يقال في المثل العربي «الكتاب يظهر من عنوانه»، ومن المفارقات أن المثل الإنجليزي المقارب له يدعو للنقيض إذ يقول (Don't judge a book by its title) أي «لا تحكم على الكتاب من عنوانه»، وبين هذا وذاك تتجلى أهمية عنوان الكتاب أو المقال، فهو النقطة الأولى التي ينطلق منها القارئ، ولذا فبقدر أهمية كل جملة عمل عليها الكاتب، فإن صياغة العنوان تعد بذات الأهمية إن لم تكن أكثر. البروفيسورة بوني دور (Bonnie Dorr) مع فريق عمل من جامعة ماريلاند (University of Maryland) قاموا عام 2003 ببناء نظام يقوم على تيسير عملية صياغة عناوين المقالات أو الأخبار، وذلك بالكتابة الآلية لتلك العناوين، ومنذ ذلك العام، توالت الأبحاث الأخرى التي تسعى إلى تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي لكتابة العنوان لأي موضوع. خوارزميات الكتابة الآلية لعناوين الأخبار لها عدد من الفوائد، منها توفير الجهد والوقت اللازم لكتابة عنوان مناسب لخبر، ومنها الحصول على عناوين مبتكرة في أسلوبها، ومنها أيضاً ترك المجال للآلة لتبدع في صياغة العبارة، ليس ذلك فحسب، بل إن خوارزميات الكتابة الآلية للعناوين يمكن استخدامها لإنشاء عنوان جذاب يشد القارئ لقراءة الخبر، إذ أن زيادة عدد القراء لخبر ما على أحد المنصات الإلكترونية تعني زيادة في أرباح ودخل تلك المنصة. تعمل الأنظمة الآلية لكتابة العناوين بعدد من الطرق والأساليب، ولكن يمكن القول إن مجمل تلك الخوارزميات تعمل، بشكل أو بآخر، على اختصار وتلخيص نص المقال في بضع كلمات، ومن ثم يتم استخدام ذلك الملخص القصير ليكون عنوانا للخبر أو المقال، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة التقليدية حققت بالفعل نجاحات، إلا أن صياغة العناوين آلياً لتكون جاذبة للقارئ تحتاج لتطورٍ أكثر من ذلك. تطوير خوارزميات مخصصة لكتابة عناوين المقالات دعا الدكتور جيانج آو (Xiang Ao) وفريق بحث في العام 2021 إلى تطوير خوارزميات جديدة في هذا المجال، الفريق تشكل من باحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم (hinese Academy of Sciences)، ومعامل أبحاث شركة مايكروسوفت (Microsoft)، وبحكم تمكن الفريق من الاطلاع على سجلات الولوج الخاصة بمنصة شركة مايكروسوفت للأخبار (MSN)، تمكن الفريق من تطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي فريدة من نوعها. تعمل خوارزمية الدكتور جيانج على شقين، الأول هو اختيار الخبر المناسب للقارئ، إذ تقوم خوارزمية توصيات خاصة بالبحث في قائمة الأخبار، بناءً على اهتمامات المستخدم، وبعد تحديد الخبر الأنسب للقارئ تعمل بالشق الآخر خوارزمية مختلفة لصياغة عنوان جاذب للمستخدم، وما يميز هذا النظام، أنه يمكنه كتابة عنوان مختلف لذات الخبر بحيث يكون مناسبا لمستخدم آخر.