رحب حاكم إقليم النيل الأزرق في السودان الفريق أحمد العمدة بادي بمبادرة الشرطة إعلان إقليم النيل الأزرق منطقة علاجية لكافة النازحين والعائدين من كافة مناطق السودان. ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) أمس الأربعاء عن بادي قوله إن "المبادرة إنسانية فى المقام الأول ولا علاقة لها بالسياسة"، معربا عن تقديره لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية ووكالات الأممالمتحدة لتعاونها مع الإقليم فى كافة المجالات مستعرضا موقع الإقليم الاستراتيجي وتميزه. وأوضح بادي أن الإقليم سيستقبل أعدادا كبيرة من النازحين خلال الأيام القادمة وسيحتاجون إلى الإسعافات وتوفير العلاجات لذوى الأمراض المزمنة، لافتا إلى أن عددا من المستشفيات بالإقليم فى حاجة للدعم بالمعدات والكوادر لإنجاح المبادرة داعيا إلى أهمية دعم وإسناد الأقاليم والولايات المتأثرة بالنزوح. وأكد ترحيب حكومته بالكوادر الطبية المتخصصة القادمة من مدنى والخرطوم، داعيا المجتمع الدولى والإقليمي إلى ضرورة الاهتمام بدعم خدمات المياه والتعليم. وأضاف بادي أن "ما يحدث فى السودان يعد احتلالا واستعمارا"، داعيا إلى "نبذ القبلية والعنصرية وعدم الالتفات للشائعات الرامية إلى إضعاف القوات المسلحة"، مؤكدا أن "العام القادم سيكون عام السلام والتنمية الشاملة بالإقليم". وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد حذّر من حدوث "كارثة جوع" في السودان في مايو إذا لم يتم توسيع نطاق المساعدات الغذائية لتشمل المحاصرين نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ ثمانية أشهر. وقال البرنامج الأممي في بيان إنه "إذا لم تتم زيادة المساعدات الغذائية بشكل كبير بحلول المواسم العجاف في مايو، فقد تشهد بؤر الصراع الساخنة (في السودان) ظهور كارثة جوع". وأشارت الوكالة الأممية إلى أن المناطق الأكثر تضررا نتيجة احتدام الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع هي العاصمة وإقليم دارفور غرب البلاد وكردفان في الجنوب، موضحة أن "ما يقرب من 18 مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون الجوع الحاد، وهو أكثر من ضعف العدد خلال الفترة نفسها من العام الماضي". وأظهر تحليل للأمن الغذائي في السودان الذي وصف من قبل بأنه "سلة الخبز المستقبلية لشرق إفريقيا"، بحسب الوكالة الأممية، تسجيل "أعلى مستويات الجوع على الإطلاق" خلال موسم الحصاد في الفترة من أكتوبر إلى فبراير والتي عادة ما يتوفر خلالها الغذاء. ومنذ 15 أبريل، يدور نزاع بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وسجّلت الأممالمتحدة 12 ألف قتيل نتيجة المعارك، لكن هذا العدد أقلّ بكثير على الأرجح من عدد الضحايا الفعلي للحرب التي أدّت أيضاً إلى تشريد حوالي سبعة ملايين شخص في الداخل وإلى خارج البلاد، وهو ما يشكّل "أكبر نزوح في العالم". ونقل بيان عن ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان إيدي روي مطالبته "بشكل عاجل جميع أطراف النزاع بالتوصل إلى هدنة إنسانية (...) لتجنب كارثة الجوع في الموسم الشحيح المقبل". ومع فشل المفاوضات لوقف إطلاق النار بين الطرفين، انقسمت البلاد بين القوتين العسكريتين المتنازعتين ما يعرّض المساعدات المرسلة إلى المدنيين المتضرّرين لمتاهة من نقاط التفتيش التابعة للجانبين. والأحد حذّرت منسّقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي في مقابلة مع وكالة فرانس برس من خطر توقّف المساعدات الإنسانية إلى البلد الغارق منذ قرابة ثمانية أشهر في الحرب. وأوضحت أنّه في الوقت الحالي "يحتاج حوالى 24,7 ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية"، أي نصف سكّان البلاد. من جهتها قالت المنظمة الدولية للهجرة إن الصراع في السودان تسبب في أزمة إنسانية كبيرة ونزوح أكثر من ستة ملايين، مضيفة أن أكثر من 500 ألف شخص عبروا الحدود إلى تشاد، معظمهم من غرب دارفور. أما منظمة أطباء بلا حدود الخيرية فتقول إن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى تشاد ارتفع بشدة في الأيام الثلاثة الأولى من نوفمبر ليصل إلى 7000. وأضافت أن معظم اللاجئين كانوا من النساء والأطفال، الذين تحدث العديد منهم عن أعمال عنف واسعة النطاق ضد المدنيين. وقالت قوات حرس الحدود في تشاد إن العدد اليومي للفارين من غرب دارفور ارتفع إلى 3146 يوم السبت. وقال مسؤولون بالأممالمتحدة في تشاد إنه كان من المتوقع أن يعبر آلاف آخرون