قال إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته وحده بإخلاص الأعمال له، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأداء حقوق عباده، وإقامة العدل بينهم والإحسان إليهم، والنهي عن ظلمهم أو البغي عليهم، منبها إلى أن سنته تعالى فيمن عصى وطغى من الأمم الخالية والحاضرة والآتية لا تتحول ولا تتبدل. وأورد أمثلة عن أخبار أمم جاء ذكرها في القرآن الكريم كانت غاية في القوة والاستكبار والبطش والظلم، كما قابلوا نعم الله التي أنعم بها عليهم بالجحود والنكران وعبادة الأصنام، لافتا إلى أن المولى العلي القدير يملي للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر. وأكد الشيخ القاسم أن شدة بأس الطغاة وتمكنهم في الأرض لا يمنع ولا يؤخر نصر الله للمؤمنين. وقال: إذا تسلط أعداء الله تعالى على أوليائه فسفكوا الدماء، وانتهكوا الأعراض ودمروا الديار، فقد يؤخر الله تعالى نصره لأوليائه ويمهل إهلاكه لأعدائهم، إنما ذلك لحكمة يعلمها هو، والنصر مع الصبر، واذا اشتد الكرب لاح الفرج، مبيناً أن النصر قد يتأخر لحكمة يعلمها الله غير أن وعد الله للمؤمنين بالنصر لا يتخلف، ومتى أذن سبحانه بذلك تحقق النصر ويفرح المؤمنون. من جانبه، قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام، إن المؤمن البصير الذي لا تخطف بصره أطياف جذابة ولا سراب بقيعة ولا يستميل قلبه تزويق ولا تدليس ، قلبه قلب المؤمن الصادق الذي يرى بنور الله، ويدرك أن الإثم هو ما حاك في صدر المؤمن وكره أن يطلع عليه الناس، يتعامل مع ربه كأنه يراه لإدراكه الجازم بأن ربه يراه، ثم هو بذلك لا يقيم وزناً لأمر القلة أو الكثرة فلا هو يغتر بالكثرة الكاثرة إذا جانبت الصواب، ولا هو يستوحش من القلة القليلة إذا كانت على الحق، ومثل هذا اللبيب يوفقه ربه لأنه يعلم علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين، أن الأمر لله من قبل ومن بعد، والغاية لن تكون إلا لما يرضي الله سبحانه وتعالى، وأن الكثرة الكاثرة لن تكون شفيعة لمن يغشى الزلل في نهاية المطاف. ومضى يقول إن المؤمن الصادق لا تغرره كثرة الناس ولا أن يكون لها رواج في التصحيح والتخطئة وادعاء أن ما عليه الكثرة هو الصحيح وما عليه القلة هو الباطل، ولو نظرنا في كتاب الله وما جاء فيه لوجدنا ما يدل على أن الكثرة ليست معيارا يعتمد عليه في تحديد الحق في جوانب كثيرة في أمور الدين . وزاد الشريم قائلا "إن الإسلام لم يهون من شأن القلة وربما مدحها في مواطن كثيرة أو كان أصحاب القلة ممن مدحهم الله في كتابه لبيان أنك أيها المؤمن كثير بإيمانك، وإن كنت وحدك فقد قال سبحانه "إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين".