ما بين حين وآخر تطفو على السطح تطبيقات جديدة للتواصل الاجتماعي تحاول في معظمها أن تنافس التطبيقين الشهيرين «تويتر Twitter» و«واتساب WhatsApp»، لكن اللافت أن معظمها يفشل في جذب المتابعين، ويعجز عن الاستيلاء عن حصة التطبيقين الطاغية من المتابعين في تطبيقات سوق التواصل. وبالرغم من الهالة الإعلامية التي ترافق إطلاق أي تطبيق جديد، فإن الواضح أن كثيرين سرعان ما يقارنوه بتويتر وواتساب، كأنهما المحدد لمدى نجاح وجاذبية هذا التطبيق، كما أن اللافت أن تلك الهالة سرعان ما تخبو فيختفي التطبيق الجديد أو يتراجع. ويتساءل متابعون مع تكرار هذه الظاهرة عما إن كان تويتر وواتساب قد امتازا عن بقية التطبيقات لأنهما نتيجة لأسبقيتهما في الانطلاق باتًا الأكثر تأثيرًا في السوشال ميديا؟، أم أن التطبيقات المنافسة تطلق دون إستراتيجيات واضحة لخطط تمكنها من جذب المتابع وبالتالي المعلن (بما يقدمه من أرباح وتسويق)، أم أن هناك أسبابا أخرى خلف هذا الأمر. التربع على القمة يرى أخصائي التسويق الرقمي الدكتور عماد الدين ساعاتي أن «مالك شركة ميتا مارك زوكربيرج حاول استغلال الفترة التي حد فيها تطبيق ( X )، تويتر سابقا، من ظهور بعض التغريدات أمام المشتركين غير الموثقين الذين لا يدفعون شهريا مبلغ 10 دولارات». وتساءل «لكن هل ينجح تطبيق ثريدز بسحب البساط من تويتر وجلب المستخدمين؟». ويتابع «في البدايات ظهرت تطبيقات منافسة لتطبيقات مثل تويتر وواتساب، لكن هذين التطبيقين الأخيرين ما يزالان متربعين على عرش تطبيقات جوالات كثير من المستخدمين، وهنا يظهر لدينا السؤال لماذا كل من حاول ينافس تويتر وواتساب يفشل في جذب المتابعين؟ والإجابة تقول إن هناك أسبابًا عدة تدفع إلى ذلك، ومنها: سهولة الاستخدام الثقة بهذه الشركات الكبيرة التكامل مع كثير من التطبيقات والأنشطة بالمجال التجاري التميز في مجال معين (عندما تذكر المحادثات المشفرة يذكر الواتساب، وعندما يذكر المحتوى القصير لن يتبادر للذهن بداية غير تويتر). وقد حاول انستغرام منذ مدة سحب البساط من يوتيوب بإصداره ميزة igtv للفيديوات الطويلة، فهل نجح انستغرام وهو منصة صورية فقط في سحب البساط من يوتيوب؟!، لا، تحول igtv إلى منتج ملحق لأن أسلوب المستخدم والفئة العمرية مختلفة كليا». ويكمل «كثير من التطبيقات تحاول الانطلاق لجذب فئة مستهدفة في مجال السوشال ميديا، ولكن إستراتيجية هذه التطبيقات لا تكون واضحة، إذ عليها أن تجيب على أسئلة مثل: ما هو سلوك هذه الفئة؟. هل سأكافئ صناع المحتوى، وكيف سأنافس في مكافأة صناع المحتوى؟. ما الذي يغري المستخدم بالبقاء فترة أطول في المنصة عندي؟ ما القيمة المضافة التي تجعل الناس تتشجع لاستخدام تطبيقي؟ ربما كان تيك توك أول من قدم نموذجًا فريدًا في التحديات ودعم صناع المحتوى سواء بالبث أو هدايا التحديات مما جعل كثيرًا من صناع المحتوى يصنعون محتويات متنوعة، وتدرج باستخدام التطبيق من فئات عمرية صغيرة إلى كثير من الفئات العمرية الأكبر، وهنا يتبادر لدينا السؤال ما الذي يبحث عنه أي شخص يستخدم السوشال ميديا وبرامج التواصل؟. توجد عدة أسباب تجعل الأشخاص يقضون وقتًا طويلاً على منصات التواصل الاجتماعي، ومن هذه الأسباب: 1. التواصل الاجتماعي: يعد التفاعل مع الأصدقاء والعائلة والتواصل مع الأشخاص حول العالم من خلال المنصات أمرا جذابا ويساعد على التواصل الاجتماعي. 