الحدود لكن قوات الدعم السريع منعتهم من ذلك وطلبت منهم مالا مقابل عبورهم. إلى ذلك قالت شاهدة أخرى تدعى مشاعر عمر أحمد إن الميليشيات وقوات الدعم السريع أعدمت أكثر من 30 رجلا في المنطقة "ب" في أردمتا بعد فصلهم عن النساء. وأضافت وهي تحمل ابنتها البالغة من العمر ستة أشهر "سألوا الرجال إذا كانوا من المساليت، ولم ينفوا ذلك". وقالت إن عشرة من أفراد أسرتها مفقودون منذ يوم الأحد. وقالت سارة آدم إدريس (30 عاما) إن زوجها وإخوتها ورجالا آخرين في عائلتها فُقدوا بعد الهجوم، وأضافت أن منفذي الهجوم داهموا مخيم النازحين في أردمتا صباح يوم الأحد. وذكرت أنه على الرغم من محاولة زعماء القبائل الحصول على ضمانات لتوفير ممر آمن، فقد اقتحمت قوات الدعم السريع المخيم وأحرقت المنازل ونهبتها وقتلت الرجال. وقال الجندي الذي فضل عدم ذكر اسمه إنه عندما وصل إلى الحدود مع تشاد تظاهر بأنه مدني وأنكر أنه من المساليت من أجل المرور. وأضاف أن أفرادا من قوات حرس الحدود التابعة للدعم السريع أخذوا رجلا آخر بعد أن وجدوا على هاتفه صورة له بالزي العسكري. وقال عبدالكريم رحمن يعقوب، وهو سائق شاحنة وصل إلى تشاد بعد أن تظاهر بأنه ليس من المساليت، إنه رأى قوات الدعم السريع تقتل رجلين آخرين بناء على هويتهما. وقال الجندي بالجيش مالك آدم مطر إبراهيم (42 عاما) إنه فر من أردمتا في قافلة مكونة من 15 مركبة على الأقل تقل مقاتلين ومدنيين هاجمتها قوات الدعم السريع بقذائف صاروخية أثناء محاولتها الوصول إلى تشاد عبر طريق جبلي أطول. وأضاف أن اثنين فقط من بين 27 شخصا كانوا في مركبته تمكنوا من الفرار. ووصف توبي هاروارد، وهو مسؤول كبير في الأممالمتحدة معني بالوضع في دارفور، التقارير والصور الواردة من أردمتا بأنها "مقززة". وطلب في منشور على منصة إكس من المسؤولين حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إليهم دون قيود. وسيعاني أكثر من 1,6 مليون طفل دون سنّ الخامسة من سوء التغذية العام المقبل في جنوب السودان، بعد طفرة في الأمراض المنقولة عبر المياه بسبب الفيضانات، على ما أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الاثنين. وشهد جنوب السودان نزاعات دامية وكوارث طبيعية وضائقة اقتصادية ومشكلات سياسية مستمرة منذ استقلاله عن السودان في العام 2011. وفيما أصبحت بعض المناطق في البلد تشهد سنويًا فيضانات، يكافح المقيمون في المناطق المغمورة بالمياه للوصول إلى الغذاء في ظلّ انتشار الأمراض. وقال برنامج الأغذية العالمي "أكثر من 1,6 مليون طفل دون سنّ الخامسة يُتوقّع أن يعانوا من سوء تغذية في العام 2024". في ولاية روبكونا حيث غمرت مياه الفيضانات مساحات شاسعة من الأراضي وأجبرت مجتمعات بأكملها على العيش على جزر صغيرة منذ العام 2021، ارتفعت كلفة المواد الغذائية الأساسية بأكثر من 120 % منذ أبريل. ومن المتوقع أن تواجه هذه الولاية التي تقع في شمال البلد مستويات كارثية من الجوع بحلول أبريل 2024. وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في جوبا ماري-إيلين ماكغرورتي "هذا هو واقع العيش على الخطوط الأمامية للأزمة المناخية". وأضافت "نشهد زيادة مقلقة جدًا في سوء التغذية، وذلك نتيجة مباشرة للعيش في ظروف عيش مكتظّ ومغمور بالمياه". وتابعت "إن انتشار الأمراض التي تنتقل بالمياه يقضي على كلّ العمل الذي تقوم به الوكالات الإنسانية في الوقاية من سوء التغذية وعلاجه، والأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للتأثر". وتفاقمت الأزمة الصحية مع فرار مئات آلاف اللاجئين المتحدرين من جنوب السودان من النزاع في السودان. وحذّر برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي من أن الأُسر تواجه "حالة طوارئ بسبب الجوع". منذ بدأ القتال في السودان منتصف أبريل، قُتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وفقًا لتقديرات "مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح" (أكليد). وفشلت اتفاقيات الهدنة المتعددة في وقف العنف الذي أثار مخاوف من حدوث أزمة إنسانية تضرب المنطقة على نطاق أوسع. وقُتل نحو 380 ألف شخص خلال حرب أهلية في جنوب السودان استمرت خمس سنوات بين القادة المتنافسين الذين يتقاسمون السلطة حاليًا. في سبتمبر، قدّر البنك الدولي عدد الأشخاص الذين يحتاجون لمساعدة إنسانية في جنوب السودان في العام 2023 بنحو 9,4 ملايين شخص أي 76 % من سكان الدولة الإفريقية. هجمات دارفور تتسبب في نزوح جماعي