أكد أخصائي التغذية في مستشفى ينبع النخل خالد عيسى الأحمد في تصريح إلى "الوطن" على أن غالبية المجتمع السعودي لا يملك الثقافة الغذائية الصحية، مما يساهم بشكل كبير في تفشي كثير من الأمراض المزمنة التي انتشرت بصورة واسعة في كثير من مناطق المملكة، وأصابت مختلف شرائح المجتمع، وهو الأمر الذي وضع أكثر من علامة استفهام حول مستوى الوعي الغذائي بين أفراد المجتمع الذي لا يبدأ بالتفكير بالحمية الغذائية وممارسة الرياضة إلا بعد أن يصاب بأحد الأمراض المزمنة.وأبدى الأحمد استغرابه من غياب الدور الحقيقي والحيوي لأخصائي التغذية بالمملكة؛ والذي يصل تعدادهم قرابة 1000 أخصائي. مطالبا بإفساح المجال أمامهم ليتمكنوا من خدمة مجتمعهم من خلال تقديم التوعية والتثقيف لكافة شرائح المجتمع عن طريق التنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة وخاصة وزارة التربية والتعليم وزيارة تلك الجهات إضافة للأسر لعمل المحاضرات والندوات التي تتواصل وتستمر بشكل دوري حتى تصبح أولوية نستطيع من خلالها نشر الثقافة الغذائية وصناعة جيل يدرك أهمية النظام الصحي السليم والتغذية والنشاط البدني على صحته ومستقبله المهني والتعليمي. ونادى بأن تبادر وزارة التربية والتعليم بإقرار منهج يهتم بالتغذية الصحية للطلاب والطالبات حتى يتسنى لهم معرفة خطورة التغذية السلبية غير الصحية على صحتهم وتحصيلهم العلمي ولكي يتحقق لنا تغيير نمط معيشتنا وأساليب تغذيتنا واعتماد معظم المجتمع السعودي على الوجبات السريعة وابتعادهم عن ممارسة الرياضة مما يتسبب في ترسب كميات كبيرة من الطبقة الدهنية بالجسم نتيجة عدم قدرته على حرق السعرات الحرارية العاليةالداخلة للجسم عن طريق تلك الوجبات، والذي ينعكس على صحة الشخص بالسمنة التي تكون سببا للإصابة بعدد من الأمراض المزمنة التي كان بإمكاننا الحد من الإصابة بها. وشدد على أهمية التغذية في الوقت الراهن خاصة بالمناطق الحارة بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير والإكثار من تناول المياه والعصائر الطبيعية يوميا بمعدل 2 لتر والابتعاد عن العصائر الغازية والمشروبات التي تحتوي على كافيين والعصائر التي تكون نسبة المواد المضافة فيها حوالي 90% بسبب احتوائها على سعرات حرارية عالية. يشار إلى أن الأحمد سبق له وأن شارك في مرات سابقة بتقديم وإلقاء محاضرات متخصصة في جامعة قطر ومستشفى ينبع العام ومستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، كما أنه سيقوم في شهر شوال المقبل بتقديم دورتين الأولى عن التغذية السريرية بمستشفى الأحساء العام، والثانية بعنوان الملتقى التغذوي الأول في بيت الطفل بمكة المكرمة. معتبرا أن هذه الجهود تندرج ضمن الحرص على نشر ثقافة التغذية بين أبناء جيل الشباب، حتى نستطيع الحد من انتشار الكثير من الأمراض التي تكلف الشخص صحته والدولة تكاليف باهظة للعلاج، في وقت يؤكد الجميع فيه أن الوقاية خير من العلاج.