رغم أهمية منصب مدير الاحتراف في الأندية الرياضية، إلا أن شاغلي ذلك المنصب في الفرق السعودية يعيشون واقعاً محبطا ويواجهون صعوبات ومعوقات شبه يومية تحبط مهامهم الجسيمة، وتعطل عملهم. فبدلا من أي يكون حلقة وصل بين ثلاثي الاحتراف - اللاعب والنادي ولجنة الاحتراف – أصبح مدير الاحتراف مهمشاً في نادية رغم أن لجنة الاحتراف فصلت مهامه عن عضوية مجالس إدارات الأندية، كما خصصت له مكافاة خاصة تصرف من قبل لجنة الاحتراف تصل إلى 6 آلاف ريال، إلا أنها تتأخر لفترات قد تصل إلى 15 شهرا، بالإضافة إلى ندرة الدورات التأهيلية التي تمنح لهم. "الوطن" قلبت في أوراق مديري الاحتراف لتجد واقعاً مغايراً لما يجب أن يكون عليهم من هم على شاكلتهم في الأندية العالمية، ووجدت أن أكثر ما يعيق علمهم تدخلات أعضاء شرف ومجالس إدارات الأندية، العديد من الأمور تحدث عنها مديرو الاحتراف خلال الأسطر التالية في حين بررت لجنة الاحتراف ممثلة في رئيس اللجنة الدكتور صالح بن ناصر هذه المعوقات رامية الكرة في مرمى جهات أخرى في الاتحاد السعودي. السبيعي: وظيفة محبطة أكد مدير الاحتراف بنادي النصر جعفر السبيعي أن قيمة مديري الاحتراف بالأندية غير موجودة أو غير معترف بها، بقوله "الاتفاقية التي يقوم بها بعض أعضاء شرف الأندية أو عضو في الإدارة مع أي لاعب دون علم مدير الاحتراف أمر محبط لمدير الاحتراف، حيث كان يجب أن تكون هذه المفاوضات عن طريق مدير الاحتراف أو على الأقل بعلمه أو حضوره، وهذا الأمر محبط لأي مدير احتراف". وأضاف السبيعي هناك مشكلة أخرى أو أمر محبط آخر يعاني منها مديرو الاحتراف وهو تأخر المكافآت الشهرية المعتمدة لهم من اللجنة والمقدرة ب6 آلاف ريال والتي وصلت إلى أكثر من 15 شهرا، وعندما نسأل عن حقوقنا لا نجد إجابة شافية واضحة من اللجنة، فالإجابة تختلف من شخص لآخر من أعضاء اللجنة. وأضاف السبيعي "نحو 70% من مديري الاحتراف لديهم وظائف أخرى، ولكن هناك قرابة ال30% يعتمدون على هذه المكافأة كوظيفة أو دخل لهم وأسرهم فكيف يستطيع أن يعمل أو يعيش ولم يتسلم مستحقاته لأكثر من سنة ونصف على سبيل المثال؟؟" وختم السبيعي حديثه بعدة تساؤلات وجهها للجنة الاحتراف: لماذا تتأخر مكافآت مديري الاحتراف؟ ومتى ستصرف؟ وهل ستصرف بالفعل أم لا؟. السعود: المكافآت عائق؟ من جانبه أكد مدير الاحتراف بنادي الفتح خالد السعود إلى أن العائق الوحيد والواضح في مهمة عمل مديري الاحتراف هو عدم صرف مكافآتهم لأكثر من سنة ونصف أما باقي الأمور فإن لجنة الاحتراف تقوم بدور كبير من أجل فهم لائحة الاحتراف وتطبيقها بالشكل النظامي، وكذلك عمل دورات وورش عمل لمديري الاحتراف من أجل زيادة خبراتهم وتهيئتهم بالشكل الصحيح. وأضاف السعود "أعتقد المشكلة المالية التي نعاني منها ليس للجنة الاحتراف دور فيها حيث تقوم بدورها على أكمل وجه، ولكن هناك جهات أخرى هي من يؤخر صرف هذه المكافآت". وعن تهميش مديري الاحتراف من قبل بعض رؤساء الأندية أكد أنه يسمع ذلك كثيرا في أندية أخرى ولكنهم في نادي الفتح لا يشعرون بشيء من ذلك؛ حيث تعطي إدارة النادي الصلاحيات الكاملة لكل شخص في النادي بما في ذلك مدير الاحتراف. وختم السعود حديثه مطالبا كافة مسؤولي الأندية إلى إعطاء الصلاحيات كاملة لمديري الاحتراف وذلك من أجل تطبيق لوائح الاحتراف كما ينبغي بعيدا عن الاجتهادات التي يقوم بها بعض الإداريين. الحويطي: ما مصيري؟ ولا زال عبدالله الحويطي يبحث عن مصيره كمدير للاحتراف بنادي الصقور الذي هبط للدرجة الثانية، وقال ل"الوطن": لم أبلغ رسميا عن مصيري، بعد هبوط الفريق للثانية"، وأضاف "وهو ما جعلني أذهب إلى الرياض للقاء أعضاء اللجنة، ولكن للأسف لم أجد أي إجابة". وتابع الحويطي "رغم أني متفرغ لهذه الوظيفة، إلا أني لم أتسلم مستحقاتي منذ عملت في النادي منذ نحو 10 أشهر". وأبدى الحويطي استغرابه من تدقيق لجنة الاحتراف إلا على صرف مستحقات المطبقين للنظام، بقوله "رغم أن اللجنة لم تصرف لنا أي شيء إلا أني استغرب التدقيق من اللجنة على كل صغيرة وكبيرة تخص المحترفين"، مستطرداً "اللجنة تطلب منا الكثير، ولكنها لا تعطينا أبسط حقوقنا وهي المكافآت التي اعتمدتها لنا" وأضاف "التعاون والتفاهم موجودان، وعندما نسأل عن مستحقاتنا يقال لنا إنها رفعت للمالية في الاتحاد السعودي من قبل اللجنة، وعندما سألنا قبل عدة أشهر في المالية رد علينا أحد المسؤولين فيها قائلا "المكافآت ستصرف قريبا ولكن عندنا مشكلة وهو أن توقيع رئيس الاتحاد المؤقت أحمد عيد لم يعتمد إلى الآن وفي حال تم اعتماده سوف تصرف مباشرة". وختم الحويطي للأسف صرفت مستحقات النقل التلفزيوني وكذلك إعانات الاحتراف للأندية ولكن لم ينظر أحد لمديري الاحتراف، ولا أعرف كيف تصرف مرتبات اللاعبين ومديرهم لا يتسلم ريالا واحد. الصاعدي: حقوق ضائعة أما مدير الاحتراف بنادي أحد فيصل الصاعدي فقد وصف الأمور المالية مع لجنة الاحتراف بالشائكة، وقال "إن نظام الاحتراف السعودي يهضم حقوق الأندية والموظفين؛ حيث إن الأمور المالية شائكة ومعقدة ولا نعرف كيف تدار الأمور في لجنة الاحتراف، وأضاف بعد هبوط فريق أحد للثانية عانينا كثيرا، حيث فقدنا أكثر من 12 لاعباً؛ انتقلوا إلى أندية أخرى بدون العودة للنادي الذي تعب عليهم وصعدهم من الناشئين للشباب إلى الفريق الأول وهو ما اضطرنا لتسجيل قرابة ال 27 لاعبا من الحواري حتى نخوض دوري الثانية". وأضاف "هذا فيه ظلم كبير للأندية ويجب أن يوضع بند في لائحة الاحتراف يحافظ فيه كل ناد على لاعبيه أو على حقوقه طوال سنين مضت، وليس كما يحدث الآن كل ناد يأخذ نصيبه من الأندية الهابطة، وأنا أتساءل كيف يستطيع النادي العودة لدوري الأولى وهو مجرد تماما من كافة لاعبيه". وعن المشاكل التي يعانيها كمدير احتراف أكد أنه بمجرد هبوط الفريق ألغي منصبه بشكل مباشر رغم أنه لم يبلغ بذلك رسميا، وأضاف رغم ذلك هناك أكثر من 12 شهرا لم نتسلم فيها ريالا واحدا من المكافأة المعتمدة لنا من قبل لجنة الاحتراف، حيث نعاني الأمرين من هذا الأمر، بالإضافة إلى ندرة الدورات من قبل اللجنة؛ حيث لم نمنح سوى دورة واحدة اشتملت على عدة ورش فقط. وختم الصاعدي حديثه مؤكدا أن هناك مشكلة كبيرة في كل الأندية وهي عدم وجود لائحة موحدة للأندية تحكم علاقتها باللاعب المحترف، حيث يضطر كل ناد إلى وضع لائحة مختلفة في تطبيق الأنظمة دون علم اللجنة، وتصب هذه اللائحة في العادة في مصلحة النادي والمتضرر