تكافح العديد من النساء في المحافظات الجبلية بمنطقة جازان، للحفاظ على مهنة صناعة ودباغة الجلود من الاندثار، وتبرز الدابغة ساترة الحريصي، في مهنتها المحببة والمفضلة إلى قلبها، من بين 22 مهنة تمتلكها وتتقنها، حيث ورثتها عن أمها واستمدت قوتها وعزيمتها، وقامت على تطويرها بدمج صناعة الجلود مع صناعة الخوص، في أعمالها اليدوية التي يتسابق عليها الكثيرون. متنوعة الحرف تقول الدابغة ساترة الحريصي، إنها من سكان جبال الحشر، حرفية متخصصة وصاحبة حرفة صناعة ودباغة الجلود لها ما يقارب 40 عاماً بهذه المهنة، مشيرة إلى أن مهنة صناعة ودباغة الجلود كانت وما زالت ذات أهمية في حياة الإنسان منذ قديم الزمان، وإلى يومنا الحاضر، ونعدها من الحرف الجبلية القديمة، التي تستخدم في الحياة اليومية، لنصنع من الجلد أدوات متنوعة ليحفظ الماء والطعام، والعديد من المنتجات المختلفة، وما زالت هذه الحرفة تشكّل أحد أهم الروافد المهمة في قطاع الصناعات التقليدية في المملكة بشكل عام، بل وزاد الاهتمام بها بشكل كبير بإقامة الدورات التدريبية لتعلم هذه المهنة وتطويرها، وقد قمت بدمج صناعة الجلود مع صناعة الخوص في الكثير من أعمالي اليدوية. شاقة ومتعبة أكدت الحريصي مع تطوير هذه الحرفة، أنه أصبح يدبغ الجلد بشعره من أجل الزينة، وكذلك قمنا بدمج صناعة الجلود مع صناعة الخوص، وهذه زادت من جماليات المهنة والأشكال اليدوية المصنعة، وكل هذه الأعمال التطويرية ساهمت في الإقبال على المنتجات لدينا، وأشارت إلى أن مهنة صناعة ودباغة الجلود شاقة ومتعبة، وتمر بالكثير من المراحل بداية من سلخ الجلد، ثم التجفيف بالملح والتقليب، وغيرها من المراحل التي يطول شرحها، ولكني فضلت هذه المهنة لأن أمي هي التي علمتني إياها، حتى أتقنتها تماما وأجني منها رزقي وأموري ميسرة وأشارك بأعمالي ومصنوعاتي اليدوية في أغلب المهرجانات. لوحة أول سيارة تضيف أن الأدوات التي تستخدم في عملية الحياكة والتطريز، هي المقص وإبرة مغروسة في خشب، وسعف النخيل الطفي وخيوط وخرز، وشرائط جلدية مستأصلة من الزوائد الموجودة في الجلود الجاهزة للتفصيل أو من الجلود غير الصالحة لكثرة ثقوبها، وتبين أنها قامت بصناعة العديد من المنتجات، سواء التي يستخدمها الرجل في حياته اليومية للزراعة أو الرعي، أو التي تستخدمها المرأة في زينتها ومطبخها، ولكن عندها عمل مميز قامت عليه وهو تزيين لوحة أول سيارة طلعت إلى جبال الحشر في ذلك الوقت، وقبل 43 عاما، بالجلد وتزيينه وتطريزه بشكل جميل، وما زالت تحتفظ بها إلى الآن ضمن أعمالها اليدوية الكثيرة والمنوعة.