"ملتقى مسرح الطفل.. هو بمثابة منجم لاكتشاف المواهب الواعدة مسرحيا" بهذه العبارة، استهل نائب رئيس جمعية المسرحيين السعوديين مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء المشرف العام على الملتقى علي الغوينم حديثه أمس إلى "الوطن"، موضحا أن ملتقى الطفل السادس الحالي، الذي تنظمه الجمعية في مقرها بمدينة الهفوف للسنة السادسة على التوالي، أطل على جمهوره الكبير من خلال عرضين مسرحيين هما "بلاد الأحلام"، و"من ينقذ نخلتنا؟"، وعرض مسرحي آخر "خارج منافسة الملتقى" بعنوان "شيء من الماضي"، بنحو 32 موهبة واعدة "جديدة" معظمهم من الأطفال تحت سن عشر سنوات "ذكورا وإناثا"، متوقعا أن يكون لهم مستقبل كبير في عالم المسرح، وأن الطريق أمامهم لاحتراف هذا المجال واسعا ورحبا، مؤكدا أن أحد أهم الأدوار الرئيسية للجمعية هي الاهتمام بالنشء وصقل مواهبه والتركيز على زيادة جرعاتهم الثقافية والمسرحية، وأن الطفل هو المحور في الأداء التمثيلي من خلال تقديم المسرحيات الهادفة، لافتا إلى أن هناك مواهب واعدة من الأطفال "مسرحيا" سيتم اكتشافهم من خلال عروض المسرحيات الثلاث المتبقية، إذ إنه لا يقل عن 6 أطفال مشاركين في كل عرض مسرحي من العروض الثلاثة وسيتم تقييمهم من خلال أدائهم على خشبة المسرح. وأبان الغوينم أن الإقبال الكبير من العائلات، الذين غصت بهم جنبات ومقاعد مسرح الراحل عبدالرحمن المريخي، دفعت اللجان المنظمة للملتقى إلى إضافة عرض جديد في اليوم الختامي للملتقى وسيكون خارج منافسة الملتقى، وذلك كمشاركة لتلك العائلات فرحتها وبهجتها بالعيد واستمتاعها بمشاهدة عروض مسرحية تعليمية وترفيهية. ووعد الغوينم بتقديم الأفضل من البرامج المتنوعة خلال الأيام المقبلة، واصفا نجاح الملتقى في اليومين الأولين والحضور العائلي الكبير في الجمعية ب"العرس الثقافي"، مبينا أن الطاقة الاستيعابية للمسرح 300 مقعد، وسرعان ما امتلأت المقاعد بالمشاهدين خلال الليلتين الماضيتين ولجوء بعض الأطفال إلى الجلوس في مقدمة القاعة، وعليه فإن اللجان المنظمة ستعمد على زيادة المقاعد داخل القاعة واستبدال المقاعد الكبيرة بأخرى صغيرة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المقاعد، مستبعدا فرضية الاستفادة من مسارح أخرى "واسعة" في المحافظة لاستقبال الأعداد المتزايدة من الجمهور باعتبار أن مواصفات ومعايير المسرح المتعارف عليها قانونيا لا تتوافق مع تلك المسارح، بجانب احتياج المسرح لنظامي إضاءة وصوت متقدمين وهما قد لا يتوفران في تلك المسارح ذات الطاقة الاستيعابية الكبيرة للجمهور. وذكر أن اللجنة المنظمة للملتقى خصصت 28 ألف ريال ل10 جوائز، وهي: جائزة أفضل عرض، وأفضل مؤلف، وأفضل إخراج، وأفضل ممثل أول، وأفضل ممثل ثانٍ، وأفضل ممثل ثالث، وأفضل مؤثرات صوتية، وأفضل إضاءة، وأفضل ديكور، وأفضل أزياء، وسيكون لهؤلاء الأسماء الواعدة نصيب كبير من هذه الجوائز. ومن بين هذه الأسماء الواعدة في العرضين المسرحيين والعرض المسرحي الإضافي كل من: ريان الناجم، أسامة الناجم، مهدي الشقاق، راشد الدوسري، عبدالله المهيني، معاذ الخميس، عبداللطيف المهيني، فارس الخميس، سلمان العبدالعظيم، عمر الخوفي، يوسف الدعيلج، عبدالرحمن الدوسري، إيلاف الريحان، منيرة الخميس، لينا الحمد، أسماء الصادق، منال الدويسان، أريج الدرويش، إيلاف التركي، فاطمة الشيخ، ليلى الشيخ، ريناد البنيان، ميان البنيان، آمنة الريحان، نوف المسعد، مروان التركي، عبدالرحمن المهود، مهند الذكر الله، سعد العلي، محمد العلي، راكان البنيان، مساعد التركي. وكان الملتقى، شهد مساء أول من أمس تقديم عرض مسرحية "من ينقذ نخلتنا؟" لفرقة رتاج المسرحية بالأحساء، وهي مسرحية تعالج الاهتمام الواجب من الأطفال نحو الشجرة خصوصا النخيل التي تشتهر بها الأحساء في قالب تربوي كوميدي يتناسب مع مراحل الطفولة المختلفة، وأكدت عروض المسرحية على أهمية الحفاظ والعناية بالشجرة، ورفض إزالتها مهما كلف الأمر، بل التوصية بالاستمرار في زراعة المسطحات الخضراء وألا تطغى التنمية العمرانية والمدنية على اقتلاع الأشجار واستبدالها بالمباني، مع ضرورة الاستفادة من الشجرة في التطور العمراني من خلال زيادة الأشجار والنخيل. واتسمت المسرحية استخدام المصطلحات المحلية بما يضمن سهولة استيعابها من قبل الأطفال وأكسبها القالب الكوميدي المحبب لدى الأطفال. كما شهد الملتقى تقديم عرض "شيء من الماضي"، وهي أداء مجموعة من الممثلين بعض الألعاب الشعبية القديمة في الأحساء بقالب كوميدي، هدف منها الحفاظ على الموروث الشعبي في ظل التطور والتقنية الحديثة التي أبعدت الأطفال عن الألعاب الشعبية.