انتهت أمانة محافظة جدة من بناء الواجهة الشرقية لمبنى حماية المنطقة التاريخية بحارة اليمن والتي انهارت قبيل عيد الأضحى المبارك ,وتم إعادة بناء المبنى باستخدام الأحجار القديمة والمواد التقليدية مع تقويته بما يحافظ على مظهره التاريخي, وتجري حاليا أعمال حقن الأساسات باستخدام مادة كيماوية قوية تنفذ في الفراغات بين الجدران لتدعيم تماسك المبنى. من جانبه أكد مدير إدارة تطوير العمران بالمنطقة التاريخية بأمانة محافظة جدة الدكتور عدنان عدس أن أعمال اللياسة بالمبنى ستبدأ خلال الأيام القادمة ,وتنقسم إلى جزءين أحدهما داخلي والآخر خارجي لا تتم لياسته إلا عقب ترميم الحوائط وتركيب الرواشين وباقي العناصر الأخرى , مشيرا إلى أنه يتم استخدام مواد تقليدية من نورة ورمل محلي وماء نقي لعدة طبقات بحيث تأخذ كل طبقة الوقت الكافي حيث يتم البدء بترطيب السطح المارد لياسته ثم طرطشته وبعد فترة معينة يتم وضع الطبقة الثانية التي تتكون من نفس المواد التقليدية بتربة ورمل أنعم وهكذا حتى يتم عمل الطبقة الثالثة ,ثم تلون الحوائط باستخدام الجير المطفي لإعطاء اللون الأبيض الناصع ويمكن إضافة اللون الأزرق باستخدام الصبغة (الزهرة أو النيلية) أو باستخدام الصبغات المختلفة العادية، وفي النهاية يتم التعامل مع الزخارف الجبسية وإصلاحها على الحوائط، ويتم إعادة الزخرفة وفقا لما كانت عليه. وأوضح أن مراحل ترميم المباني التاريخية تمر بعدة مراحل تبدأ بتشخيص البيت القديم هندسيا بالكامل وكتابة تقرير فني عن حالته وأعمال الترميمات اللازمة له ووضع خطة ترميمه وكيفية تأهيله بناءا على الدليل الفني الذي تعده الأمانة وجاري طباعته حاليا، وبعد ذلك يتم إصدار رخصة بناء لإعادة الترميم ثم يتم يبدأ الترميم باستخدام المواد التقليدية كالحجر القديم والخشب الأصلي بعد معالجتها ،كما يتم التعامل مع بعض العناصر الحديثة كالأسمنت وغيره بمعايير محددة حيث يجري عمل تمديدات الكهرباء والمياه في أضيق الحدود حتى لا تكون ظاهرة. وأضاف: قمنا بعمل تدريب للعمال والمهندسين على أعمال الترميم واللياسة بالمواد القديمة التي لا تؤثر على جسم المبني التاريخي مع إضافة بعض عناصر التقوية والتدعيم للمبنى ، حيث يتم ربط حوائطه ببعضها بفواصل من حديد بالإضافة إلى حقن مادة كيمائية في مسامات وفراغات الحائط لتجعله أكثر تماسكا مع ربط الأسقف بجسم المبني بطريقة تزيد تماسكه بعد تشخيص المشاكل الموجودة بالمبنى التاريخي ومعالجة وترميم العناصر الخشبية الموجودة به كالرواشين والحلوق والنوافذ. وقال مدير تطوير العمران بالمنطقة التاريخية إن بيت أبو صفية يعد أول مبنى يتم ترميمه في المنطقة التاريخية وفقا للطريقة الحديثة للترميم التي تقوم بها الإدارة بالتعاون مع استشاري الترميم الفرنسي”الايكول افينون” ، حيث تمت إزالة الترميمات العشوائية التي تمت من قبل وتتواصل حاليا أعمال اللياسة والزخرفة الخارجية، مشيرا إلى أن الأمانة تقوم أيضا بعمل الترميمات اللازمة لوقفي الفلاح والبسيوني ( دحيلس). أوضح أن الأمانة انتهت بالتعاون مع الاستشاري الفرنسي من إعداد دليل فني كامل للترميم بالمنطقة - يحتوي على جميع التفاصيل الفنية اللازمة للترميم - يستطيع أي معماري أو مواطن الاعتماد عليه في الترميم وفقا للحالة الأصلية للمبنى ، ويقترح أيضا عدة نماذج للترميم لاستخدام المبني التاريخي وفقا للعديد من الأغراض سواء كان للسكن أو عمل مطعم أو قاعة مناسبات أو مزار أو غيره، كما تم الانتهاء من دليل المحلات التجارية بالمنطقة التاريخية. وأضاف مدير إدارة تطوير العمران بالمنطقة التاريخية أنه بعد إعداد الدليل سيكون مطلوبا من جميع الملاك المتقدمين للترخيص لهم بترميم منازلهم الموجودة بالمنطقة التاريخية وهي قرابة ال300 بيت اتباع تعليمات الدليل بدقة للمحافظة على وجه جدة التاريخي. , وأشار إلى أن من لا يلتزم بذلك سيتم تغريمه وفقا لما هو منصوص عليه في ترخيص الترميم .. موضحا أن أمانة محافظة جدة تتبع أساليب الترميم الحديثة والتي سيتضمنها الدليل في الأربعة مباني التاريخية المملوكة لها وهي بيت نصيف وأبو صفية والبسيوني ووقف الفلاح.