أجاب خطيب جامع ابن عثيمين بحي المطار بمحافظة القريات الشيخ الدكتور خالد سليم الشراري في خطبته أمس على عدة أسئلة تتبادر إلى الأذهان حول تأخر عذاب الله على من أحرق بنار وحشيته عباد الله المؤمنين، وسفك بطغيانه دماء الأبرياءِ الموحدين، وهتك ببغيه أعراض الحرائر والأبكار، ودمر بعدوانه البيوت والديار، وعاث في الأرضِ فسادا، فقال: «البعض يقول أين الله من هذا الظالم؟ وأين انتقامه سبحانه من هذا البغي والعدوان؟، هذه الأسئلة قد ترد على المؤمنين الموقنين بكلام الله ووعده، فيطلبون الجواب الذي يتبين به الحق ويرسخ به الإيمان، وقد ترد هذه الأسئلة على المنافقين والمرجفين، فيجعلونها سببا للتشكيك في الدين، والطعن في كلام رب العالمين، وللجواب عن هذه الأسئلة وما ورد على شاكلتها نقول، إن الله تعالى لا يخلق إلا لحكمة، ولا يقضي إلا لحكمة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها؛ ولهذا كان من أسمائه الحكيم»، وأضاف «إذا تسلط أعداء الله تعالى على أوليائه، فسفكوا دماءهم، وانتهكوا أعراضهم، ودمروا ديارهم، فأخر الله تعالى نصره لأوليائه، وأمهل إهلاكه لأعدائه، إنما ذلك لحكم عدة تتعلق بالمؤمنين». وبين الشيخ الشراري «هناك حكمة من تأخر نصر الله تعالى للمؤمنين متعلقة بالظالمين أنفسهم، ومن ذلك، أن النصر قد يتأخر لأن زيف الطغاة لم ينكشف للناس بعد، فلو عجل الله النصر للمؤمنين قبل أن ينكشف زيف الطغاة فقد يجد الطغاة لهم أنصارا من المخدوعين في زيفهم؛ لأن هؤلاء المخدوعين لم يقتنعوا بعد بفساد أولئك الطغاة وضرورة زوال حكمهم، فتظل للباطل جذور في نفوس أولئك الأبرياء المخدوعين، فيؤخر الله نصر المؤمنين ويمهل الظالمين حتى يتكشف ظلمهم وباطلهم عاريا للناس، ويذهب غير مأسوف عليه». وأوضح ل «عكاظ» أن سبب اختيار الخطبة «الأوضاع الراهنة في سوريا وبيان أسباب تأخر النصر حيث أوضحت أسباب تأخر النصر منها ما يتعلق بالمسلمين المظلومين ومنها مايتعلق بالمسلمين الآخرين ومنها ما يتعلق بالطغاة الظالمين». وحول مضامين الخطبة رصدت «عكاظ» آراء المصلين في جامع ابن عثيمين في حي المطار بالقريات، وقال قاسم محمد العنزي: «الخطيب وفق في طرحه للموضوع، وأن خطبته جاءت مفيدة ومميزة»، وأضاف «الخطيب تحدث عن أسباب تأخر النصر للأمة الإسلامية ونحن المسلمين لو أخذنا بأسباب النصر، وقمنا بواجب ديننا، بصدق وإخلاص لنصرنا الله على أعدائنا، كما نصر أسلافنا، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب»، إما عبدالله الرويلي فقال: «إن الخطيب قد تحدث عن الأوضاع الراهنة في سوريا وما يجري وقد بين الخطيب الجواب الذي يتبين به الحق وما الحكمة في تأخر النصر وقد استفاد المصلون من الخطبة الكثير والكثير».