متأخرًا جدًا بدأ العالم يصحو على الخطر الذي تمثله ناقلة النفط «صافر» على منطقة البحر الأحمر، حيث أصدرت أمريكا وهولندا بيانًا مشتركًا حول التهديد الذي تشكله الناقلة وضرورة دعم جهود الأممالمتحدة لمواجهة وتجنب التهديدات الاقتصادية والبيئية والإنسانية المحتملة منه. نحو 4 أشهر فقط تفصل العالم عن الكارثة التي يمكن ألا يصبح تلافيها بعد ذلك متاحًا أو ممكنًا، فبحلول أكتوبر، ستجعل الرياح العاتية والتيارات المتقلبة عملية الإنقاذ التي تقودها الأممالمتحدة أكثر خطورة وسترفع من خطر تحطم السفينة، وفي حال حدوث تسرّب، فمن المتوقع أن تكلّف عملية التنظيف وحدها 20 مليار دولار. وكانت «الوطن» أشارت في تقارير عدة إلى المخاطر التي يشكلها صافر، ونقلت عن معنيين تحذيرهم الشديد من بقاء هذه الناقلة مع كل ما تشكله من تهديد تحت سيطرة الحوثي غير المعني بكل المآسي التي يجرها تسرب النفط من الناقلة على اليمن والعالم كله. بيان مشترك البيان الأمريكي الهولندي ركز على زيادة الوعي بالمخاطر الوشيكة التي يشكلّها تسرّب النفط من صافر على المنطقة بأكملها، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية للتصدي للتهديدات الوشيكة التي تشكلها الناقلة. وشدد البيان على أهمية جمع 144 مليون دولار لتمويل خطة الأممالمتحدة التشغيلية، التي تتضمن 80 مليون دولار لعملية طارئة لتفريغ النفط من صافر إلى سفينة مؤقتة. وكان تمّ جمع ما يقرب من نصف الأموال المطلوبة لعملية الطوارئ هذه في اجتماع التعهدات الذي استضافته الأممالمتحدة وهولندا الشهر قبل الماضي، غير أن ثمّة حاجة ماسة لمزيد من التبرعات للمضي قدمًا في العملية. تحلل سريع كشف البيان أن الناقلة العملاقة «صافر» تتعرّض لتحلل سريع وهي غير مستقرة وتحتوي على 4 أضعاف كمية النفط الذي تسرّب في كارثة الناقلة إكسون-فالديز، وهذه الكمية الهائلة معرّضة للتسرّب أو الانسكاب أو الانفجار في أي وقت، مما يعطل إلى حدّ كبير طرق الشحن في منطقة الخليج والصناعات الأخرى عبر منطقة البحر الأحمر، ويكون السبب في كارثة بيئية هائلة، ويزيد من حدّة الأزمة الإنسانية في اليمن. وكانت جماعة الحوثي اليمنية وقعت اتفاقًا مع الأممالمتحدة يسمح بتفريغ حمولة «صافر» العالقة قبالة ميناء رأس عيسى منذ نحو 7 سنوات، غير أنها كعادتها لم تلتزم بالتنفيذ. وترسو «صافر» -التي تبعد 60 كلم شمال مدينة الحديدة- قبالة سواحل اليمن المطلة على البحر الأحمر بحمولة تفوق مليون برميل من النفط. كارثة تفوق المرفأ حذر كثيرون من أن خطورة «صافر» الذي وصفوه بأنه «قنبلة مؤقتة على سواحل اليمن» تتجاوز كارثة انفجار مرفأ بيروت. وتذكر كثيرون أنه في عام 1989 تسربت كميات من الناقلة «إكسون فالديز» (Exxon Valdez) تقل حمولتها 4 مرات عن حمولة «صافر» التي يقدر ثمنها بنحو 40 مليون دولار، ورغم ذلك تسببت «إكسون فالديز» بكارثة بيئية قبالة سواحل ألاسكا. ويهدد التسرب لو حدث في فقدان أكثر من 126 ألف شخص في اليمن وحده سبل عيشهم جراء التلوث، ولو تسبب التسرب في انسداد محطات تحلية المياه في المنطقة فقد يحرم 9 ملايين شخص من المياه، وقد يغلق ميناء الحديدة الرئيس 6 أشهر، ويرفع أسعار الوقود في اليمن 200% ويضاعف أسعار الغذاء، وتفقد أكثر من 100 ألف أسرة تعمل في الصيد قوتها، وستتعرض حوالي 115 جزيرة على امتداد الساحل الغربي في اليمن للضرر المباشر، كونها تقع في مسار حركة تسرب النفط المتوقع من «صافر»، وستخسر هذه الجزر موائلها الطبيعية وتنوعها البيولوجي، كما ستفقد غابات المانغروف التي تشكل حوالي 12% من الشريط الساحلي للبحر الأحمر، وسوف ينفق 969 نوعًا من الأسماك، ويختفي قرابة 969 نوعًا من الشعاب، ويموت 768 نوعًا من الطحالب، و139 نوعًا من العوالق الحيوانية. كما تهدد الكارثة 1.5 مليون طائر مهاجر تعبر سنويًا منطقة باب المندب، ويواجه 390 نوعًا من الطيور البرية والمائية خطر النفوق، وسيتعرض ما يقارب 5.9 ملايين شخص في اليمن ومليون شخص في السعودية لمستويات مرتفعة جدًا من التلوث. صافر 1976 صنعت ناقلة النفط «صافر» بطول 376 مترا. 1986 حولت إلى منصة تخزين عائمة للنفط. تتصل بخط أنابيب في قاع البحر طوله 7 كلم. 2015 توقفت الأنشطة في ميناء رأس عيسى الخاضع لسيطرة الحوثي. 1.14مليون برميل حمولتها من النفط. 80مليون دولار قيمة النفط على صافر. 7سنوات منذ آخر صيانة للناقلة. 2019 تراجع الحوثي عن السماح للأمم المتحدة بحل أزمة صافر. 2020 صحف تتحدث عن خرق مياه البحر هيكل الناقلة. يوليو مجلس الأمن الدولي يبدي انزعاجه من تزايد خطر تفكك أو انفجار صافر. سبتمبر السعودية تحذر مجلس الأمن الدولي من «بقعة نفطية» شوهدت غرب «صافر». مايو 2021 27 مايو تسرب مياه البحر إلى غرفة محركات صافر. مصر والأردن والسعودية والسودان والشرعية اليمنية تطالب بتحرك عاجل من مجلس الأمن. 30 عاما تحتاجها البيئة للتعافي لو حدث تسرب.