لم يدر بخلد أهالي محافظة المذنب - إحدى محافظات منطقة القصيم - أن يصحوا على خبر تنازل بلدية المحافظة عن متنزه المؤية لمصلحة ناد رياضي، رغم أنه يعد أكبر متنزه عائلي تحتضنه المحافظة منذ 15 عاماً ويحتوي على أشجار ومسطحات خضراء واسعة ودورات مياه للرجال والنساء ومضمار وملعب وجلسات عائلية وملاه متعددة للأطفال ومدرج روماني، واتهم بعض المواطنين بلدية المذنب بتسليمها لأرض المتنزه لرعاية الشباب. وأصيب الأهالي بالدهشة بين مصدق ومكذب لخبر تنازل البلدية عن موقع المتنزه الذي يقع وسط المحافظة على مساحة نحو67000 م2 ليصبح أرضا لمصلحة نادي التقدم الرياضي بالمذنب، ونزل الخبر كالصاعقة على بعض المواطنين، الذين طالبوا في عدة خطابات المسؤولين بسرعة إنقاذ أكبر متنزه عائلي بالمحافظة متسائلين في الوقت ذاته عن المستفيد من ذلك، متهمين بلدية المذنب بتسليمها أرض المتنزه لرعاية الشباب ويقضى بذلك على معلم حضاري سياحي وتحويل الحديقة الغناء والمناظر الخلابة إلى كتل أسمنتية وحرمان المواطنين من الخدمات الإنسانية والمرافق العامة. وأبدى عدد من الأهالي اعتراضهم على تنازل البلدية عن متنزه العائلات لمصلحة نادي التقدم الرياضي من خلال بعث عدة خطابات أحدها لوزير الشؤون البلدية والقروية - تحتفظ "الوطن" بنسخه منه - يفيدون فيه بأن البلدية قد ارتكبت خطأ فادحا بتسليم النادي أرضا ليست شاغرة بل يوجد عليها مشروع عظيم أنشئ قبل 15 عاما وكلف الدولة أموالا طائلة ولا يزال قائما وهو ما يطلق عليها حديقة العوائل وتعتبر تحفة في التصميم ويرتادها المتنزهون من المحافظة ومن خارجها، معتبرين أن تسليم المتنزه لرعاية الشباب لإقامة ملاعب عليه تحطيم للبنية التحتية للمحافظة على حد تعبيرهم. وبينوا في اعتراضهم أن النادي لديه أرض شاغرة وبإمكان البلدية منحها أرضا أخرى من الأراضي الشاغرة بدلا من حدائق المواطنين التي أسست لرفاهيتهم وإسعادهم، موضحين بخطاب مماثل للرئيس العام لرعاية الشباب أسباب انتقال نادي التقدم من موقعه الذهبي بحي السلام إلى موقع الحديقة بحي الخالدية، وقالوا إن النادي يمتلك موقعا منذ 30 عاما ومناسبا على حد تعبيرهم. وبعث الأهالي باعتراض مماثل لرئيس المحكمة الإدارية ببريدة - تحتفظ "الوطن" بنسخه منه - أكدوا فيه أن بلدية المذنب تعمدت إلحاق الضرر بهم وأنها تهدر عشرات الملايين التي صرفت على المتنزه متجاهلة قرار مجلس الوزراء رقم 370 وتاريخ 2/12/1431 الذي ينص على أن على جميع الجهات الحكومية المحافظة على أراضي الخدمات العامة التي تمتلكها الدولة وإبقائها لمن خصصت له خدمة للمنفعة العامة، مطالبين بإلزام البلدية بإلغاء قرار التسليم في ذلك الموقع. من جانبه، أوضح مدير مكتب رعاية الشباب بمنطقة القصيم عبدالعزيز السناني في تصريح ل"الوطن" أن رئيس البلدية والمجلس البلدي هما من قالا "خذوا هذه الأرض وهم من قدما لنا الأرض ولسنا من أخذها"، واعتبر السناني أن رئيس البلدية والمجلس البلدي والأمانة يسعيان بما فيه مصلحة المحافظة. وأكد السناني أن الأرض المعنية هي الأرض الواقعة مقابل مبنى بلدية المذنب الحالي ونفى أن تكون الأرض هي الحديقة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأرض ربما تكون مشروع حديقة، وقال إن منشأة النادي أهم من الحديقة وإن المنشأة تضم جميع شباب المحافظة وإنها ستطورهم وتنمي قدراتهم الرياضية والثقافية على حد تعبيره. وكشف وجود اعتراضات على أرضين تسبب الأول في تأخير المشروع لمدة سنة ونصف السنة، وفيما أخر الاعتراض الثاني مشروعهم ستة أشهر، واعتراض ثالث لمواطنين يناشدون محافظ محافظة المذنب المكلف سليمان التويجري ومدير فرع السياحة والآثار بمنطقة القصيم التدخل لإيقاف إزالة الحديقة لحين البت فيها من الجهات العليا.