فتح نائب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود، النار على نادي القصيم الأدبي بسبب اعتزامه - تراجع لاحقا - طرح ورقتي عمل تبحثان التحولات الفكرية التي طرأت على شخصيتي عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف، وهما الشخصيتان الثقافيتان اللتان ثار الجدل حولهما في حياتهما وبعد مماتهما. واستجابة للضغوط التي مورست على "أدبي القصيم"، قرر النادي إلغاء ورقتي العمل الخاصتين بالقصيمي ومنيف من جدول أعمال ملتقاه السابع الذي افتتح أمس ويختتم اليوم، إلا أن خطوة الإلغاء تلك لم ترض نائب أمير المنطقة وامتنع عن تدشين الملتقى. وقال الأمير فيصل ل"الوطن" إن "ما أقدم عليه النادي الأدبي أمر غير مشرف وخطأ فادح، فالجميع يعلم التاريخ الأسود لهاتين الشخصيتين". وأضاف "لقد اعترضت وبقوة ورفضت هذه الفعاليات بشكل قوي جدا"، مستغربا التذكير من قبل النادي بهذين الاسمين، داعيا وزارة الثقافة والإعلام إلى "تقويم مسار الأندية"، لافتا إلى أن ما قام به "أدبي القصيم" هو "عقوق للدين والدولة"، ومشددا "أقولها بالفم الملآن لا يشرفني حضور مثل هذه الملتقيات التي تناقش هذين الاسمين.. أنا سلفي أولا وأخيرا ولا أرضى ولا أقبل بمثل هذا الطرح"، معتبرا أنهما "وصمة عار" وأنه سيقف بوجه أي ناد آخر يفكر في طرح اسميهما. من جهته أوضح الباحث محمد القشعمي ل"الوطن" أن القائمين على الملتقى أخبروه أمس برفضهم ورقته المقدمة عن عبدالرحمن منيف، وأن عليه تقديم البديل، ما دعاه لأن يتقدم بورقة أخرى تتناول رائد الصحافة النجدية سليمان الدخيل. في حين أبدى الإعلامي هاشم الجحدلي استغرابه من إلغاء ورقته عن عبدالله القصيمي، كونه سبق أن نشر منها أكثر من 20 حلقة في إحدى الصحف المحلية. عاش ملتقى نادي القصيم الأدبي السابع الذي أطلقت فعالياته أمس، يومه الأول عاصفاً وخلطت فيه رياح الاحتجاج والرفض لبعض الأوراق وجهة الملتقى، بعد أن شد عنوان الملتقى "التحولات الثقافية في المملكة" الكثير من متتبعي الحركة الثقافية في المنطقة، والعديد من المهتمين بالمشهد الفكري، لتأتي الاعتراضات متتابعة على منظمي الملتقى، ما بين رفض لبعض أوراقه،وتحديدا تلك التي تناقش التحولات عند عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف وما بين احتجاج على بعض عناوينه. من جهته قال نائب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود "إن ما أقدم عليه النادي الأدبي أمر غير مشرف وخطأ فادح، فالجميع يعلم التاريخ الأسود لهاتين الشخصيتين". وأضاف في تصريحه ل"الوطن": "لقد اعترضت وبقوة ورفضت هذه الفعاليات بشكل قوي جدا"، مستغربا خطوة النادي الأدبي في إعادة هذين الاسمين إلى الذاكرة. ودعا الأمير فيصل وزارة الثقافة والإعلام إلى تقويم مسار الأندية، معتبرا ما قام به "أدبي القصيم" "عقوقا للدين وعقوقا للدولة". وأكد الأمير فيصل بن مشعل بأنه اتخذ قراره برفض تدشين الملتقى منذ يومين. وأضاف - أقولها بالفم المليان - "لا يشرفني حضور مثل هذه الملتقيات التي تناقش هذين الاسمين.. أنا إنسان سلفي أولا وأخيرا ولا أرضى ولا أقبل بمثل هذا الطرح"، معتبرا أن هاتين الشخصيتين هما "وصمة عار" وأنه سيقف بوجه أي ناد آخر يفكر في طرح هذين الاسمين. وهذا ما حصل تجاه الأوراق التي كان مقررا تناولها خلال الجلسة الأخيرة اليوم الأربعاء، والتي كان سيتناول فيها محمد القشعمي التحولات الثقافية عند عبد الرحمن منيف، وورقة هاشم الجحدلي عن جدلية التحول وجدل التغيير عند عبدالله القصيمي، مما اضطر منظمي الملتقى إلى إلغاء ورقة القصيمي واستبدال ورقة منيف. وكانت أخبار قد سرت فجر أمس عن أن نائب أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود قد اعترض على إدراج ورقتي القصيمي ومنيف، وأنه اعتذر عن حضور الملتقى