أكد خبير سعودي متخصص في سلاسل الإمداد ل«الوطن» أمس، ارتفاع تكلفة شحن الحاويات بنسبة 746 % طبقًا لمؤشر Freightos Baltic Index، إذ وصلت تكلفة شحن حاوية 40 قدمًا لمستوى تاريخي بأكثر من 11 ألف دولار أمريكي، وبينما انخفضت التقديرات بشكل طفيف منذ ذلك الحين، لا تزال الأسعار متضخمة بشكل كبير، فقبل «كوفيد - 19»، كانت تكلفة رحلة الحاويات نفسها 1300 دولار أمريكي فقط، كما ارتفعت تكاليف التوصيل في الميل الأخير نتيجة لارتفاع أسعار النفط، وتضخم أسعار السلع الاستهلاكية، وارتفاع الأجور. عوامل الاضطراب أشار الخبير السعودي في سلاسل الإمداد المهندس عمار العبود ل«الوطن» أمس، إلى أنه بينما تتعافى سلاسل الإمداد العالمية من جائحة «كوفيد-19»، يبدو أن سلاسل الإمداد العالمية، لم تسترد كامل عافيتها، وفقًا لشركة (ELION) الاستشارية، فهنالك عدة عوامل وراء اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية، وهذه كلها تؤثر بشكل أساس على التجارة العالمية، ومنها: 01 تصاعد وتيرة الحرب في أوكرانيا. 02 الإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا في آسيا. 03 مفاوضات النقابات العمالية في موانئ أمريكا. 04 ارتفاع فاتورة الشحن. تقلبات أسعار السلع الأساسية أكد أن الحرب في شرق أوروبا، لا تزال تدفع بتقلبات أسعار السلع الأساسية، فروسيا تعد المصدر الأول للغاز الطبيعي في العالم، وتحتل المرتبة الثانية في صادرات النفط، والثالثة في صادرات الفحم، ويضاف إلى ذلك كونها مصدرًا رئيسيًا لليورانيوم والنيكل والألمنيوم والبلاديوم والتيتانيوم والنحاس. قال: أسهمت العقوبات المفروضة على روسيا في الحد من صادراتها من المواد الخام، وحتى التهديدات التي أطلقتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض قيود على ملف الطاقة الروسية أفضى إلى تقلبات الأسعار العالمية للغاز الطبيعي والنفط، إذ بلغت أسعار خام برنت ذروتها عند 139 دولارًا للبرميل في 7 مارس 2022 وهو الأعلى منذ الأزمة المالية لعام 2008، على الرغم من التراجعات التي سجلتها لاحقًا، كما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 42 % في مارس، فعلى الرغم من جهود الاتحاد الأوربي الحثيثة في تنويع مصادر الغاز المسال لا تزال روسيا تضح 40 % من احتياجه. اضطرابات في الأسواق العالمية شدد على أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ (Asia Pacific)، تلعب دورًا مهيمنًا في التجارة العالمية، حيث تمثل 41 % من صادرات العالم و37 % من وارداتها، ومع تفشي وباء «كوفيد-19»، حثت الدول الآسيوية مورديها على تعزيز الإنتاج، لكن النشاط التجاري تباطأ بشكل كبير في أوائل عام 2020، حيث أُغلقت العديد من الشركات المصنعة في الدول المتقدمة، وبعد ذلك تسارعت وتيرة الإنتاج الآسيوية بسرعة مرة أخرى في الربعين الثاني والثالث من عام 2020، وأدى هذا التوقف والعودة إلى الإنتاج إلى حدوث اضطرابات في الأسواق العالمية، مما أفضى إلى عدم كفاءة سلاسل الإمداد. الازدحام في الموانئ أوضح العبود، أن معهد التصدير والتجارة الدولية، أعلن أن الازدحام في الموانئ الرئيسية في جنوبالصين في شنتشن (Shenzhen) وهونج كونج، وصل إلى أعلى مستوياته في 5 أشهر، مع انتظار 174 سفينة لتحميل أو تفريغ البضائع، وكان تعاطي آسيا في إدارة ملف الجائحة ناجحًا في بداياته، ولكن مع انتشار سلالة أوميكرون شديدة التحور في أواخر عام 2021 وأوائل عام 2022، شهدت المنطقة ارتفاعًا في حالات كورونا مجددًا. وأضاف في مارس 2022، وضعت الحكومة الصينية مركز شنتشن الاقتصادي في جنوبالصين قيد الإغلاق، وأوقفت التصنيع في مقاطعة جوانجدونج، التي يبلغ إجمالي الناتج المحلي بها في عام 2021 وحده 1.96 تريليون دولار (أكثر من معظم دول العالم) وتشكل ما يقارب من 23% من الشحنات التجارية الصينية، كما شهدت مراكز التصنيع الرئيسية الأخرى في الصين عمليات إغلاق متقطعة، وأن هذه المراكز تملك زمام سلاسل الإمداد العالمية وتؤثر عليها. اضطرابات في سلاسل الإمداد أبان، أنه في كل 6 أعوام، تعيد الشركات الخاصة التي تدير مرافق موانئ الساحل الغربي من ولاية واشنطن إلى جنوب كاليفورنيا التفاوض على قوانين نقابات العمال وأجورها، ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات هذا العام لاستبدال العقد الذي ينتهي في يوليو 2022، مما سيؤثر على 22400 عامل رصيف من منسوبي النقابة، وقد تفضي المفاوضات الحالية مع النقابة إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد، فعودًا للتاريخ طال أمد مفاوضات العقود السابقة في عامي 2014م و2015م، مما أدى إلى أشهر من الاضطرابات العمالية الشديدة وتأخر في الشحنات، وقامت بعض خطوط الشحن بخطوة احترازية متمثلة بتحويل مسار الشحن من الساحل الغربي إلى الشرقي لتفاقم الاختناقات التي قد تنتج عن إضراب العمالة في موانئ الساحل الغربي.