عندما تتحدث عن وصف عظمة شيء فإنك تحتار من أين تبدأ وبأي الكلمات المنتقاة تكتب، العين تنظر للشاشة والأصابع تتوقف عن الحركة والمخ يدور ويبحث وكأنه الدائرة الصغيرة التي تظهر على شاشة الجهاز حين تبحث عن شيء ما، تحاول تسخير كل ما وهبك الله من نعم لتكتب عن عظمة شيء عظيم وقمة من قمم الحياة إنها عظمة «وطن» عظمة «أرض» ولدنا عليها ونشأنا عليها وترعرعنا وتعلمنا إنها عظمة وطن وعظمة أرض حوت بداخلها أجساد الأحبة من الآباء والأجداد الذين عاشوا يحبون هذه الأرض وولاة الأمر فيها وفاءً وتضحية عاشوا محبين هذا الوطن مع شغف العيش وبساطة الحياة وقلة الموارد إنهم أوفياء لها كيف ولو عاشوا ونعموا في خيرات الوطن اليوم. هذه الأرض وهذا الوطن وهذه العظمة تجلّت باسم الكل يعشقه ويضع روحه على كفه فداءً وتضحية له، إنها المملكه العربية السعودية التي أعطت أبناءها وأصدقاءها كل خير ولا ينكره إلا جاحد لفضل الله وحاسد لنعم الله على عباده، المملكة العربية السعودية عظمة تاريخ ومجد سطره التاريخ وعرفه الجميع، نشأت الدولة السعودية الحديثة في البدء على مساحة حول منطقة الرياض عام 1902، ففي 15 يناير 1902 سيطر الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيّب الله ثراه على الرياض بعد معركة الرياض (1902)، وكانت معركة خاطفة على قصر المصمك وتمت السيطرة عليه، ثم ضم إليها الأفلاج، وفي الأعوام من 1910 إلى 1912 تمكّن من ضم القصيم، وتبعتها الأحساء في 1913، بعد الحرب العالمية الأولى أعلن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود نفسه إماماً ودعا القبائل للدخول تحت طاعته في عام 1916، واستطاع بعدها ضم حائل عام 1921 ثم استطاع الاستيلاء على مدن الحجاز الطائف والمدينة المنورة وكذلك مدن تهامة مكةوجدة، في 19 سبتمبر 1932 صدر أمر ملكي بتوحيد البلاد تحت اسم «المملكة العربية السعودية» وذلك ابتداءً من 23 سبتمبر 1932. بعد توحيد المملكة على يد المؤسس رحمه الله انتشر الأمن في ربوع البلاد بفضل الله ثم تطبيق أحكام الشريعة وأخذت البلاد تخطو خطوات حضارية متسارعة بعد ظهور النفط وشمل التطور جميع جوانب الدولة وأساسيات الحكم، ولم يغفل المؤسس عن مجتمع البادية الذي كان أكبر قوة وأكثر عدداً من مجتمع الحاضرة فقام رحمه الله بتوطين البدو وتأسيس الهجر وكسب ولائهم وانتمائهم فكان يمسك العصا من المنتصف فيهب ويجزي ويعاقب حتى استتب الأمن بالبلاد وانتهت الأعمال الإجرامية والنهب والسلب السائدة في ذلك الزمن، وقد زاده قوة الاعتماد على الله وحده ثم تمسكه بالشريعة السماوية والسنة النبوية فالمؤسس طيّب الله ثراه حين خرج من الكويت ومعه بعض الجند الذين ناصروه وأيدوه وقف في الطريق وترجّل عن راحلته وسجد لله ووضع خده على التراب ودعا الله «اللهم إن كان في نصرة لدينك فأيدني وانصرني» ثم سار فكان توفيق الله مرافقاً له حتى كتب الله بأن يكون مفخرة التاريخ والرجل المعجزة وذلك أن العمل الجبار لم يأت إلا بعون الله سبحانه وصدق النيات التي أخذت من شعارها وهدفها نصرة الدين وتمكين الصادقين من الرجال الأوفياء، عندما نتكلم عن رجل بقامة عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود فإننا نتردد لأننا لا نستطيع أن نعطي الرجل جزءاً من حقه علينا، بفضل الله ثم بفضله أصبحت الدولة قائمة رحم الله هذا الرجل رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جنانه ورحم الله أبناءه الذين أخذوا الراية من بعده واستمسكوا بحبل الله الذي بسببه تم هذا الإنجاز، ورحم الله من توفي وأسبغ على من هو موجود العافية وأيدهم بنصره وتوفيقه، ومن نعم الله على هذه البلاد المباركة أن رزقها من ثروات الأرض فقد تم تصدير أول شحنة بترول في الأول من مايو عام 1939 وتوالت الخيرات في عهد الخير منذ أن تولى المؤسس رحمه الله زمام الأمور ومن بعده أبناؤه البررة، لسان الحال فينا يقول منا الوفاء لأرض الانتماء أرض الخير والبركة التي حبانا رب الأرض والسماء بأن نكون مواطنين صالحين نشأنا وترعرعنا على هذه الأرض الطيبة فلها منا كل الحب ولولاة أمرنا الوفاء والتأييد حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء ومن كل حاقد وحاسد، وها نحن نتذكر يوم بلادنا يوم وطننا الغالي بمزيد من الحب والتفاني والذود عنه من المتربصين والحاقدين وإننا نعيش في وقت عصيب وأوضاع ملتهبة ومشتعلة من الفتن من حولنا وكل العيون الغادرة تريد النيل منا ومن وطننا الذي وهبه الله من فضله الاستقرار والخيرات ومن أمن وأمان ولله الحمد فيجب علينا أن نقف صفاً واحداً خلف ولاة أمرنا ونكون سوراً منيعاً ضد من يريد ببلادنا الشر والغدر، ربنا إن هذه بلادنا غالية علينا وأنت ربنا فاحفظها واحفظنا واحفظ ولاة أمرنا، ربنا من أراد بنا وببلادنا وولاة أمرنا سوءاً قولاً أو عملاً اللهم فأشغله بنفسه وأكفنا شره.