كانت الجزيرة العربية وعلى مدى العصور ومرور الأزمنة تتسم بالفرقة والشتات نظرا لتعدد الأيديولوجيات وتباين الاتجاهات وانتشار الصراعات بناء على اختلاف الولاءات وتعدد النعرات وتضارب المصالح والانتماءات ، حتى هيأ الله للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - استعادة عاصمة أسلافه مدينة الرياض الأبية في 15يناير عام 1902ثم انطلق إلى كافة الاتجاهات ليضم المناطق واحدة تلو الأخرى، وجمع درر الوطن المتناثرة في عقد واحد يزدان بريقا ولمعانا، فاجتمع الشمل وتوحدت الكلمة . وفي التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932 صدر امر ملكي كريم بإعلان توحيد البلاد وتسميتها (المملكة العربية السعودية ) وتحديد يوم 23 سبتمبر (الأول من الميزان ) يوما وطنيا للمملكة العربية السعودية. ونحن نعيش اجتفالات اليوم الوطني 94 لبلادنا المباركة وضمن رؤية طموحة عرابها ولي العهد المظفر سمو الأمير محمد بن سلمان سدده الله ووفقه، يشهد المكان والإنسان تطورا حضاريا غير مسبوق شهد له القاصي والداني، في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين أمده الله بنصره وتوفيقه. ولكن هذا التطور والنماء وهذه اللحمة وهذا الاجتماع أغاظ أعداء الوطن وحاسدوه، فاتخذوا من شذاذ الأفاق مطايا لبث أفكارهم الضالة ورغباتهم الحاقدة وتطلعاتهم الحاسدة، فأكثروا من الصراخ الذي قد يصل إلى حد النباح. ولكن هيهات هيهات ان يصلوا لمرادهم فقيادتنا واحدة ووحدتنا صامدة وعهدنا ثابت متين ، نحن مع ولاة أمرنا طاعة لله ورسوله و ووفاء ومحبة وولاء لولاة أمرنا . كل مواطن مخلص وغيور وصادق في مواطنته يرد على هؤلاء العملاء المأجورين والخونة، الذين ينفذون أجندات خارجة معادية لبلادنا، (قل موتوا بغيظكم )، فلن ننزع يدا من طاعة ولن نفارق الجماعة، ونحن مع ولاة أمرنا يدا بيد وساعدا بساعد لبناء وطننا الغالي، و( سارعي للمجد والعلياء) يا أرض المقدسات والأنبياء ،ويا أمان الخائفين أمن خوفنا يوم العرض عليك، ودمتم سالمين.