يطلق نادي القصيم الأدبي مساء اليوم فعاليات الملتقى الثقافي السابع، الذي يتناول التحولات الثقافية في المملكة، تحت رعاية نائب أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، وحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجة، وذلك في فندق موفنبيك القصيم بمدينة بريدة. وكان النادي قد استقبل أكثر من 30 بحثاً للمشاركة في الملتقى المخصص لرصد التحولات الثقافية في المملكة، والتي تدور حول الأطوار الثقافية التي أفرزتها المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتتابعة. وما صاحب تلك الأطوار من تحولات ثقافية متنوعة، حسب المراحل الزمنية التي عاشها المجتمع السعودي، وهو ما دفع عددا من الباحثين للعمل على صياغة مقاربات بحثية ترصد وتحلل وتفسر وتنقد تلك التحولات، طبقا لرئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي رئيس اللجان العاملة للملتقى الدكتور حمد السويلم، الذي بين أنه استكمالاً لجهد الباحثين في قراءاتهم لمسيرة التحولات الثقافية في المجتمع، ومساءلةً لهذه الدراسات، أنجز نادي القصيم الأدبي الاستعداد لملتقاه السنوي السابع إسهاماً منه في تعميق الدراسات والنقاشات حول تلك التحولات وأثرها على المجتمع، وتحليل تعالق ذلك مع المتغيرات الأخرى، والبحث في إمكانية تطويع مسارات الثقافة المحلية بما يخدم المصالح الوطنية العليا، واستشراف مستقبل الثقافة في ظل متغيرات عالم اليوم. وينتظر أن تشهد جلسات الملتقى تسليط الأضواء من جديد على دراسة نتاج أحد أهم مثيري الجدل في الفكر على مستوى الوطن العربي، ممن انتسبوا لمنطقة القصيم ولادة وامتداداً عائلياً كالراحل عبد الله القصيمي، والروائي عبدالرحمن منيف. عبدالله القصيمي ولد عام 1907، في "خب الحلوة" وهو أحد أرياف مدينة بريدة الغربية، وتوفي بعد صراع مع المرض في 9 يناير 1996، في أحد مستشفيات عين شمس بالقاهرة ودفن هناك، كان في فكره مسرحاً للتقلبات الضدية، بوصفه سلفيا، انتهي به المطاف إلى كتابات وأفكار مضادة. وسيتناول الملتقى حكايته من حيث جدلية التحول وجدل التغيير في قراءة سيقدمها الزميل هاشم الجحدلي. أما منيف والذي يعود في جذوره إلى "بلدة قصيباء" إحدى قرى القصيم الواقعة إلى الشمال من مدينة بريدة، ولد في الأردن عام 1933، من أب سعودي كان من رجالات وتجار العقيلات وأم عراقية، وتوفي في دمشق عام 2004، وتنقل بين بلاد الشام والعراق، منتسباً لحزب البعث العربي الاشتراكي هناك، ليعيش مطروداً من العراق، ثم عائداً إليه، ثم مطروداً، قبل أن يستقر في سورية، وسيتناول محمد القشعمي التحولات الثقافية من خلال رواياته، بوصف المنيف أحد أهم الروائيين العرب في القرن العشرين، الذين عكست طروحاتهم الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربي.