رغم مرور 14 شهراً على التعاقد معه، ما زال نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم في انتظار الأداء الأفضل من مهاجمه التشيلي أليكسيس سانشيز الذي يعاني من انتقادات حادة حالياً بسبب تراجع مستوى الأداء الذي يقدمه مع الفريق في الموسم الحالي. واعترف اللاعب نفسه بأنه لا يقدم مع الفريق حالياً أفضل مستوياته قائلاً "لم يظهر بعد أفضل أداء لأليكسيس". والحقيقة أن هذا التواضع والصدق قلما يظهر في النجوم البارزين بعالم كرة القدم، ولكن ذلك لا يغير من وضع اللاعب شيئا، فما زال أليكسيس في مرحلة البحث عن أفضل نسخة من الأداء له في صفوف برشلونة. وقال أليكسيس "أرى أنها مسألة ثقة. يتعين علي أن أتحرر بشكل أكبر قليلا وأن أواجه. يمكنني تقديم أداء أفضل كثيرا. أعرف أي نوع من اللاعبين أكون". والشيء المؤكد هو أن المهاجم التشيلي لم يحقق حتى الآن الشهرة التي يمكن لأي لاعب في مكانه أن يحققها من خلال اللعب لأنجح الأندية في العالم خلال السنوات التي مرت من القرن الحالي، ولذلك، لم يكن غريباً أن تطرح صحيفة "ماركا" الإسبانية الرياضية تساؤلها "أين هو الفتى المدهش؟". وذكرت الصحيفة "مستوى أداء اللاعب بدأ في إثارة التساؤلات الجادة بعد بداية هذا الموسم. لم يسجل أي هدف مع الفريق هذا الموسم ولم يقدم الأداء الجيد". وانتقل أليكسيس سانشيز إلى صفوف برشلونة في بداية الموسم الماضي بعدما أكد جوسيب جوارديولا المدير الفني السابق للفريق أن التعاقد مع اللاعب على قمة أولوياته. ولبى النادي الكتالوني رغبة جوارديولا بالتعاقد مع اللاعب مقابل 36 مليون يورو (47.5 مليون دولار) لنادي أودينيزي الإيطالي. ولم يكن الموسم الأول له مع برشلونة منتظماً للغاية لينهي اللاعب الموسم الماضي برصيد 12 هدفاً فقط في الدوري الإسباني علماً أنه أفضل رصيد له في أي بطولة محلية شارك فيها مع الفرق التي لعب لها. ورغم ذلك، لم يقدم أليكسيس سانشيز حتى الآن أفضل مستوى لديه منذ أن انتقل لبرشلونة كما لم يقدم حتى الآن مستواه المعهود الذي ظهر عليه في صفوف أودينيزي. وربما كانت الإصابات من أبرز الأسباب وراء هذا؛ حيث شارك اللاعب في 25 مباراة فقط من بين 38 مباراة خاضها الفريق في الدوري الإسباني الموسم الماضي. إضافة إلى ذلك، لم يقدم اللاعب التشيلي الأداء البارز والمنتظر منه في أكثر المباريات أهمية للفريق سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا. وشهدت بداية الموسم الحالي أمورا تتشابه مع الموسم الماضي؛ حيث عانى اللاعب من الإصابة وواجه مشكلة في استعادة مستواه بعد التعافي من الإصابات، وبعد رحلاته إلى أميركا الجنوبية للمشاركة مع منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم 2014. ويعاني أليكسيس من مشاكل حقيقية في الملعب حيث يفشل كثيرا في اجتياز دفاع الفريق المنافس ويخفق في المراوغة إلى جانب محاولاته اليائسة لهز الشباك. وأصبح على النجم التشيلي أن يستعيد توازنه سريعا خاصة وأن برشلونة ليس من الفرق التي تنتظر أي أداء وإنما يسعى الفريق دائماً لتقديم أفضل أداء لإسعاد الجماهير وتحقيق الانتصارات ومواجهة المنافسة الشرسة التي يقدمها الخصوم. وأوضحت "ماركا" أن التطور الملحوظ في أداء كريستيان تيو ومستوى زميله بدرو رودريجيز واستعادة المهاجم ديفيد فيا لنسبة كبيرة من مستواه العالي بعد التعافي من الإصابة كلها عوامل تطغى على ظهور أليكسيس، ومن ثم تؤثر على وضع "الفتى المدهش" وقد تؤدي لتلاشي وجوده بالفريق. وقد يزداد الوضع سوءا بالنسبة لمهاجم تشيلي في حال صدقت تقارير الصحف بشأن تعاقد برشلونة مع المهاجم البرازيلي الشاب نيمار دا سيلفا الذي سيدخل في منافسة شرسة مباشرة مع أليكسيس. ولكن الحقيقة أن أليكسيس قدم الخطوة الأولى على طريق رد الفعل والبحث عن حل وذلك من خلال اعترافه بوجود مشكلة حقيقية في مستواه انتظارا لبدء الخطوات العملية على طريق حل هذه المشكلة من خلال تحسين الأداء.