شهدت مواقع التواصل الإجتماعي مؤخراً تزايداً ملحوظاً في عدد مستخدميها، حيث ارتفع إلى أكثر من 5 مليارات شخص، أي نحو 62.3 % من سكان العالم، حسب ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية في شهر فبراير الماضي، وهو الأمر الذي سيدفع مواقع التواصل إلى التنافس لكسب اكثر عدد ممكن من متصفحي المواقع، وذلك سيتطلب تطوير المواقع وإضافة العديد من الخصائص والمميزات والإعتماد على صانعي المحتوى ودعمهم، لضمان زيادة عدد المتابعين وضمان استمرارهم. الجانب المشرق في زيادة عدد مواقع التواصل الإجتماعي وتطورها، هو توسع فرص الحصول على المعلومات المفيدة من مصادر مختلفة ومتنوعة، كما سيساهم في تعزيز الإنفتاح والتفاعل الثقافي والإطلاع على ثقافة الشعوب و معرفة أخبارهم بسهولة، وغير ذلك من الأمور الإيجابية التي تؤكد بأن التعامل مع هذه المواقع بات من ثقافات العصر الحديث ولا مناص عن التكيف والتعايش معها. أمّا الجانب المُظلِم والمخيف لمواقع التواصل الإجتماعي فهو نوع المحتوى الذي يتم نشره على مواقع التواصل سواء كان مقروءا أو مرئي أو مسموع، لأن الأمر سيعتمد على أهدف الموقع ومساحة حرية الطرح التي يعطيها لصانِعي المحتوى فيه، وهنا تكمن الخطورة لأن البعض منهم سيسعى لكسب المال السريع أو الشهرة المزعومة، دون التفكير في نوعية المحتوى من حيث نتائجه الإيجابية أو السلبية على أفراد المجتمع، دون مراعاة للقيّم الدينية أو الإنسانية، وهذا ما ساهم في تصدر هذه الفئة بمحتواهم على النخب الأكاديمية والطبقات الثقافية من أبناء المجتمع، رغم عدم امتلاك صنّاع المحتوى لأي مقومات العلم والمعرفة والثقافة التي تؤهلهم لتصدر المشهد الإعلامي. فئة صغار السن والمراهقين هم الجانب الأبر من ضحايا المحتوى السلبي من خلال متابعتهم لبعض صانعي المحتوى من الرجال أو النساء، فهناك من يستغل هذه الفئة لتحقيق أهدافه من خلال دعمهم ومتابعتهم خلال البث المباشر الذي قد يتسبب في زعزعة القيّم والمبادئ الإسلامية وهدم العادات والتقاليد لدى الفرد ليمتد إلى المجتمع، من خلال بعض العبارات والتصرفات اثناء البث المباشر، أو ممن يتاجرن بمظهرهن الخارجي من النساء لإستدراج الشباب والمراهقين لتحقيق أكبر عدد من المتابعين بهدف الحصول على المال والشهرة, وذلك بسبب ضعف الوازع الديني لديهم وعدم الرقابة المفروضة على مواقع التواصل الاجتماعي، ناهيك عن وجود صناع محتوى قد تصل أهدافهم إلى إستدراج صغار السن للإنضمام لجماعات معادية للدين والوطن. الحلول المفترضة للحد من تاثير ذلك خاصة على الشباب والمراهقين، هو لغة الحوار مع هذه الفئة والتوضيح لهم خطورة مثل هذه المواقع، وأنه يجب التعامل معها بحذر من خلال إختيار الموقع المناسب و المحتوى المفيد والإبتعاد عن السيء منها، بالإضافة إلى تقنين وقت التصفح كي لا يؤثر على دراستهم وصحتهم النفسية والعقلية، مع إستمرار التوجيه والمتابعة، والعمل على تقييد المحتوى في تلك المواقع في الأجهزة المستخدمة من قبل صغار السن والمراهقين. وتمتد المسؤلية المجتمعية إلى مشاركة بعض الجهات مثل قطاع التعليم والجهات الإعلامية، التي تلعب دورا هاماً في زيادة الوعي لدى المجتمع وحمايته خاصة الأطفال والمراهقين من اجل تحقيق الهدف.