2. الفضول والمعرفة: يحتوي الإنترنت على مجموعة كبيرة ومتنوعة من المعلومات والأخبار والمحتوى المثير للاهتمام، لمعرفة أحدث المستجدات والأحداث. 3. الترفيه والتسلية: توفر المنصات المختلفة محتوى ترفيهيًا متنوعًا، مثل الفيديوهات الكوميدية والصور والميمز والألعاب، وهذا يجذب الأشخاص لقضاء وقتهم في التسلية والاستمتاع. 4. البحث عن الهوية: توفر المنصات الاجتماعية فرصة للأشخاص للتعبير عن ذواتهم وبناء هوياتهم الرقمية، وقد يكون الأشخاص يستثمرون الوقت في بناء صورة معينة عن أنفسهم. 5. الدعاية والإعلانات: يتم عرض الإعلانات بشكل مستمر على منصات التواصل الاجتماعي، وقد يتطلع الأشخاص لمشاهدة المحتوى الإعلاني. 6. التعلم والتثقيف: هناك عدد من الصفحات والحسابات التعليمية على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم محتوى مفيدًا ومثير للاهتمام للتعلم والتثقيف في مجالات مختلفة. 7. الضغط الاجتماعي والانتماء: يمكن أن يكون البعض مهتما بمتابعة ما يحدث على المنصات الاجتماعية للشعور بالانتماء إلى مجتمع معين أو الحفاظ على صداقاتهم. 8. الهروب والتسلية: يعد التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة هروب من الروتين اليومي والتسلية والترفيه عن النفس. مع كل هذه الأسباب، يمكن للأشخاص أن يجدوا أنفسهم يقضون وقتًا طويلاً في تصفح منصات التواصل الاجتماعي، فان لم يوفر تطبيق سببين أو أكثر بإستراتيجية وخطة واحدة فان منافسة شركات عملاقة بالسوق قد تكون صعبة، أما بالنسبة لبرامج المحادثات مثل واتساب فلماذا يفوز واتساب بالتنافس أمام أي تطبيق، نستطيع تلخيص الأسباب بالتالي: - قاعدة مستخدمين واسعة - سهولة الاستخدام والأمان - ميزات متنوعة - التوفر بشكل مجاني. ضراوة المنافسة يركز المهتم بالتسويق فهد آل عباس على أن «قنوات التواصل تتسارع في التطوير والتنافس في المواصفات، وتطرح هذا التطوير بشكل دائم مع كثير من التحديثات، ولعل تويتر مع رئيسه الجديد إيلون ماسك يقدم فكرة عن الأمر، فقد طرح ميزات للمستخدم بالعلامة الزرقاء برسوم رمزية، وأتوقع أن واتساب بيزنس سيكون برسوم قريبًا كمنصة جاذبة للنشر والإعلان، وبما أن المستخدمين يميزون هذه القنوات لعدة أسباب منها الأقدمية وثقة العلاقة التواصلية بين المستخدمين ونتائج تفاعل المستفيدين بالدفع مباشرة في التحديث الأخير في تويتر فإنهم لا يغامرون بتجريب تطبيق جديد بنفس الثقة، ناهيك عن أن الترويج في تويتر يصل بسهولة للمشاهد بالمحتوى المختصر سواء كتابة أو صورة أو فيديو قصير». وأضاف «مع أن هناك قنوات مشابهة لقنوات تويتر وواتساب، إلا أن كثيرا منها سرعان ما يختفي لتدني درجة الأمان والخصوصية». 5 سنوات للنجاح يحدد آل عباس مدة 5 سنوات كحد لازم لاستدامة أي تطبيق تواصل جديد، ويقول «أي قناة تواصل يجب أن تتجاوز 5 سنوات بالاستمرار والتحديث وتصميم الجديد من الأسلوب التواصلي للاستدامة لا للنسخ التقليدي». ويضيف «هناك قنوات قوية توازي هذا الثنائي القوي (تويتر وواتساب) منها مثلا تك توك TikTok، وسناب شات Snapchat وانستغرام Instagram، وتلعب الأعمار والتوجهات والاهتمامات أدوارًا كبيرة ومؤثرة في اختيار القناة، كما لا يمكن إهمال تأثير الارتباط الإلكتروني في عالم التواصل الاجتماعي خصوصًا في الآونة الأخيرة حيث بات يركز على السرعة والزمن القصير، ولذا بدأ التركيز على الثواني العشر كمادة مرئية وتم توفرها في أغلب القنوات مثل الحالة والريلز والقصص، وبدأ في تويتر بطريقة مشابهة