من قلب الصحراء النجدية إلى أعماق المحيطات، لجين العتيبي تعيد تعريف الدور التقليدي للمرأة السعودية كأول قائدة بحرية سعودية. عشقها للبحر وقيادة السفن جعلاها تتحدى التقاليد، وتخوض في عالم غير مألوف، لتصبح قدوة ملهمة لجيل جديد من النساء الراغبات في دخول مجال النقل البحري. تحد حقيقي رغم نشأتها في الرياض، بعيدًا عن البحار فإن لجين العتيبي كرست حياتها للبحر والملاحة البحرية. بعد دراستها الموارد البشرية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، قررت أن تتبع شغفها الحقيقي لتصبح قائدة سفينة بحرية. ثم التحقت بالأكاديمية البحرية للنقل البحري والتكنولوجيا في الإسكندرية، لتصبح أول فتاة خليجية تتخرج كقائدة يخت محترفة، وهذا الإنجاز فتح لها أبوابًا واسعة في هذا المجال. تشير لجين إلى أن تجربتها في الأكاديمية البحرية لم تكن مجرد مرحلة تعليمية، بل كانت تحديًا حقيقيًا. البحر مليء بالأسرار كما يقولون، وهو ليس فقط مكانًا للترفيه بل يتطلب القوة والشجاعة لإدارته والسيطرة على تحدياته، مما جعلها أكثر إصرارًا وقوة. الدورات والشهادات طورت لجين مهاراتها ليس فقط في القيادة البحرية، بل أيضًا في مجالات أخرى مرتبطة بخدمة العملاء والإدارة، من خلال الحصول على شهادة «خدمة عملاء 5 نجوم» من أكاديمية كوت دازور في باريس. كما حصلت على العديد من الشهادات المرموقة، بما في ذلك شهادة قائد يخت رئيسي، ودورات بحرية معترف بها دوليًا من IYT، إضافة إلى عضويتها في نقابة الضباط البحريين ومصر. مع شغفها الواضح بالبحر، تطمح لجين إلى قيادة يختها الخاص خلال السنوات الخمس المقبلة، وتجوب به العالم. كما تتطلع للعمل مع شركات نقل بحرية في الإمارات مطلع العام القادم، وتسعى لتطوير مسيرتها المهنية في إدارة العمليات البحرية والخدمات اللوجستية لتحسين الكفاءة التشغيلية. وتؤكد لجين أهمية الاستفادة من قدرات الفتيات السعوديات في هذا المجال الفريد، مشيرة إلى أن برامج مثل برامج تدريب الضباط البحريين كان لها تأثير عميق في تحقيق حلمها كضابط بحري. المرأة شجاعة لجين تدرك أن المجال البحري مليء بالتحديات، وتعتبر قيادتها للسفن تجربة تحتاج إلى شجاعة وقوة، لكنها تؤمن أن المرأة قادرة على النجاح في جميع المجالات، بما في ذلك قيادة السفن البحرية. تظل لجين العتيبي نموذجًا للمرأة السعودية الطموحة التي تجاوزت التحديات وحققت نجاحات غير مسبوقة في مجال يعتبر حكرًا على الرجال. مع استعدادها لبدء مسيرتها المهنية كقائدة بحرية محترفة، يتوقع أن تسهم لجين في تمكين الجيل القادم من الفتيات السعوديات وتحقيق مزيد من الإنجازات في عالم البحار.