لا شيء يتقدم في هذه الفترة على الأحداث الجارية في قطاع غزة، وما يتعرض له أهلنا في فلسطين العزيزة من حصار وتجويع وقطع للمياه والغذاء والكهرباء، ومنع للوقود، وهدم للمستشفيات، واستهداف وقتل للأطفال والنساء والمدنيين العزل، ومحاولات للتهجير القسري، في حرب إبادة جماعية لم يشهد التاريخ المعاصر لها مثيلًا، ويحدث كل ذلك أمام مرأى ومسمع من يدعون أنهم أساطين العالم الحر، وأدعياء حقوق الإنسان. موضوع فلسطين وتوطين اليهود، الذي مضى على بدء تاريخه 106سنوات؛ لا يمكن أن يقدر أبعاده إلا «أولو الأمر»، وليس آحاد الناس، وهكذا هي أمور الأوطان بصفة عامة، والسبب وببساطة أنها أمور تحتاج لتراكم خبرات، وتوفر معلومات، وموازنات بين جلب المصالح ودرء المفاسد؛ ودون «تكلم في غير التخصص»، ليس لمن لا «يريد أن يأتي بالعجائب»، إلا الوقوف الصادق مع ولي الأمر، خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، الذي قال بمكة المكرمة، وفي ليلة القدر، قبل 4 سنوات، وأمام زعماء المسلمين في قمتهم ال14، والقول لم ولن يتغير: «القضية الفلسطينية محورُ اهتمامنا حتى يحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كافة حقوقه المشروعة والتي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ونجدد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني للقدس الشريف»، والوقوف الصادق أيضا مع ولي العهد الأمين، الذي قال في القمة الخليجية ورابطة الآسيان، قبل أيام: «يؤلمنا ما تشهده غزة من عنف متصاعد يدفع ثمنه المدنيون الأبرياء نؤكد رفض استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة يجب وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية، ويجب تهيئة الظروف لعودة الاستقرار والوصول لحل عادل وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67». حكماء الناس مع إحلال السلام العادل، ويرفضون محاولات تهجير وتصفية قضية الشعب الفلسطيني، ونكبته نكبة أخرى، ولا شك أنهم مع المواقف الداعمة لذلك، كما أنهم يحيون صمود وثبات أهلهم في الدفاع عن أرضهم وأعراضهم وكرامتهم، وحقهم المشروع في ذلك، كما يثمنون تضحياتهم للحفاظ على أولى القبلتين، وعلى أن يظل مسجدنا الأقصى في عهدة المصلين المسلمين. أيامنا هذه، وأحداثها المتسارعة، أكدت وتؤكد: أنه لا سلامَ حقيقيًّا للمنطقة والعالم دون إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، وفي مقدمتها إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، كما أن الحذر لا بد أن يكون شديدا من تمدد الصراع، وعلى عقلاء البشر أصحاب الضمائر الحية بمختلف درجاتهم، النظر بعين الإنسانية والإنصاف للقتل والحصار والتعطيش والتجويع الحاصل، وعليهم الإسراع في ما من شأنه إعادة العالم لصوابه، وما يعلي إحساس الآدميين بإنسانيتهم.؛ أسأل الله تعالى أن يعجل برفع الكرب عن كل مكروب، وأن يلهم من هم داخل وخارج فلسطين الحكمة، وأن يوفق من يسعى للسلام والعدل، للحق والإنصاف.