. وتضمن إعلان المنامة الصادر عن القمة السنوية العادية للقادة العرب الدعوة إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينيةالمحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين، وتقدمت البحرين بعدد من المبادرات أولها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأممالمتحدة، هذا الأمر الذي لاقى قبولاً فورياً من مجلس الأمن ودفع بتطرف اليمين الإسرائيلي أن يكون على زاوية تنفيذ القرار الذي صدر من حلفائه وداعميه الأقرب دولياً. الأمن المائي العربي كان أحد الملفات المهمة التي تضمنت إدانة معلنة في البيان الختامي للقمة، وجاء التأكيد بشدة التعرض للسفن التجارية بما يهدد حرية الملاحة والتجارة الدولية ومصالح دول العالم وشعوبه، وضرورة التمسك بضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان والخليج العربي. الأزمة الفلسطينية في قطاع غزة كانت القضية المركزية التي تبنتها الدول العربية وجاءت الدعوة من خلال القادة العرب إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينيةالمحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين وضرورة العمل لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مبني على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. قمة البحرين أولت اهتماماً بالغاً بالقضايا العربية وركزت على عملية السلام العربية، وإيقاف المحاولات في تحويل الساحة العربية إلى ساحة صراعات، وتوحيد اللحمة العربية، وتكريس جهودها في دعم القضايا العربية، وتعزيز الاستقرار والتنمية لدول العالم العربي كافة.