توقع تقرير لصندوق التنمية الصناعية السعودي أن يبلغ الطلب على الأعلاف المركبة في المملكة هذا العام نحو 5.4 ملايين طن، مضيفا أن التوقعات للعام المقبل 2013 تشير إلى زيادته ليصل إلى 5.7 ملايين طن. وأضاف التقرير الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن نمو الطلب السنوي على الأعلاف المركبة يصل لنحو 5%، مرجعا ذلك إلى الزيادة المطردة في حجم الثروة الحيوانية في المملكة، واستمرار الدعم الحكومي المقدم في شكل إعانة الذي يغطي جزءاً كبيراً من تكلفة المواد الخام المستخدمة في إنتاج الأعلاف المركبة، إضافة إلى الخطط الحكومية الرامية لتحويل مسار الطلب المحلي بعيداً عن الأعلاف المستوردة، على رأسها الشعير، إلى الأعلاف المركبة المنتجة محلياً. وعلى الرغم من وجود فرصة متاحة للتوسع لتحويل الطلب من الأعلاف التقليدية إلى المركبة، إلا أن التقرير طالب منتجي الأعلاف المركبة بتجاوزهم لعدد من العقبات التي تحد من نشاطهم وتعوق قدرتهم على النمو مستقبلاً. وفي السياق نفسه لخص التقرير تلك المعوقات بنقص العرض المحلي من المواد الخام لاسيما نخالة القمح والشعير، وعدم ثبات أسعار المواد الخام في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى أن مربي الماشية لا يزالون يعتمدون على الشعير في تغذية ما يربونه من الحيوانات المجترة. وأوضح أنه استناداً إلى البيانات المتوفرة عن توزيع الثروة الحيوانية في المملكة، فإن الطلب على الأعلاف يتركز في المناطق الوسطى والشرقية والغربية التي تشكل مجتمعة 75% من الطلب بالمملكة، بينما تشكل المنطقة الجنوبية ما نسبته 15%، وال10% المتبقية تشكل نسبة الطلب في المنطقة الشمالية. من جهته يرى الخبير الاقتصادي فضل البوعينين أن الأعلاف تعتبر من أهم مدخلات الإنتاج في قطاع الدواجن، معتبرها الأعلى تكلفة، مضيفا أنه ولا بد أن تكون لدى مزارع الإنتاج خطط إستراتيجية لتوفير الأعلاف بانتظام وبكميات تحول دون حدوث أزمات في التوريد. وبين البوعينين أن إنتاج الدواجن في السعودية يحتاج دائما إلى استيراد جزء من احتياجاته من الأعلاف من الخارج، مستدركا أن هذا يستدعي وضع ترتيبات تضمن تدفقات الأعلاف بصورة مستمرة، لافتا إلى أن استيراد الأعلاف من الخارج يخضع لرحمة المتغيرات العالمية ومن أهمها متغيرات الأسعار والتغيرات المناخية إضافة إلى قوانين التصدير التي قد تستغل لأهداف لا علاقة لها بالإنتاج بل تكون مرتبطة بأهداف أخرى. وأضاف البوعينين أن ما سبق يستدعي أن تكون هناك خطط إستراتيجية تشترك فيها الحكومة مع قطاع الإنتاج لضمان توفير كميات الأعلاف المطلوبة إضافة إلى ذلك فلا بد لشركات الإنتاج ومزارع الدواجن من وضع مخزون استراتيجي يضمن توفير كميات الأعلاف المناسبة في أوقات الأزمات، مبينا أن هذا يساعد في الحيلولة دون انقطاع الأعلاف ويساعد أيضا في السيطرة على الأسعار. وأشار البوعينين إلى أنه لا بد أن يكون للدولة الدور التوجيهي والداعم لقطاع إنتاج الدواجن، موضحا أن أهم الدعم هو توفير الأعلاف بأسعار مناسبة. مضيفا الى أن الدعم المالي للأعلاف التي تقدمه الحكومة في حاجة إلى تطوير وتحويله إلى دعم لوجستي يمكن الشركات السعودية من استغلال أراض زراعية في الخارج لتوفير الأعلاف بأسعار منافسة وضمان تدفقاتها. من جهته أوضح تاجر أعلاف "أبوهديل" من طبرجل، أن أسعار أعلاف الماشية زادت عن العام الماضي وقد ارتفع "البرسيم" ب3 ريالات هذا العام، مؤكدا أن العرض والطلب متكافئان إلا أن الإنتاج بدأ يقل مع اختلاف الأجواء. واستبعد أبو هديل أن يكون هذا الارتفاع في سوق طبرجل بسبب قرب موسم الحج بل أرجع ذلك لدخول فترة قلة الإنتاج، مبينا أن المواشي في ازدياد وسوق الأعلاف يستوعب مزيدا يوما بعد يوم. ومن القصيم، أوضح تاجر أعلاف في سوق الشيحية يعرف ب"أبو ناصر" أن العرض متكافئ مع الطلب وأن الأسعار في سوق القصيم تشهد نزولا طفيفا عن العام الماضي، مبينا مدى استيعاب سوق الأعلاف وتوفر كميات كبيرة منه انعكس على طمئنة مربي المواشي.