أعلنت غالبية الجامعات في السعودية ضرورة ارتداء الزي السعودي داخل اروقة الجامعة و يمنع من يرتدي غير ذلك من الدخول إليها، وبات هذا الخبر حديث الإيام القليلة الماضية في وسائل التواصل الإجتماعي حيث شهدث الساحة جدلاً واسعاً بين فئات المجتمع حول القرار الذي أسفر عن تباين في الاراء بين مؤيد ومعارض ، ما يعكس التنوع التي تعيشه المملكة اليوم ووجهات النظر المختلفة في ذلك. في الحقيقة كلا الطرفين المؤيد والمعارض على حق لأن كلاهما يمتلك مبررات لتأيديه و معارضته، فالمؤيد للقرار يرى أن الزي السعودي يعزز الهوية الوطنية ويظهر التمسك بالعادات والتقاليد وهي أحد مكونات هذا البلد العظيم، فإرتداء الزي الوطني يلعب دوراً مهما في غرس القيم الوطنية لدى الشباب، ويسعى لتعزيز الشعور والإنتماء، وهذا يعكس مدى الالتزام بالتراث وما إلى ذلك . وبالنظر إلى مختلف الجامعات في العالم لا يوجد هناك زي موحد يجب الإلتزام به إلا أنه يجب أن تكون الملابس تليق بيبئة الجامعة وبالشارع العام. وعند بحثي عن هذا الموضوع بالتحديد وجدت أن زي الجامعات في سنغافورة يختلف حسب رؤية الجامعة إلا أن هناك شروطا عامة على سبيل المثال : يجب ارتداء الزي الرسمي للبلاد وغيره بحيث يفضل أن تكون أنيقة ومهذبة كالقمصان والبناطيل الطويل والتنانير المعتدلة الطول بالنسبة للطالبات، و تطلب بعض الجامعات من طلابها ارتداء شعار معين بألوان معينة ترمز إلى هوية الجامعة الخاصة للتميز عن الطلاب الآخرين في الجامعات الآخرى، بخلاف طلاب الأنشطة العملية الذين يحتاجون إلى ارتداء ملابس خاصة داخل المعامل وخارجها لتميزهم عن غيرهم، وذلك لتهيئتهم للخوض في سوق العمل، كطلاب كليات الطب والهندسة مثلاً، وبالمناسبة كما يسمح بارتداء الحجاب بالنسبة للطالبات المسلمات. أرى أن قرار الالتزام بالزي السعودي في الجامعات يجب أن يكون مرناً بعض الشيء -خصوصاً- أن المناخ الحار التي تمتاز به منطقتنا يتطلب أن يرتدي الطلاب ملابس ذات أقمشة خفيفة ومريحة تتناسب مع حرارة الجو. أخيراً أقول: على الجامعات ان تسعى دائماً إلى كسب ولاء وانتماء الشباب إليها من خلال تصميم بعض الشعارات الخاصة بألوانها الخاصة وأن تقوم بتهيئة البيئة الجاذبة للطلاب والطالبات والعمل على ذلك من خلال الانشطة والأعمال التطوعية وغيرها وتقديم الحوافز على ذلك. أما بالنسبة للزي السعودي يبقى له مكانته وأهميته بالأخص في المناسبات الوطنية والأعياد وهذا ما نراه اليوم. فأرجو أن يعاد النظر في القرار ليصبح أكثر مرونة مع عدم الإخلال بأهمية الالتزام بالزي في المناسبات التي تتطلب ارتداه كالمشاركات الخارجية في تمثيل المملكة.