فالإختصار وسهولة نشر المواد هو سر نجاح التطبيق». انتشار مؤثر تجزم المتخصصة في مجال التسويق، المهتمة بالتدريب عمرة القحطاني أن هناك عدة أسباب لفشل التطبيقات التي حاولت منافسة تويتر وواتساب في جذب المتابعين، ومن هذه الأسباب: 1. الانتشار العالمي: تويتر وواتساب يتم استخدامهما في جميع أنحاء العالم، ويدعمان عددا من اللغات والثقافات، وهذا يجعل من الصعب على التطبيقات الجديدة التي تريد منافسة هذه الشبكات الاجتماعية الكبيرة والمعروفة أن تحصل على الانتشار العالمي الذي يتمتع به تويتر وواتساب. 2. السمعة: تويتر وواتساب يتمتعان بسمعة جيدة وثقة المستخدمين، وهذا يجعل من الصعب على التطبيقات الجديدة التي تريد المنافسة الحصول على نفس المستوى من الثقة والسمعة. 3. التجربة السلسة: تويتر وواتساب يوفران تجربة سلسة وسهلة للمستخدمين، وهذا يجعلهما يفضلان على التطبيقات الأخرى التي قد توفر تجربة أقل سلاسة. 4. التكلفة: يتطلب بناء شبكة اجتماعية كبيرة ومنافسة لتويتر وواتساب استثمارات كبيرة في التكنولوجيا والتسويق وتوظيف فريق عمل كبير ومتخصص. وهذا يمثل تحديًا كبيرًا للتطبيقات الجديدة التي تريد المنافسة. عدم السهولة الاستخدام أشارت عمرة القحطاني إلى أنه من الأسباب الأخرى التي قد تكون مؤثرة في فشل التطبيقات المنافسة في جذب المتابعين انطلاق تويتر وواتساب قبلها حيث أصبحا الأكثر تأثيرًا في السوشال ميديا، ولكن يمكن أيضًا أن يكون السبب هو عدم وجود خطة واضحة وإستراتيجية فعالة للتسويق وجذب المستخدمين، أو عدم توفير تجربة سلسة وسهلة الاستخدام، أو صعوبة المنافسة مع الشركات الكبيرة التي تمتلك قواعد عملاء كبيرة ومتنوعة. ومن الأفضل أن يكون لكل تطبيق جديد سياسة في الانتشار وإستراتيجيات واضحة ومميزات تفوق مميزات التطبيقات الأخرى. شبكة نشطة يعتقد المسوق الرقمي عامر عماد أن هناك عدة أسباب تسهم في صعوبة منافسة التطبيقات الجديدة لتطبيقي تويتر وواتساب في جذب المتابعين، ويلخصها في التالي: الشبكة الاجتماعية النشطة: بنى تويتر قاعدة جماهيرية ضخمة على مدى سنوات عدة، وهو يعد واحداً من أكبر الشبكات الاجتماعية النشطة في العالم. لذلك، يكون من الصعب على المنافسين الجدد أن يجذبوا المستخدمين للتحول من منصة إلى أخرى. تأثير الشبكة: كلما زاد عدد المستخدمين على منصة معينة، كلما زاد احتمال جذب مستخدمين جدد، لأن هناك شبكة متكاملة من الأصدقاء والعائلة والأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة يمكنهم التفاعل والمشاركة مع بعضهم بعضا. الانتشار العالمي: تويتر وواتساب يعملان بشكل كبير على مستوى عالمي، وهذا يعني أنهما متاحين في معظم البلدان وتستخدم باللغات المختلفة. يجب على المنافسين أن يواجهوا تحديات التوسع والاستيعاب للثقافات واللغات المختلفة لكسب جماهيرية عالمية. تجربة المستخدم: منصات مثل تويتر وواتساب أنشئت بشكل متقن وتوفر تجارب مستخدم مريحة ومتقدمة. قد يكون من الصعب على المنافسين تحقيق مستوى مماثل من التصميم والوظائف والاستقرار والأمان الذي يتمتع به هذان التطبيقان. التكاليف والموارد: النجاح في المنافسة مع شركات مثل تويتر وواتساب يتطلب استثمارات ضخمة في التسويق والتطوير وتوفير البنية التحتية اللازمة. يمكن أن يكون من الصعب على الشركات الناشئة تجاوز هذه التحديات المالية والتقنية. الثقة والامتياز: «بعض المستخدمين قد يكونون مرتبطين بشكل قوي بتويتر وواتساب بناءً على