حصد 32 مبدعا في فنون الشعر والتصوير والفن التشكيلي والخط العربي والإبداع العلمي على مدى 6 سنوات جوائز سوق عكاظ التي بلغت قيمتها 5 ملايين ريال، وشهدت الجوائز خلال هذه الدورات تطورا مطردا فمن رصيد جائزتين هما شاعر عكاظ والفلكلور الشعبي إلى 8 جوائز حالياً تتجاوز قيمتها 1.1 مليون ريال إذ بدأت جائزة شاعر عكاظ بقيمة 50 ألف ريال ثم ارتفعت إلى 100 ألف ريال وصولاً إلى 300 ألف ريال، وكذلك جائزة لوحة وقصيدة التي بدأت ب 30 ألف ريال وقيمتها حالياً 100 ألف ريال، فيما زادت قيمة جائزة الحرف اليدوية هذا العام من 120 ألف ريال إلى 350 ألف ريال. وقال المتحدث الرسمي لسوق عكاظ محمد سمان إن السوق بلغ هذا العام عامه السادس، حاملاً تاريخاً عريضاً سطره المؤسسون لفنون الشعر والخطابة العربية قبل 12 قرناً، وخبرات متراكمة جمعها في السنوات الخمس الماضية، مقدماً منتجاً تنوع في نشاطاته وبرامجه. وأضاف: أن المسؤول الداعي إلى نهضة فكرية وعلمية التي ستنقل المملكة إلى مصاف "العالم الأول"، هو ذاته الذي أيقظ سوق عكاظ التاريخي من سباته الطويل، هكذا أخرج أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل هذا السوق ليكون شعلة مضيئة للثقافة والأدب. وهو الذي قال عن استعادة سوق عكاظ: (نحتفل بسوق عكاظ العربي الإسلامي الذي ابتدأ في عصر الجاهلية، واستمر في العصر الإسلامي، ويعود في العهد السعودي برعاية خادم الحرمين الشريفين، لإعادة الثقافة والفكر والإبداع إلى بلد الثقافة والفكر والإبداع)، مؤكدا أن سوق عكاظ (كان يقدم آنية اللحظة وآنية الفكر وآنية الثقافة وآنية التجارة، ونحن يجب أن نعيد هذا المفهوم ونضيف إليه أن يقدم لنا آمالنا المستقبلية). ومضى سمان يقول هكذا، أصبح الشعراء والمثقفون والأدباء العرب منذ خمسة أعوام على موعد جديد مع الشعر والندوات الأدبية، وتكريم المبدعين والمتميزين في مجالات الشعر والفن التشكيلي والتصوير الفوتوجرافي والخط العربي والفلكور الشعبي، على أرض السوق التي اختير له أن يعود إلى موقعه التاريخي نفسه في العرفاء (40 كيلو مترا تقريباً شمال شرق مدينة الطائف السعودية). وإذا كان يغيب عن انطلاقة سوق عكاظ "جسداً" كل عمالقة الشعر العربي القديم أمثال: النابغة الذبياني، والخنساء، وامرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، وعنترة بن شداد، فإن خيامهم وأصوات شعرهم تضج في فضاء السوق، كمضافات لأسماء جديرة بالاحتفاء والتكريم لإبداعها شعرياً وفنياً وثقافياً وفكرياً. من جهته قال أمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري: إن جوائز سوق عكاظ وهي تدخل عامها السادس أصبحت منافسة على مستوى العالم العربي، فهي تغطي مساحة واسعة من الإبداع، مشيراً إلى أن جوائز سوق عكاظ قابلة للتطور والإضافة بناءً على ما تقترحه لجنة الجوائز وتقره اللجنة الإشرافية، مستشهداً بأن الدورة الأولى بدأت بجائزتين هما شاعر عكاظ والفلكلور الشعبي، ثم أضيفت جائزتا شاعر شباب عكاظ والخط العربي في الدورة الثالثة ليصبح مجموع الجوائز ست جوائز، فيما أضيفت جائزتا التصوير الضوئي والحرف اليدوية في الدورة الرابعة لتصبح سبع جوائز، والتميز العلمي في الدورة الخامسة لتصبح ثماني جوائز. وكرم السوق في سنواته الخمس الماضية مبدعين في مجال الفن التشكيلي من خلال جائزة لوحة وقصيدة، كما قدم سوق عكاظ المبدعين في الخط العربي من خلال الجائزة المخصصة، وقدم سوق عكاظ أيضاً عدد من المصورين الفوتوجرافيين الذين جسدوا الخيل العربي والأجسام المتشابهة. وكرم سوق عكاظ المتميزين في مجال البحث العلمي ومبتكري الاختراعات التي تخدم البشرية كجزء من رسالته في ربط الماضي بالحاضر. وبينما قدم سوق عكاظ في نسخه الماضية إبداعات الشعراء والأدباء السعوديين والعرب، من خلال أنشطته وبرامجه التي شملت الندوات والمحاضرات الثقافية والفكرية والأمسيات الشعرية، تميز في عامه الرابع بإضافة برنامج "تجارب الكتّاب"، الذي سيستمر في برنامج هذا العام، بإتاحة الفرصة لمجموعة جديدة من الكتّاب العرب لعرض تجاربهم في التأليف والكتابة، من خلال ندوات، وتخصيص جناح لعرض نتاجهم. كما يؤسس سوق عكاظ لهذا العام أول قناة حوار لأول مرة مع الشباب في حلقة نقاش بمشاركة أمير منطقة مكةالمكرمة ووزراء التربية والتعليم، وهيئة السياحة والآثار والتعليم العالي، والثقافة والإعلام يحاورون فيها نخبة من الشباب في ندوة تحمل عنوان (ماذا نريد من الشباب وماذا يريد الشباب منا). واستعاد السوق في انبعاثه تفاصيل كثيرة من سيرة السوق التاريخية، من خلال عروض جادة عكاظ، التي حظيت بإقبال كبير من الزوار أفرادا وعائلات، ومن بينها حي عكاظ، حيث أقيمت بيوت الشَعر، لتحاكي أحياء العرب التي كان يشهدها السوق قديماً، كما تشتمل العروض أيضاً على أعمال مسرحية "مسرح الشارع"، تعرض بالفصحى جوانب الحياة والأنشطة التي كان يشهدها سوق عكاظ قديماً، ومنها إلقاء الشعر وخصوصاً "المعلقات" والخطب البلاغية التي نهضت عليها شهرة السوق، الذي استعاد جانباً من تفاصيله القديمة برؤية عصرية عبر أعمال مسرحية جسدت في الأعوام الثلاثة الماضية شخصيات امرئ القيس وطرفة بن العبد وزهير ابن أبي سلمى، فيما تعرض هذا العام شخصية عنترة بن شداد.