بعد أن شهدن مأساة الحريق وفقد زميلاتهن، تفاجأت مجموعة من معلمات مدارس "براعم الوطن" بخطابات استغناء "بالجملة". وقالت معلمة - فضلت عدم ذكر اسمها - إن المدرسة أخطرت 32 معلمة من مختلف التخصصات بالاستغناء عن خدماتهن، مما دعا مجموعة منهن للتقدم بشكاوى لحقوق الإنسان وغيرها من الجهات المختصة. كما أرسلن شكوى مماثلة لوزارة التربية والتعليم للنظر في الوضع الذي آل إليه حالهن بعد عجز 4 معلمات أصبن بكسور في الظهر والعمود الفقري. وأوضحت المعلمة أن جميع المعلمات المصابات صرفن راتب نهاية العام الماضي من دون أن تتحمل مالكة المدرسة أية تكاليف للعلاج. وأشارت إلى أنها أصيبت بكسور مضاعفة بالعمود الفقري مما اضطرها لعمل عدة عمليات بلغ حد الإنفاق عليها 300 ألف ريال، ومازالت تعاني من الآلام، ولا تستطيع التحرك إلا بالكرسي وحزام خاص لحالتها. وتمنت المعلمات أن تنظر الوزارة في وضعهن حيث تعول بعضهن عددا من الأطفال والآباء المسنين. وتلقت "الوطن" عددا من الاتصالات الهاتفية لمعلمات استغنت عنهن المدرسة. وقالت المعلمة إيمان البلوي إن المدرسة أرسلت خطابات استغناء بعد مرور ثلاثة أشهر من الحادثة، مؤكدة أن 9 من زميلاتها المعلمات اللاتي تعرضن للحرق وأصبن بكسور متعددة لم يتم توظيفهن، إضافة إلى عدم متابعة إدارة المدرسة لحالاتهن. وكانت "براعم الوطن" قد استعادت هيكله إدارتها ببناء مجمع دراسي متكامل، وأسرعت بالاستغناء عن 13 من معلمات الاختصاص و14 من معلمات رياض الأطفال و5 من معلمات الصفوف العليا. ويأتي هذا في ظل التجديدات التي شهدها تعمير وترميم البراعم حيث استطاعت خلال أشهر تجهيز عدد من الفصول الطلابية لتعليم البنات بمراحلها المختلفة. وطوت براعم الوطن الحادثة التي مازالت عالقة في ذهن أولياء أمور الطالبات والمواطنين والمقيمين والتي أودت بحياة ثلاث معلمات، وغلبت على تجديد مجمع المدارس الواقع في حي الصفا دهانات اللون الأزرق والرمادي والممزوج بصورة مائلة للبياض والمريحة للعين وبدت فصول المدرسة أكثر اتساعا حيث تم تبديل الطاولات لتسمح للطلبات بالخروج السريع وقت وقوع أية حوادث فيما تم دعم جميع ممرات المدرسة بعاملات لمراقبة الطالبات وإبعادهن عن العبث بالأجهزة وغيرها من الأدوات. من جانبها، أكدت مالكة المدرسة أروى آل الشيخ أن مدرستها لم تستغن عن معلماتها، وإنما لم تتعاقد مع معلمات جديدات، وأن تقليص عدد المعلمات يأتي بسبب قلة عدد الطالبات الذي انخفض من 700 إلى 350 طالبة، وكذلك توجه بعض المعلمات نحو العمل في المدارس الحكومية بعد أن حالفهن الحظ في التعيين من قبل وزارة التربية والتعليم.