كشف رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي عن تبني مجلس إدارة الجمعية الجديد فكرة تأسيس نظام "العضوية" للمنتسبين في فروع الجمعية المنتشرة في مدن ومناطق المملكة. وأعلن البازعي عن إصدار نظام "لائحة" جديدة للجمعية وأعمالها، إلى جانب تحديد رؤية ومهام الجمعية على المدى الطويل، ووضع استراتيجية عمل للجمعية للسنوات المقبلة، متمنيا أن يكون مجلس الإدارة الحالي هو آخر مجلس "بالتعيين" من خلال الانتقال إلى مرحلة انتخابات المجلس في دوراته المقبلة بعد وضع التنظيمات والإجراءات المتعلقة في ذلك الخصوص بدعم من عموم مثقفي وفناني المملكة. وأكد البازعي، خلال حديثه مساء أول من أمس إلى رجال الصحافة والإعلام، عقب افتتاح ملتقى مسرح الطفل السادس، الذي ينظمه فرع الجمعية في الأحساء، أن هناك وعيا كاملا لدى المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام بضرورة زيادة دعم الموارد المالية للجمعية، معتبرا أن الدولة والمجتمع شريكان في دعم برامج الثقافة والفنون، وأن زيادة المخصصات المالية الحكومية لدعم برامج الجمعية تحت الإجراءات الرسمية في الوقت الحالي. وأعرب عن أمله في زيادة دعم مؤسسات وشركات القطاع الخاص للجمعية بشكل مؤسسي بناء على برامج وأهداف محددة، لافتا إلى أن جهات الاختصاص في شعبة تنمية الموارد المالية في الجمعية تعمل حاليا على وضع برامج لزيادة مواردها المالية من خلال الاستثمارات لمشاريع الجمعية المختلفة. وأوضح أن هناك وعيا متزايدا لدى الجميع أن الثقافة في مفهومها الشامل تتضمن الفنون المختلفة، ولا تقوم حضارة بدون نشاط ثقافي فاعل وقوي، وأن كل الحضارات العالمية قامت بناء على عمق ثقافي كبير، ولدينا عمق ثقافي كبير بوجود تنوع جغرافي وثقافي في مناطق المملكة المختلفة تؤكد الهوية الثقافية السعودية ذات النسيج المتعدد والمتجانس، مبينا أن مجلس الإدارة الجديد سيعقد أول اجتماعاته الرسمية الأسبوع المقبل. وأشار إلى ضرورة تكريم الرواد من المثقفين والفنانين كإطلاق مسميات المسارح والقاعات والصالات التشكيلية بأسماء المثقفين والفنانين، وهو منهج قائم ومستمر لدى الجمعية، لافتا إلى أن الجمعية ستقوم بدور كبير في حضورها في المحافل الدولية والعالمية بشكل فاعل، وأن الفرق المسرحية التابعة للجمعية تنافس في مختلف دول العالم، وهي دائما تتلقى الدعوات للمشاركة في الفعاليات المسرحية بمختلف دول العالم، وهو مدعاة للفخر، معربا في الوقت ذاته عن أسفه من عدم وجود أكاديميات متخصصة في الشؤون المختلفة للمسرح، مبينا أن المجلس الجديد سيعمل على إقناع بعض الجهات الأكاديمية لتبني إنشاء أكاديميات للعمل المسرحي بجانب قيام الجمعية بدورها من خلال تقديم دورات وورش العمل واستقطاب الكفاءات المسرحية العربية والعالمية لمساعدة المسرحيين في هذا المجال، مؤكدا أن هذا العمل المسرحي المقدم للأطفال، الذي يقام للمرة السادسة على التوالي يعتبر بحد ذاته إنجازا يشكر عليه فرع الجمعية بالأحساء لتقديمهم جرعة ثقافية للأبناء والبنات بهذا المستوى الراقي، مؤكدا أن هذا العمل يرجع بالذاكرة إلى الماضي الجميل وأيام الطفولة، متمنياً للأطفال والجيل الجديد الاستمتاع والتعلم من الماضي والاستفادة. وبدوره، ذكر مدير فرع الجمعية في الأحساء علي الغوينم، خلال كلمته في افتتاح الملتقى، أن هذا الملتقى الذي تم تخصيصه لمسرح الطفل يعد مكانا مثاليا للإيداع وتحقيق الأحلام الجميلة وزرع الأهداف النبيلة. وأبان مدير الملتقى علي الأحمد خلال كلمته في الملتقى، أن هذا الملتقى فرصة لتحقيق حلم الطفولة، وأنه فرصة أن نعيش على خشبة المسرح لننقل أحلامنا وتطلعاتنا من خلال مجموعة الفعاليات والأنشطة بالمسرح إيماناً بالمسرح وبدعمه الرئيسي للتوجيه والتربية والترفيه، موضحا أنها أسرع وسيلة تخاطب بها عقول الصغار والكبار، مؤكدا أن هذا الملتقى يسعى إلى ترسيخ مفهوم احترام مرحلة الطفولة، حيث يقدم لهم ما يناسب عقولهم عبر أسلوب فني محبب. وشهد افتتاح الملتقى، تدشين شعار الجمعية الجديد، الذي جرى اختياره من بين عدة شعارات تقدمت بها مجموعة من التشكيليين والتشكيليات، وفكرته مستقاة من زهرة الخزامى ذات الرائحة العطرية الفواحة التي تشتهر بها الجزيرة العربية. كما شهد الحفل تكريم 6 شخصيات مسرحية وفنية في الأحساء، وهم: أحمد جمعان العيد، وعادل الخميس، وحمد الجاسر، وعلي الشهابي، وعثمان الحويل، وخالد القادري، إضافة إلى عرض مسرحية "بلاد الأحلام" لجمعية الأحساء، ويحث العرض في قصته على العمل بين أفراد المجتمع عبر بلاد تضم الجميع وتكون مثالية يسودها الحب والوئام.