ثقة طويلة الأمد وامتيازات محددة تم تجربتها على مر الزمن. قد يكون من الصعب للمنافسين المحتملين أن يوفروا نفس المستوى من الثقة والجودة والسمعة». وختم «المنافسة في عالم الشبكات الاجتماعية وتطبيقات الاتصالات تشكل تحديا صعبا، والبقاء على قيد الحياة في هذا المجال يتطلب الابتكار المستمر والتميز بطرق فريدة لجذب المستخدمين وتلبية احتياجاتهم المتغيرة». فرص الوصول للجمهور تؤكد الخبيرة، المهتمة في التسويق البندري شبيلي أنه «من أهم الأسباب التي تجعل عددا من وسائل التواصل الاجتماعي وعددًا من التطبيقات تحاول منافسة تطبيقي تويتر والواتساب، هو التزايد الكبير في عدد المستخدمين، فكلما زادت فرص الوصول إلى الجمهور زادت الايرادات. ويتحقق الوصول كذلك بالتركيز على مميزات معينة بما فيها ميزة التحكم والخصوصية والأدوات الإعلانية والابتكار والتطوير المستمر في التطبيقات حتى تضمن بشدة البقاء في المنافسة». وأضافت «يحدث كثيرًا أن تظهر تطبيقات هنا وهناك لتنافس تويتر والواتساب، لكن الملاحظ أن كثيرًا منها يتراجع أو يختفي بعد فترة وجيزة، وذلك يعود في رأيي إلى عدد من الأسباب منها عدم تقديمها ميزة قوية أو مختلفة لجذب المستخدمين، وعدم تقديم ميزات مختلفة أو جديدة بما يكفي، أما الإعلان والتسويق في تلك التطبيقات فإنه يفشل في التنافس مع تويتر والواتساب بسبب عدم القدرة على الترويج له بشكل كافٍ وعدم القدرة على جذب الاهتمام من قبل المستخدمين، وعدم توافقه مع متطلبات السوق في ظل التنافس الشديد». التطبيقان الأشهر تشدد البندري شبيلي على أن «تويتر والواتساب هما من أشهر وأكثر منصات التواصل الاجتماعي تأثيرًا في العالم، ولكنهما ليسا الوحيدين الذين لهما تأثير كبير في عالم السوشال ميديا، حيث تعد نسبة استخدام تطبيق الواتساب في التسويق عالية جدًا ومتزايدة باستمرار». وتتابع «في الوقت الحالي، يستخدم أكثر من 2 مليار شخص حول العالم تطبيق الواتساب، في المقابل فإن تويتر تعد منصة تواصل اجتماعي مهمة للشركات التي ترغب في الترويج للمنتجات والخدمات والتفاعل مع العملاء. ويعد تويتر المنصة الثالثة الأكثر استخدامًا في العالم للإعلانات بعد فيسبوك وجوجل، حيث يصل مستخدمو تويتر إلى 353 مليون مستخدم نشط شهريًا وهؤلاء يتم استهدافهم من خلال الإعلانات تويتر». وتوضح «يعتمد تأثير المنصات الاجتماعية على عدد من العوامل مثل عدد المستخدمين والتفاعل والمشاركة وتقديم محتوى جذاب ومنوع وتوفير ميزات وأدوات متطورة وسهولة الاستخدام وغيرها». تطبيقات بلا خطط ترى البندري شبيلي أن «بعض التطبيقات المنافسة تطلق في بعض الأحيان دون خطة واضحة حيث تحرضها فقط الرغبة في الدخول إلى سوق معينة، أو تحركها الرغبة في الاختبار والتجريب، أو محاولة الاستفادة من الفرص لجذب مستخدمين وتحقيق الايرادات من الإعلانات والاستثمارات». احتياجات التطبيق للمنافسة خطة واضحة إستراتيجية محددة ميزة تنافسية للفئة المستهدفة وصناع المحتوى مزايا تجعل تويتر وواتساب متميزين 1. الانتشار العالمي 2. السمعة 3. التجربة السلسة 4. الشبكة الاجتماعية النشطة 5. تأثير الشبكة 6. تجربة المستخدم 7. التكاليف والموارد 8. الثقة والامتياز الأسئلة التي يجب أن تجيب عنها إستراتيجيات التطبيقات ما سلوك هذه الفئة؟ هل سأكافئ صناع المحتوى؟ كيف سأنافس في مكافأة صناع المحتوى؟ ما الذي يغري المستخدم بالبقاء في منصتي؟ ما القيمة المضافة التي تشجع الناس لاستخدام تطبيقي؟