أعلن الرئيس التونسي منصف المرزوقي في الأممالمتحدة تأييده إرسال "قوة حفظ سلام عربية" إلى سورية، وهي الدعوة التي أطلقها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فيما اعتبرتها المعارضة السورية "الحل المنتظر بعد فشل مشروع تدويل القضية السورية وانهيار جهود الأممالمتحدة بسبب الفيتو الروسي الصيني". وبين رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا في تصريح إلى "الوطن" أمس أن التدخل العربي سيساهم في تحقيق مطالب الشعب السوري لانتقال السلطة بعيدا عن المعادلات المعقدة بين روسيا والصين من جانب، وأميركا وأوروبا من جانب آخر. واعتبر الدعوة شرعية كما حصل في لبنان مع تدخل قوة الردع العربية تحت غطاء الجامعة العربية في سبعينيات القرن الماضي. في غضون ذلك، ضرب الثوار السوريون مرة جديدة قلب دمشق مستهدفين مركز قيادة الأركان العسكرية بتفجيرين هما الأضخم منذ العملية التي استهدفت قادة خلية الأزمة في 18 يوليو الماضي، مما أدى إلى مقتل أربعة من قادتها، فيما أعلن أن عدد ضحايا الثورة السورية منذ 18 شهرا وصل إلى 30 ألفا. أكد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس إلى تدخل عسكري عربي في سورية "هي الحل المنتظر بعد فشل مشروع تدويل القضية السورية وانهيار جهود الأممالمتحدة بسبب الفيتو الروسي الصيني الذي أعطى الضوء الأخضر لنظام بشار الأسد في توسيع جرائمه". واعتبر سيدا أن التدخل العسكري لإنقاذ الشعب السوري من قبل الدول الصديقة "هو ما يريده الشعب السوري لوقف نزيف الدماء الذي ينهمر بلا مواقف حقيقية من المجتمع الدولي"، مؤكدا أن هذا التدخل "لا يتعارض مع مواقف روسيا والصين التي تتحسس من التدخل الغربي في هذه الأزمة التي وصلت إلى مرحلة المواجهة بين مجموعتين تتخندقان مع أو ضد الأسد". وقال "إن إعلان الشيخ حمد بن خليفة عن فشل مجلس الأمن في الاتفاق على موقف فعال هو الحقيقة المرة التي لم يقلها المجتمع الدولي رغم وجود المبعوث الجديد الأخضر الإبراهيمي الذي سيعطي الأسد مزيداً من الوقت". وتابع أن دعوة أمير قطر "هي الرسالة التي تعبر عن مشاعر الشعب السوري كله الذي ينحر وحيداً فيما يتفرج عليه العالم دون أن يتدخل". وبين سيدا أن التدخل العربي سيساهم في تحقيق مطالب الشعب السوري لانتقال السلطة بعيدا عن المعادلات المعقدة بين روسيا والصين من جانب، وأميركا وأوروبا من جانب آخر. واعتبر أن هذا الدور هو المنتظر تنفيذه من خلال إعادة استقطاب الملف السوري من طاولة الأممالمتحدة إلى الجامعة العربية التي يمكن لها أن تتخذ قرارا في هذا الخصوص دون أن يكون لمجلس الأمن القدرة على مواجهة قرار بإجماع عربي لأنه يعطي الشرعية الكاملة لهذا القرار كما حصل في لبنان مع تدخل قوة الردع العربية تحت غطاء الجامعة العربية في السبعينيات لوقف القتال بين الفصائل الفلسطينية والفرقاء من القوى اللبنانية وهو ما ساهم في إنهاء الحرب الأهلية في لبنان في وقت لاحق. وطالب رئيس المجلس الوطني السوري بدعم الموقف الخليجي الهادف لوقف هذه المجزرة بالتدخل العسكري خاصة من الدول الصديقة لسورية، منعاً لتفاقم الأزمة ودخول عناصر جديدة فيها منها تنظيم القاعدة وحزب العمال الكردستاني الذي يحتل حالياً أراضي سورية. وقال "إننا نقف مع هذا القرار قلباً وقالبا ونريده ونؤيده كحل نهائي وحاسم وسريع لهذه الأزمة التي يعتبر الشعب السوري هو الخاسر الأكبر فيها".