تشهد مواقف الأجرة العامة بجازان ومحافظاتها في الآونة الأخيرة إقبالا من المواطنين والمقيمين، لا سيما مع تزايد اعتماد عدد من طلاب المدارس والجامعة والموظفين على سيارت الأجرة في تنقلاتهم، كل هذا وسط استياء سائقي الأجرة من عدم التهيئة المناسبة للمواقف وغياب الرقابة. "الوطن" رصدت واقع العاملين في هذا القطاع وآراء المستخدمين لسيارات الأجرة ومدى رضاهم عن مستوى الخدمة، وأسعارها التي تختلف مع اختلاف المكان، وزارت المواقف المخصصة لسيارات الأجرة التي عمل عليها في الغالب متقاعدون تمثل لهم هذه المهنة مصدر دخلهم الوحيد، وعبروا عن تذمرهم من مضايقات أصحاب المركبات الخصوصية المخالفين للأنظمة لا سيما من العمالة الوافدة الذين يسحبون الزبائن من أمام أعينهم - حسب تعبيرهم - بحجة أنه راكب مستعجل ولا يرغب الانتظار. وفي هذا السياق، بين محمد بكري، أنه تملك سيارة الأجرة عن طريق بنك التسليف ويسدد الأقساط بشكل شهري، إضافة إلى الرسوم الباهظة التي يدفعها لوزارة النقل ورسوم التأمين التي تتصاعد بشكل متكرر لشركات التأمين، إذ ارتفعت قبل أشهر من 600 ريال إلى 1200 ريال ويرى في ذلك استغلالا لأصحاب المركبات ويضاعف التكاليف عليهم. وأشار بكري إلى استمرار معاناتهم مع المخالفين للأنظمة بسيطرة أصحاب المركبات الخاصة على سوق الأجرة، مما يقودهم لمضاعفة ساعات العمل لتأمين لقمة العيش، وتسديد الديون والمصاريف، مطالبا بضرورة تدخل الجهات المعنية السريع لمعالجة هذه المشكلات. فيما قال خالد مجرشي، إن مواقف المركبات في المحافظات غير مهيأة، وتعاني من عشوائية التنظيم في تيسير المركبات، موضحا أن أغلبها تقع على شوارع عامة وسريعة، مما تشكل خطرا على مرتاديها وتجعل سائقي المركبات عرضة للحصول على المخالفات من قبل المرور، مطالباً بضرورة تهيئة هذه المواقف وعمل مظلات تقيهم من حرارة الشمس الحارقة، خاصة في أوقات النهار وتوفير مقاعد للجلوس مما يساهم تنظيم هذه المواقف. بدوره، أكد محمد هادي، مطالبة عدد من أصحاب مركبات الأجرة الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بالمواقع وتهيئتها، مشيرا إلى أن معظمها يعاني العشوائية في التنظيم وغياب الرقابة في ظل سيطرة أصحاب المركبات الخصوصية على السوق الذي جعل الكثير منهم ينتظر لساعات طويلة بحثا عن الركاب. وقال علي الحربي، إن مهنة "الكدادة" تعد مصدر دخل جيد لأبناء البلد، ويجب الاهتمام بها ودعم أصحاب هذه المركبات ومطالبتهم بأهمية الاهتمام بمستوى نظافة مركباتهم والصيانة الدورية لها، وضرورة وضع تسعيرات معلنة، والالتزام بالعدد المحدد للركاب وجميع القواعد المرورية، مشيرا إلى أن أغلب أصحاب هذه المركبات لا يتقيدون بشروط وتعليمات وزارة النقل والمرور، من حيث شروط السلامة المرورية والتسعيرات. من جهته، أوضح أمين منطقة جازان المهندس عبدالله القرني في تصريح إلى"الوطن" أمس، أن عددا من مواقف سيارات الأجرة العامة غير مهيأة، كاشفا عن تخصيص الأمانة لموقع بهدف الاستثمار وأن الأمانة بانتظار توقيع العقد مع المستثمر. فيما أكد المدير التنفيذي لجهاز الهيئة العامة للساحة والآثار بجازان رستم الكبيسي، قيام هيئة السياحة بعقد ورش عمل بصفة دورية ضمن برنامج تنمية مهارات التعامل مع السائح تستهدف سائقي سيارات الأجرة في المطار أو داخل المدينة. وأضاف، أن الورش تعقد بالتعاون مع مركز تنمية الموارد البشرية الوطنية السياحية "تكامل" التابع للهيئة، لتعريف السائقين بأهمية السياحة في المملكة، وتأثيرها على الناتج القومي وأهمية التعامل مع السائح. وعن الجهود الخاصة بتطوير المواقف والرقابة على نظافة وسلامة سيارات الأجرة، أشار الكبيسي إلى أن البرامج المنفذة تركز على مطالبة ملاك سيارات الأجرة بأهمية الاهتمام بالمركبة وصيانتها ومراعاة أساليب القيادة السليمة والأنظمة المرورية للحفاظ على سلامة السائح، مضيفا أن تلك البرامج تنفذ بالتعاون مع شركاء الهيئة بالمنطقة وهم مطار الملك عبدالله، وإدارة المرور، وإدارة النقل، ومجلس التنمية السياحية.