وتدشينه، كموقف يعبر عن رفضه لتلك الأطروحات. وأكد الأمير فيصل ل"الوطن" صحة ما ذكر حول رفضه الحضور للملتقى وتدشين الافتتاح احتجاجاً على بعض أوراقه، وتحديداً ما يخص القصيمي ومنيف. الباحث محمد القشعمي قال ل"الوطن" إن القائمين على الملتقى أخبروه ظهر أمس بأن ورقته المقدمة قد ألغيت من البرنامج، وأن عليه تقديم البديل، مبيناً أنه يجهل أسباب الإلغاء أو المنع، وهو ما دعاه لأن يتقدم بورقة أخرى تتناول رائد الصحافة النجدية سليمان الدخيل المولود بمدينة بريدة سنة 1290ه والمتوفى ببغداد سنة 1364، بوصفه أول صحفي وناشر نجدي أنشأ جريدة الرياض الصادرة من بغداد. فيما أبدى هاشم الجحدلي استغرابه لإلغاء ورقته، كونه نشر منها وعلى أكثر من عشرين حلقة في جريدة عكاظ قبل سنوات -حسب قوله-. وكانت أولى جلسات الملتقى قد انطلقت بفندق موفنبيك القصيم ببريدة صباح أمس، واستهلها الدكتور حسن الأسمري في ورقته المعنونة ب"التحولات الثقافية.. المحددات والمسارات وآفاق المستقبل" تناول فيها المعطيات البيئية والاجتماعية التي خلقت أنماط التحول والتغيير الذي عاشته مراتب الثقافة وأصنافها، عبر تسلسل معرفي تعلق كثيراً في وسائل التقنية، وزامن الكثير من النقلات الحضارية المعرفية والصناعية. ثم شارك الدكتور محمد عبيد بورقته "التحولات الثقافية المفهوم والأثر..العولمة الثقافية أنموذجاً" عرج خلالها على مباحث رئيسة تناولت مفهوم الثقافة بوصفها سلوكا إنسانيا به يتحرك الفرد ومن خلاله يتعايش، لأنها عادات ومفاهيم مشتركة ورابطة للمجتمع، ثم تناول التحولات التي تعيشها الثقافة كونها تشهد تحولات متوازنة مع الكائن الحي المرتبط بها من خلال التطور التكنولوجي، وهو التحول الذي من خلاله قامت البشرية باستثمار البيئة. الدكتور سلطان القحطاني قرأ في ورقته المسار التاريخي للتحول الثقافي المتمثل في عدد من المراحل التاريخية، وقد بدأ بالتعليم التقليدي في الحرمين الشريفين، ودور العلم في كل من الأحساء، وجازان، والقصيم وحائل ونجد، تلاها التعليم الديني في المعاهد العلمية، والمدارس التي ظهرت بظهور مديرية المعارف في مكةالمكرمة، مضيفاً أن للإعلام المقروء دورا مهما في تحول الثقافة، حيث ورثت الصحافة السعودية الصحافة الهاشمية في مكةالمكرمةوجدة، وتأسست على أنقاضها، واهتمت بالثقافة والتعليم والقراءة وتنمية المواهب الشابة. واقتحم المشاركون في الجلسة الثانية المعاني التفصيلية للموضوع العام، حيث ناقش الدكتور عالي القرشي تحولات الكتابة الإبداعية عبر تقنية الفيس بوك وكيف استقطبت وسائل التقنية الحديثة فعاليات الإنسان ومناشطه الإبداعية، وخدمته في التواصل، وفي نشر أفكاره وإبداعاته وتنميتها، مما أحدث تغيرات وتحولات في المناشط الثقافية. في حين تناول الدكتور عبدالله البريدي عبر ورقته شيئا من تأثير العالم الافتراضي على التحول الثقافي السعودي "التغيير" بكونه ترسا يتحرك ضمن ناموس كوني كبير، يتجسد في حركة للأشياء والتجدد الدائب في أحوالها وأوضاعها، مشيراً إلى أنه ليس مجافياً للصواب القول بأن "التحول الثقافي" ضرب من ضروب "التغيير" في السياق المجتمعي. عبد الله الدحيلان قدم في ورقته مقاربة حول دور الشبكة العنكبونية (الإنترنت) في إتاحة الفرصة لكافة المهمشين والأقليات في السماح لهم بممارسة دورهم بعد تنميطهم اجتماعيا وإعلاميا، وذلك في فضاء رحب يقبل بالتعددية وحرية الرأي والتعبير، ويقوم على تفكيك مركزية الإرسال والاستقبال. إلى ذلك استقبل أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز في مكتبه بمقر الإمارة أمس رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد بن عبدالعزيز السويلم وضيوف ملتقى نادي القصيم الأدبي وأعضاء مجلس إدارة النادي، بمناسبة انعقاد الدورة السابعة للملتقى بمنطقة القصيم.