ولمعالجة الصورة القاتمة للمنظمات اليهودية قامت السلطات اليهودية بعد إعلان دولتهم في فلسطينالمحتلة عام 1948م بخطوتين: الأولى هو حل ليحي مع غيرها من المنظمات العسكرية وإدماجها في جيش الدفاع الإسرائيلي ضمن النسيج الرسمي للدولة. الثانية العفو عن مرتكبي الجرائم، ومن أبرزهم أعضاء منظمة ليحي (شتيرن) الذين تحولوا إلى قادة لدولة اليهود. ومع حل المنظمة، فشلت مساعي تحويلها إلى حزب سياسي. وتقديرًا للدور الإرهابي للمنظمة، قررت الحكومة الإسرائيلية احتساب سنوات الخدمة فيها عند تقدير مكافآت الخدمة والمعاشات للموظفين، كما حصلت أرملة شتيرن على وشاح التكريم الذي أهداه رئيس إسرائيل زلمان شازار إلى كل المنظمات والمجموعات التي شاركت في جهود تأسيس الدولة. (3) منظمة أيباك AIPAC: وجاء اسمها اختصارًا “للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية”The American Israel Public Affairs Committee (AIPAC. وكان اسمها سابقًا هو “اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة” The American Zionist Committee for Public Affairs التي تم تأسيسها في سنة 1953م، وتم تحويل مسماها إلى أيباك بعد تدهور علاقة داعمي إسرائيل بالرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور، حيث وصلت الأمور إلى إجراء تحقيقات مع اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة هذه. وأيباك هي أهم مجموعة ضغط مؤثرة في صنع القرار في واشنطن وفق لتقدير صحيفة نيويورك تايمز. وهي تكرس جهودها كاملة لدعم دولة اليهود في فلسطينالمحتلة. ولها علاقات واسعة ومؤثرة بمعظم صناع القرار في أمريكا من رؤساء وشيوخ ونواب ورجالات أحزاب وغيرهم من التنفيذيين في مختلف القطاعات الحكومية. وتعد أيباك منظمة قائمة على تبرعات الأعضاء والمساندين لها. (4) منظمة “بتسيلم Btselem” أسست في عام 1989م؛ وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية، تصف نفسها بأنها “المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة”. وتعلن المنظمة أن أهدافها هي توثيق وتثقيف الجمهور الإسرائيلي حول الاعتداءات على حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ومحاربة ظاهرة إنكارها السائد بين الجمهور الإسرائيلي”. وتقوم المنظمة بانتقاد خروق حقوق الإنسان التي تتم في الأراضي المحتلة الموجهة ضد الفلسطينيين أو الإسرائيليين. وعلى الرغم من موافقتها على عدم شرعية المستوطنات، تدّعي أن سكانها مواطنون مستحقون لكل الحماية التي يعطيها القانون الدولي للمواطنين! (5) اللجنة اليهودية الأمريكية المشتركة للتوزيع American Jewish Joint Distribution Committee (JDC): أسست عام 1914م لخدمة اليهود المعوزين ضد الفقر والاضطهاد والكوارث، وللحفاظ على هوية المجتمعات اليهودية في أنحاء العالم. وهي تعمل في (71) بلدًا. كما توجه المنظمة جزءًا قليلًا من برامجها في إغاثة غير اليهود إبان الكوارث. ومعظم دخلها يجيء من الجالية اليهودية الأمريكية وينفق على نظرائهم في البلدان المختلفة في آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا. وقد ساندت هذه المنظمة المستوطنين اليهود الأوائل في فلسطين، ثم ساهمت في الإنفاق على المستعمرين الصهاينة، ودعمت جهود الدولة اليهودية في وضع أنظمة الرعاية الاجتماعية وبرامجها. وكان لها نصيب وافر في دعم الدولة اليهودية وبناء مؤسساتها. وكان لهذه المنظمة يد طولى في نقل حوالى (4000) يهودي من يهود الفلاشا من أثيوبيا إلى فلسطينالمحتلة في 24-25 مايو 1991م؛ فقد أسهمت المنظمة في المفاوضة بشأن العملية والتخطيط لها وتنفيذها بالتعاون مع السلطات اليهودية في فلسطينالمحتلة. (6) منظمة مؤتمر رؤساء الجمعيات اليهودية الأمريكية الرئيسية: Conference of Presidents of Major American Jewish Organizations أنشئت هذه المنظمة غير الربحية عام 1956م بناء على طلب من الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور وحكومته. وهي تصف نفسها أنها “منبر للقادة الرئيسيين الأمريكيين والإسرائيليين ونحوهم من قادة العالم للتشاور حول القضايا الحساسة التي تهم الجالية اليهودية”. وتضم المنظمة في عضويتها في عام 2008م (51) منظمة يهودية من كبريات المنظمات في أمريكا. وتتمحور أهدافها على تعزيز العلاقة بين الولاياتالمتحدة ودولة اليهود في فلسطين، ودعم الجاليات اليهودية في كل أنحاء العالم والدفاع عنهم، وتنسيق الجهود المبذولة في هذين النطاقين. توصيات: 1. ضرورة ترجمة بعض الكتب المؤلفة عن العمل الخيري اليهودي للاطلاع على ما يقوم به ذلك القطاع من دعم للكيان وتقويته. ولعل بعض جامعاتنا - وكراسي البحث فيها- تولي هذا الأمر عناية خاصة. 2. أهمية قيام دراسة شاملة لأوضاع العمل الخيري في منطقة الخليج، مع التركيز على إسهاماته وإيجابياته وحقه في العمل أسوة بالعمل الدولي في كل مكان. 3. أن تقوم المنظمات الإسلامية بالتعريف بنفسها من خلال ويكيبيديا وغيرها من المواقع مستفيدة مما فعلته المنظمات الأخرى. 4. ضرورة أن تسهم الحكومات في منطقة الخليج بدعم مؤسسات العمل الخيري ماليًا بشكل مباشر أسوة بما هو حاصل في كثير من البلدان غربًا وشرقًا. كما تستطيع أن تسند عليها خدمات معينة وفق عقود مرهونة بزمن معين.