قلنا في مقالات سابقة إن الدرون أو الطائرات ذاتية القيادة UAVs والتي يتمتع بعض أنواعها بالميزة التنافسية في الإقلاع والهبوط العامودي eVTOL والتي لا تحتاج لمدرج، أنها لا تستخدم في التصوير والمراقبة والأنشطة الترفيهية فحسب، بل تساعد في إنقاذ الأرواح بالأماكن المرتفعة أيضًا. إذ تندرج تكنولوجيا الدرون تحت علم هندسة الطيران، وهندسة الأنظمة والمعلومات والإلكترونيات. ويعتبر هذا النوع من الطائرات ذاتية القيادة من الأنظمة التي تعتمد على أنظمة تشغيلية ذات تحكم عن بعد. فكيف يستفيد الإنسان منها وتقنياتها التشغيلية المتنوعة ومميزاتها التنافسية في الرعاية الصحية والتدخل السريع وتقديم الخدمات الإسعافية، وفي الحشود وإثراء تجربة الحجاج على سبيل المثال، أو في فعاليات الترفيه وكأس العالم كمثال آخر أو حتى في قطاع الأعمال وقطاع الزراعة. هناك أنواع مختلفة من الطائرات دون طيار، كل منها مناسب بشكل أفضل لحالات استخدام محددة. وتتنوع في شكلها وحجمها ومواصفاتها وفق المهام والأغراض المستخدمة لها. فمنها ما هو متعدد المحركات وما هو ذو محرك وحيد ومنها ما هو ذو جناح ثابت. لكن هناك أيضًا الدرون الطبي، والتي أثبتت التجربة أنها تعزز الاستجابة الطبية الطارئة وتقلص أوقات الانتظار. ليس ذلك فحسب، بل تتجاوز الاختناق المروري والزحام ولا تحتاج لمواقف وتتجاوز التضاريس الصعبة، ولا ينبعث منها الكربون أو تسهم في التلوث البيئي. وتقدم الطائرات الطبية دون طيار مجموعة من الفوائد لمقدمي الرعاية الصحية، فدعونا نلقي نظرة على بعض المزايا . لا تتطلب أي طيارين، ما يجعلها أكثر أمانًا من مركبات النقل التقليدية مثل السيارات والمروحيات والطائرات. كذلك تمكن التقنيات الفائقة التطور، تكنولوجيا الطائرات ذاتية القيادة من الطيران بأمان لمسافات أطول. ونتيجة لذلك، يمكنها نقل الإسعافات الأولية اللازمة لموقع الاحتياج قبل وصول الفريق الطبي، أو حتى في مكافحة الحريق والأدخنة السامة لمكافحة الغازات السامة. ويمكن أن تختلف هذه الطائرات في السعر اعتمادًا على طرازها وحجمها. بشكل عام، هذه الطائرات عادة نفقاتها التشغيلية أقل من آليات النقل التقليدية. معظم هذه الطائرات سهلة النشر ولا تتطلب الكثير من التعلم. يمكن لمقدمي الخدمات الطبية والهلال الأحمر والدفاع المدني أيضًا نشر هذه الطائرات بسهولة من أي مكان، ويمكن لمعظم أفراد مقدمي الخدمات تعلم قيادتها بالحد الأدنى من التدريب مما يجعلها مريحة ومفيدة واقتصادية. هذه الطائرات تقدم العديد من المزايا لفرق الاستجابة والتدخل السريع لحالات الطوارئ، فعلى سبيل المثال، في نقل الأجهزة والمواد الطبية والإسعافات الأولية، كذلك في التشخيص باستخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا في نشر اللقاحات وتمكين الرعاية الصحية المنزلية. فوائد الطائرات دون طيار تتحدث عن نفسها. فلربما في المستقبل، يمكنها توصيل الدواء إلى سرير المريض من الصيدلية، وبالتالي القضاء على بعض الخطوات البشرية ومشاكل الانتظار على الأقل في صيدليات المستشفيات. وهذا من شأنه أن يؤدي لتقديم الأدوية بشكل أسرع وأقل عرضة للخطأ. كما يعزز العمل بكفاءة أكبر حيث يمكن استدعاء الإمدادات إلى جانب السرير بدلًا من المهمة التي تستغرق وقتًا طويلًا لجمع العناصر الضرورية، لاسيما عندما يقوم مقدم الخدمة بجولة على مريض منزلي. كما يمكن سحب الدم وإرساله على الفور بواسطتها إلى المختبرات، كذلك تسليم الأدوية والمضادات الحيوية والعلاجات التي يطلبها مقدم الخدمة إلى المنزل بواسطة الدرون.