أكد تقرير لجهاز مخابرات غربي أن إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سورية لمساعدة الرئيس بشار الأسد في محاولاته لسحق الانتفاضة. وفي وقت سابق من هذا الشهر قال مسؤولون أميركيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى الأسد. وكان السناتور الأميركي جون كيري قد هدد بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر مجالها الجوي. وقال التقرير الذي قدم مصدر دبلوماسي في الأممالمتحدة نسخة منه "هذا جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها إيران لم يتحدث عنها المسؤولون الأميركيون علنا إلا أخيرا بعد تصريحات سابقة تفيد العكس". وأضاف "أنه يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من إيران إلى سورية عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفرادا من الحرس الثوري الإيراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة". وأضاف التقرير أن إيران أيضا "مستمرة في مساعدة النظام في دمشق بإرسال شاحنات برا عبر العراق". وقال تقرير المخابرات الذي ذكر دبلوماسيون غربيون أنه جدير بالتصديق ويتفق مع معلوماتهم أن إيران أبرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي. وذكر مبعوث أنه من المحتمل أن طهران وبغداد لم تعقدا في حقيقة الأمر أي اتفاق رسمي وإنما تفاهما غير رسمي على عدم طرح أية أسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة إلى سورية. وأشار التقرير بشكل محدد إلى طائرتين من طراز بوينج 747 على أنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة إلى سورية وهما طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية "إيران إير" الترقيم على ذيلها (إي بي-آي سي دي) وطائرة تابعة لشركة "مهان إير" الترقيم على ذيلها (إي بي-إم إن إي). وكانت الطائرتان ضمن 117 طائرة فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات فيما يخصهما الأربعاء الماضي. وأدرجت الوزارة كذلك في القوائم السوداء طائرة تقوم شركة "ياس إير" الإيرانية بتشغيلها لتزويد سورية بالسلاح. وأشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب مدى الالتزام بالعقوبات الدولية على إيران إلى "ياس إير" بشكل متكرر على أنها من الجهات الأساسية التي تزود سورية بالسلاح إلى جانب "إيران إير". من جهته وصف المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي،علي الموسوي ما يتردد بين الحين والآخر من أنباء حول سماح العراق لإيران بنقل أسلحة ومعدات عسكرية عبر أجوائه إلى سورية بأنه "كلام بدون دليل". وقال "سياستنا وموقفنا تجاه الأحداث في سورية واضح ولا غبار عليه وهو مبني على موقف ثابت يستند إلى ضرورة حل المشاكل بطريقة سياسية بين الأطراف السورية دون اللجوء إلى العنف أو التدخل الخارجي".