الإعلام هو سلطة لها تأثير كبير على المجتمع، وفي الوقت الحالي يعتبر الإعلام من أقوى الوسائل وأكثرها تأثيراً على أفراد هذا المجتمع، وأصبح في عصرنا الحالي أحد الوسائل المستخدمة في صنع القرار على مستوى العالم. وتلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً في المجتمعات فهي تؤثر بدرجة كبيرة على الرأي العام، واتجاهاته، وتعديل سلوكياته وتغير عاداته. إن لوسائل الإعلام تأثيرا مهما على المجتمع يتلخص في أمور عدة منها؛ التشاور وأقصد به تبادل الآراء ففي طبيعة الحال أي مجتمع لا بد من توافر رسائل التشاور وتبادل الآراء والأفكار وحتى القضايا المصيرية والوقتية، وتقوم وسائل الإعلام أيضا بهذه الوظيفة في المجتمع الحديث لإضفاء الشرعية على أوضاع المجتمع. تؤثر وسائل الإعلام على المفهوم الإدراكي والمعرفي للفرد والمجتمع، كما يساعد في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع نحو قضايا مجتمعية بحيث يقدر على تحليلها واستيعابها مع اتخاذ سلوك حول هذه القضايا، وذلك من خلال وسائل الإعلام المتنوعة سواء كانت بالشكل التقليدي، مثل الصحف والإذاعة والتلفاز أو على شكل الوسائل الحديثة كالصحافة الإلكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيس بوك وغيرهما، لذلك فوسائل الإعلام قادرة على تغيير أنماط وسلوك المجتمعات، كما يكون لها تأثير قوي على نشر سلوك اجتماعي أو ثقافي يتبعه الفرد أو المجتمع. إن وسائل الإعلام تعتبر من المصادر الأساسية للمعلومة، والتي يبني عليها الفرد مواقفه، حيث تتولى وسائل الإعلام الدور الملموس في تشكيل موقف الجمهور المتلقي من القضايا المطروحة على الساحة المحلية والدولية. ولا يتوقف تغيير الاتجاه والموقف على القضايا العامّة أو الأحداث المثارة، بل يمتد إلى القيم وأنماط السلوك. السلوك البشري يمكن أن يتغير بتغير الموقف أو الاتجاه أو نتيجة تغيير معرفي أو من خلال التنشئة الاجتماعية طويلة المدى وقد يكون تغيير السلوك بشكل وقتي مثل تغيير السلوك الشرائي وذلك بإقبال على سلعة معينة أو ألوان معينة أو أشكال ونوعيات من الملابس، لذلك للإعلام دور في تغيير السلوك سواء بالزيادة أو النقصان وإحداث تغيير في البيئة المحيطة والمحتوى والوسيلة. ومن هنا فإن الإعلام إنما هو عمل مسؤول وقضية بشرية قائمة منذ قيام البشر ليستقيم في أسلوبه ورسائله، والمجتمع الراشد هو الذي يتلمس جوانب الخير في الإعلام ومناهجه ويسخر وسائله التي هي محايدة تماماً ليتحقق بها وعن طريقها صلاح واستقامة المجتمع، ويظل للإعلام مزاياه وأثره الإيجابي في المجتمع الإنساني طالما أنه ينطلق من وعي صحيح وفهم سليم واستقامة على المنهج القويم.