اقترح أمين الندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي على المؤسسات العلمية في البلاد الإسلامية إنشاء مراكز علمية أو كراسي بحث علمية لدراسة واقع ومفهوم حياة المجتمع اليهودي في مختلف دول العالم ودراسة العمل التطوعي لديهم. وطالب الوهيبي جامعات المملكة بضرورة الاهتمام بترجمة الكتب والمراجع اليهودية التي تحدثت عن الجانب التطوعي والجمعيات في المجتمع اليهودي. وشدد الوهيبي - الذي كان يتحدث أمس في محاضرة ضمن أنشطة خميسية حمد الجاسر عن العمل التطوعي عند اليهود، أدارها الدكتور عوض القوزي - على ضرورة عدم استخدام دولة إسرائيل خاصة عند الكتابة عن هذا الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن دوافع العمل التطوعي عند اليهود متعددة منها الدوافع السياسية والعسكرية ومنها أيضا الإنسانية. لكنه أشار إلى أن اليهود كثيرا ما خلطوا بين العمل الإنساني والعسكري والإرهابي منه بالتحديد، مشيرا إلى أن هناك عدة سمات للعمل التطوعي الخيري داخل المجتمع اليهودي، ومنها أنه متطور من الناحية التنظيمية إذا قيس بالعمل التطوعي في المجتمعات الأخرى، كما أن العمل اليهودي منغلق على اليهود؛ ولهذا الانغلاق هدفان هما رعاية الجالية اليهودية ومناصرة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، فالعمل التطوعي اليهودي خليط بين العمل الإنساني والعسكري والإرهابي على حد تعبيره. واستعرض الوهيبي بدايات العمل التطوعي اليهودي داخل فلسطين، الذي بدأ منذ بدايات القرن العشرين عندما بدأ التسلل والاحتلال لفلسطين، مستشهدا بآراء علماء غربيين عن هذا الجانب، الذين وزعوا العمل التطوعي اليهودي في الأراضي الفلسطينية إلى ثلاث مراحل هي: مرحلة ما قبل قيام الدولة اليهودية في فلسطين، ومرحلة قيام الدولة، ومرحلة ما بعد قيام الدولة حتى اليوم. فمرحلة ما قبل الدولة كانت تهتم بالاستيطان، والمرحلة الثانية: الاستيلاء على الخدمات، والثالثة: ما سماه علماء الغرب مرحلة الانطلاق، منوها إلى أن آخر إحصائية لعدد السكان الإسرائيليين في فلسطينالمحتلة حوالي سبعة ملايين وثمانمائة ألف إسرائيلي يشكل اليهود منهم نسبة 75% من عدد السكان، وأن عدد المنظمات اليهودية التطوعية في العالم الآن حوالي 40 ألف منظمة منها الفاعل ومنها غير ذلك. وأشار الوهيبي إلى أن الشباب الآن في أميركا وكندا مثلا لا يهتمون كثيرا بالكيان الصهيوني في فلسطين، وأغلبهم يرى أن ما يهمه هو بلده وهو الأمر الذي ينطبق على العلمانيين اليهود في فلسطين، حيث إنهم غير مهتمين كما هو اهتمام المتدينين اليهود، وهذا ما سيضعف الدعم اليهودي للمحتلين في فلسطين، مشيرا إلى أن التمويل لهذه المنظمات تتنوع مصادره. وقال: لعل الدعم الحكومي لهذه المنظمات يشكل ما نسبته 51%، والمجتمع في إسرائيل يتلقى أغلب الدعم مما أسماه الغرب "التبرعات الباردة"، وهي التي تأتي من الولاياتالمتحدة الأميركية. وتأسف الوهيبي لوجود فروع لبعض المنظمات اليهودية في بعض البلاد العربية، مشيرا إلى أن اليهود متميزون بالبذل، وعن الفرق بين اليهودية في إسرائيل وبين اليهودية في أميركا، أبان أن اليهود في إسرائيل يعتبرون أنها عرق بينما لا يكون الأمر كذلك في أميركا.