بات انتعاش الحراك المسرحي في السعودية خلال الصيف أشبه بظاهرة سنوية موسمية في المهرجانات المحلية بأنوعها، حيث تنتشر في كل جهات الوطن فرق مسرحية تؤدي عروضها المجدولة ضمن برامج المهرجانات المقامة في المدن والمناطق. وفي إجازة هذا الصيف عرض وسيعرض عدد من المسرحيات، غير أن الفرق المسرحية التي تؤديها، لا ترتبط بشكل رسمي بجمعية المسرحيين السعوديين، التي أوجدت منذ سنوات لاحتواء المسرحيين ونتاجهم، والعمل تحت مظلتها وإشرافها. وأوضح مصدر بجمعية المسرحيين أن دور الجمعية إشرافي وليس إنتاجيا، إلا أن "الكثير من الفرق المسرحية المنتشرة في المهرجانات لا تنتسب من قريب أو بعيد إلى الجمعية، وهو ما يخالف أنظمة وزارة الثقافة والإعلام بخصوص العروض والفرق المسرحية". وأضاف أن "جمعية المسرحيين مازالت حتى اللحظة بلا مقر رسمي ولا موظفين إداريين، وعروض الصيف المسرحية لا تتم بأي درجة من التنسيق معنا". إلى ذلك أقيمت في الأحساء أول من أمس أول مسرحية بإعداد وإشراف نسائي كامل بعنوان "بلاد الأحلام"، وكان أبطالها من الأطفال، كما امتلأ مسرح مدينة الملك عبدالله الرياضية في بريدة بالجماهير لمشاهدة عرض مسرحية "هوامير الفقر". شهد مسرح الراحل عبدالرحمن المريخي في مقر جمعية الثقافة والفنون في الأحساء مساء أول من أمس، عرض أول مسرحية "نسائية" في تاريخ فرع الجمعية بالأحساء، تحمل مسمى "بلاد الأحلام"، وهي موجهة للطفل، ونظمها كادر نسائي من النص والإخراج والإدارة والإضاءة والصوت والأشعار، وهي من تأليف الكاتبة عبير الباز، وإخراج عضو لجنة المسرح بالجمعية إيمان الطويل. العرض المسرحي يدور حول العمل والترابط بين أفراد المجتمع عبر بلاد يحرص الجميع على أن تكون مثالية يسودها الحب والوئام، ويجسد أدوارها 20 طفلاً من المرحلة الابتدائية، واستمرت بروفاتها أكثر من شهرين. وأوضح مدير فرع الجمعية في الأحساء علي الغوينم في تصريح أمس إلى "الوطن" أن إجمالي مشاهدي العرض تجاوز ال500 طفل وامرأة، غصت بهم مقاعد وجنبات المسرح، واستعانت اللجان العاملة في الجمعية من توفير مقاعد إضافية، ونقل الأطفال إلى أمام الصف الأول، ودخول آخرين في غرفة الكنترول لمتابعة العرض، واستمر جميع الجمهور حتى نهاية العرض وهو ما يؤكد نجاح المسرحية من بدايتها حتى نهاية، مبيناً أن ظروف الإجازة الصيفية وسفر الكثير حالت دون تكرار العرض خلال هذه الأيام، ليعاد عرضها خلال أيام عيد الفطر المبارك، وستكون أيضاً مخصصة للنساء والأطفال فقط من سن "5 12 سنة"، كما أن العرض سيشارك في ملتقى مسرح الطفل السادس الذي ستنظمه الجمعية في الأسبوع الثالث من شهر شوال المقبل، وعندها سيكون العرض مخصصا للرجال وسيتم استبدال الطاقم النسائي العامل في العرض المسرحي بآخر رجالي. وبدورها، عبرت المخرجة إيمان الطويل عن سعادتها بنجاح العمل، قائلة "تعتبر المسرحية نقلة في حياتي العملية في هذا المجال"، مؤكدة أن ذلك لم يأت من فراغ؛ بل جاء نتيجة تعاون وتضافر الجهود مع جميع منسوبي الجمعية، الأمر الذي ساعدها على النجاح على الرغم من بعض الصعوبات التي واجهتها. واعتبرت أن الصعوبات عادية، خصوصا أن أغلب المشاركين في المسرحية من صغار السن، وتمنت أن يتبع هذا العمل مسرحيات أخرى مماثلة تقدم بكوادر نسائية لأن المرأة السعودية قادرة على الإبداع. والممثلون، هم: إيلاف الريحان، ومنيرة الخميس، ولينا الحمد، وأسماء الصادق، ومنال الدويسان، وأريج الدرويش، وإيلاف التركي، وفاطمة الشيخ، وليلى الشيخ، ومدى البنيان، وميان البنيان، وآمنة الريحان، ونوف المسعد، ومروان التركي، وعبدالرحمن المهود، ومهند الذكرالله، وسعد العلي، ومحمد العلي، وراكان البنيان، ومساعد التركي، وأدارت المسرحية عبير العلي، إضافة إلى مديرة الخشبة مريم العميرين، وإضاءة سارة الريحان، ومؤثرات صوتية شهد السيف، وتنفيذ الديكور سلمى الشيخ، وتصوير فوتوجرافي مريم الثامر، وأشعار فاطمة العبلان، ونوال أبو ساق.