منها بشكل مستمر اللاعب؛ حيث يطغى على هذه اللوائح الاجتهادات الفردية بعيدا عن الواقعية. وختم الصاعدي حديثه بقوله "يجب على اللجنة أن تضع لائحة موحدة تحكم علاقة النادي باللاعب المحترف على أن تشتمل هذه اللائحة على بند للعقوبات وآخر للمكافآت وغيرها من الأمور التي تخص اللاعب المحترف". الشهري: الحل بتحويل المكافأة أما مدير الاحتراف بنادي ضمك سابقا ونادي سدوس معيض الشهري حاليا فقد أكد أن أكبر المشاكل التي يعانيها مدير الاحتراف هي وضعه في الواجهة في حين تتأخر إعانات الاحتراف؛ وهو ما يجعل مدير الاحتراف في موقف لا يحسد عليه؛ حيث يعتقد اللاعب أن التأخير من مدير الاحتراف. وأضاف الشهري "حقوقنا كمديري احتراف مصادرة ولا نعلم هل ستصرف لنا أم لا؟ خصوصا أنها وصلت إلى قرابة ال 16 شهرا، وتم التواصل مع اللجنة التي أكدت أنها رفعت كافة حقوقهم وبشكل شهري للجان المالية بالاتحاد السعودي، وعند السؤال لا نجد إجابة شافية". وأضاف الشهري هذا الموضوع محبط للغاية وقد تخلو الأندية من مديري الاحتراف في المستقبل حيث يطلب منهم الكثير.. وأقل شيء وهو مكافآتهم لا يتسلمونها، متسائلاً "لماذا لا تعتمد مكافآت مديري الاحتراف من ضمن إعانة الاحتراف التي تعطى للأندية؟ أو تحول هذه المكافآت على الأندية؟ حيث يتم الاتفاق بين مدير الاحتراف والنادي على مكافأة معينة، وهو ما قد يحل الأزمة ولو بشكل جزئي". وختم الشهري حديثة قائلا "من المشكلات التي نعاني منها أيضا قلة الدورات وعدم فهم ووعي مسؤولي الأندية لدور مدير الاحتراف والتدخل في عمله بشكل مستمر، وكذلك تدخل بعض أعضاء الشرف وهو ما قد يجعل العمل غير منظم ومحبط وقد يؤدي إلى ابتعاد مديري الاحتراف عن الأندية في المستقبل".
لجنة الاحتراف: موقفنا سليم والتأخير من مالية اتحاد القدم أكد رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر بأنهم كلجنة يقومون بدورهم على أكمل وجه وأن لجنة الاحتراف ترفع مكافآت مديري الاحتراف باستمرار للجنة المالية بالاتحاد السعودي، وأضاف "على مديري الاحتراف التقدم بشكوى رسمية عن طريق أمانة الاتحاد لأخذ حقوقهم من الشؤون المالية باتحاد القدم". وقال "نحن نعي تماما مهمة مديري الاحتراف والعمل الكبير الذي يقومون به، ولكن يجب أن يعوا أن اللجنة تقوم بدورها على أكمل وجه والتأخير ليس منها إطلاقا". وعن موعد صرفها بحكم قربه وموقعه كرئيس للجنة أشار الدكتور ناصر إلى أنه لا يعلم عن هذه الأمور، وقال "لكن نتمنى أن تفرج الأمور قريبا وأن تصرف كافة المستحقات التي تتعلق بالاحتراف في وقتها المحدد".
المشاكل التي يعاني منها مديرو الاحتراف • تأخر المكافآت لأكثر من 16 شهرا. • عدم وجود لائحة ثابتة توضح ما للاعب وما عليه عند احترافه. • تهميش دور مدير الاحتراف من قبل إدارات الأندية. • ندرة الدورات التي تعطى لمديري الاحتراف. • تدخل بعض أعضاء الشرف وكذلك بعض أعضاء مجلس الإدارة في عمل مدير الاحتراف بدون الرجوع له. • عدم وجوب لائحة موحدة من قبل اللجنة تحكم العلاقة بين اللاعب المحترف وناديه. الشروط الواجب توفرها في مديري الاحتراف: • الانتماء للنادي • ممارسة اللعبة في النادي • الشهادة الجامعية • إجادة اللغة الإنجليزية