تولي الحكومة السعودية اهتماماً كبيراً بالحج والحجيج وتفرد للحرم المكي والمشاعر المقدسة مساحة لا حد لها من العناية والاهتمام لأجل ذلك تطوير وتحسين وبذل لأجل أن ينعم الحجاج وقاصدي بيت الله وتلك المشاعر بالراحة والطمأنينة، وهي بلا شك قد أثبتت قدرتها وتميزها وعلى كافة الأصعدة والمستويات ولم تكتفِ بذلك بل استحوذت على كل التميز الذي قصر عنه آخرون... دول كثيرة كبيرة ومتقدمة ومتطورة فشلت فشلا ذريعا في إدارة تجمعات وحشود لا تصل إلى ربع ما تستقبله المملكة سنويا وبشكل خاص أثناء موسم الحج وفي العشر الأخيرة من رمضان عاما بعد آخر تثبت بلادنا نجاحها وتميزها في ذلك ولم تكتفِ بما حققته بل تواصل في دروب التطوير والتميز والجودة من أجل أن يؤدي ضيوف وحجاج بيت الله مناسكهم في يسر وسهولة وأمن وأمان. نحو ثلاثة ملايين نسمة تقريبا وربما تزيد وفي مكان ضيق جدا مقارنة بتلك الأعداد الكبيرة على الأقل من حيث النسبة والتناسب ورغم ذلك الحكومة السعودية لم تعجز أو تقصر، بل أبدعت وتتميز. أن ذلك النجاح والتميز الذي تحققه عائد بعد توفيق الله إلى الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام وحرص وبذل سخي.... حتى وصلنا إلى مرحلة تسليم إلكتروني للمخيمات أثناء الحج وإلى مستوى الربط الإلكتروني مع الجهات المعنية في إعداد ومتابعة البلاغات الكترونيا إلى جانب إطلاق مشروع الوجبات مسبقة التجهيز ضمن عقود التغذية مع متعهدي الإعاشة كل ذلك وما زالت رؤية المملكة 2030 في تطوير منظومة الحج والعمرة والوصول إلى مستوى متخصص يقدم بكل مهنية واحترافية سائرة على قدم وساق تبذل معها الدولة الغالي والنفيس وتستخدم أحدث وسائل التقنية وتوظف حشودا بشرية أخرى في سبيل تحقيق ذلك النجاح والتميز غير مهتم أو ملتفتة لكيد الكائدين أو تلك السموم التي ينفثها حفنة من المندسين والعملاء وأعداء النجاح. إن سعي بلادنا في تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية وحرصها الدائم على ذلك للوصول لمستوى عالي الجودة يمكن ضيوف بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة من أداء المناسك بيسر وسهولة وأمان تعده بلادنا شرفا وفخرا، لذلك فهي تواصل في هذا الطريق وتجد وتتحمل فيه مشقة وعناء لم يزدها إلا إصرارا ومثابرة وعطاء، وما ارتفاع مستوى استخدام التقنية في مختلف القطاعات في الحج إلا خير دليل وإثبات لقد وصلنا إلى مرحلة استحداث البطاقة الذكية التي تربط العمليات، والخدمات التي تعمل عن طريق تقنية اتصال تسمح بقراءة البطاقة عن طريق أجهزة الخدمة الذكية المتوفرة في المشاعر المقدسة وتضم تلك البطاقة العديد من الخصائص والمميزات كإرشاد الحجاج لسكنهم. إنها تظهر بقراءتها هوية الحاج وبياناته الرسمية هذا التطور والتميز الذي يؤكد حرص المملكة الدائم في هذا المجال ليس قاصرا أبدا عن وضع حلول وسبل للحد من ارتفاع أسعار الحملات ومستوى تكلفة أداء الفرد للفريضة، حتى وإن كان هناك تبرير لذلك الارتفاع في ظل موجة الغلاء العالمي إلا أنه يعد مرهقا وقاسما لظهر بعد الشرائح في مجتمعنا وعلى مستوى العالم، لذلك فالآمال ما زالت وستبقى معقودة في ولاة الأمر لإيجاد الحلول المناسبة لذلك إن كل جهود بلادنا من قبل ومن بعد حتى ما يسمى بمنصة الحج الذكي ومبادرة "الرقابة على الخدمات" لرفع مستوى خدمات السكن وتوفير مساحات للحجاج وتنظيم مسارات النقل الترددي، وبرامج "التفويج" المخصص لإدارة الحشود عبر نظام إلكتروني لإعداد ومراقبة خطة التفويج، إضافة إلى "مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية"، وبناء مخيمات مجهزة بمختلف الخدمات، ومبادرة "النظام الإلكتروني للمشاعر المقدسة" من خلال نظام تقني رقابي لقياس جاهزية المشاعر المقدسة ومرافقها. كل ذلك يذكر ويشكر إلا أنه لا يحل مشكلة ارتفاع أسعار الحملات وما وصل إليه، لذلك ومن هذا المسار نرفع في ذلك الإطار أملا في مراجعة تلك الأسعار من يدري ربما ولعل وعسى.