يقول صاحب المعماريين في جدة القديمة عبدالعزيز عمر أبو زيد إن البناء القديم مهنة من بين الألف مهنة،لأن المعلم البلدي كان من أبرز رجال المدينة في الماضي،إلا أن وجود هؤلاء المعلمين أقل من أصابع اليد الواحدة، دفع ذلك بلدية تاريخية جدة القديمة إلى عملية توريث بنائية لمكافحة العمالة المخالفة التي تنتشر بين الفترة والأخرى لصيانة البيوت الأثرية وهو الأمر الذي أضر كثيراً بالمكونات الأصلية والأساسات التي بنيت عليها البيوت. وقال المهندس سامي نوار في سياق حديثه إلى "الوطن" إن عدد المعلمين التقليديين الذين ما زالوا على قيد الحياة اثنان فقط، وحالياً نقود عمليات تدريب مكثقة لصناعة جيل جديد من الشباب السعودي للحفاظ على أسرار وطريقة البناء التقليدي القديم. التوريث سيشمل التدريب على شخصية "القراري" وهو أهم شخصية قريبة من المعلم،وهو من يقف خلف ستار نجاح المعلم البلدي في أداء مهنته، باعتباره دعامة أولى في البناء التقليدي، ويعد شخصية خفية تلعب دوراً غير ظاهر ودونه لا يستقيم حال المهنة، فإذا كان البناء قائماً على الحجر، فالقراري هو صانعها ويعمل لإعدادها وقصّها وتحديدها وتهذيبها بواسطة آلة "الشاحوطة" اليدوية وهي لعبة القراري التي تعتبر الوحدة الأساسية في بناء البيت القديم، إلى جانب اللياسة والنجارة وغيرها. ويضيف نوار أن تاريخية جدة تشكل بالنسبة لأهالي المدينة المحليين والزوار من داخل وخارج المملكة اللوحة الفيسفسائية الحجازية العريقة لجدة القديمة،التي تحتفظ بخزان كبير من الذكريات. ولمكافحة العمالة المخالفة أشار نوار إلى أنهم سيواصلون عبر الفرق الميدانية مقاومة تلك العوامل، وحول سؤال تعامل الأهالي الذين ما زالوا قاطنين في المنطقة ويريدون ترميم منازلهم أكد نوار في سياق حديثه أن هناك دليلا خاصا لترميم البيوت والأماكن الأثرية يعطى وهو الدليل المعتمد من منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) يوضح المعالم الأساسية في طريقة الترميم وفقاً للدوائر العالمية التي يجب أن تكون حاضرة في البناء.