مثالان بسيطان، في خضم الحملة القوية التي تشنها قيادتنا الرشيدة على «قتلة العصر» من العصابات المنظمة، الدولية منها والمحلية، لإخماد نشاطهم في تجارة المخدرات، وإذا بمعرف على «تويتر» يقدم نفسه على أنه حساب إخباري، ولا يلام أنه «صدق نفسه» إذ إن متابعيه تجاوزوا عدة ملايين، بسبب عرضه جوائز عشوائية للمتابعين الجدد له، ذلك الحساب الإخباري نشر خبرا عن تصنيف «الشمة» و«التنباك» من المواد المخدرة الموجبة لجزاءات قضايا المخدرات، وما هي إلا دقائق حتى أعاد نشره ما يقارب 12 حسابا مشابها في عدد المتابعين وشكل الصياغة الصحفية الركيكة، وبجمع المشاهدات لجميع الحسابات التي نشرت ذلك الخبر، كانت تقارب 16 مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة، وكان ذلك الخبر في وقت قاتل للتأثير في نجاح الحملة وتحويرها في أعين العامة عن أهدافها الحقيقية. وما هي إلا أيام وتنشر تلك الحسابات نفسها، خبرا كاذبا عن إحدى الوزارات، وانتشر كالنار في الهشيم، دونما أي اعتبار لتأثير ذلك في الجميع. السؤال هنا، أليس من الممكن أن تستخدم هذه الحسابات المزيفة من قبل أعدائنا لبث الرعب في بلادنا الآمنة؟ بإيهامنا بانعدام الأمن الغذائي -مثلا- أو تحذيرا من هجوم بيولوجي، أو أي بلبلة هدفها تحقيق مآرب أخرى، ما يقلب الدنيا رأسا على عقب، وسيدفع رجال أمننا البواسل الثمن حتى يعيدوا الأمن إلى نفوسنا مجددا، بسبب كلمات كتبت من حساب جاهل بمعنى الصحافة. حينما يعي القارئ ما معنى أن تكون الصحافة هي السلطة الرابعة، سيعي أننا من أوقد نار السعير لتلك المواقع المسعورة بزيادة المشاهدات مهما كلفها وكلفنا الثمن، والحق كل الحق على الجهات المنظمة للإعلام المرئي والمسموع لدينا، بما في ذلك التعاون بينها وبين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بحجب أي مواقع مشابهة لهذه الأفعال التي تصل إلى حد إيقاع العقوبات الجزائية في حق مرتكبيها من محرري (نشرة الأخبار الواهمة).